قصص

لماذا لم يصبح العراق بلداً ثرياً رغم غناه بالنفط؟

سوا بودكاست - واشنطن
2024-03-29

ارتفعت مداخيله من النفط إلى مبالغ ضخمة، بالتزامن مع سيولة نقدية قياسية في أسواقه.. 

لكن رغم ذلك لا يزال أكثر من ربع سكانه يرزحون تحت خط الفقر.. 

فهل سيتمكن العراق من تحقيق توزيع أكثر عدلاً للثروات؟ وكيف يمكن إصلاح اقتصاده وتنويع مصادر دخله بعيداً عن النفط؟ 

 

خلال مارس الجاري، كرر صندوق النقد الدولي دعوة الحكومة العراقية، إلى تنويع مصادر الدخل والابتعاد تدريجياً عن الاعتماد المفرط على النفط، ما يعطي ضماناً بعدم التأثر بتقلبات الأسواق العالمية، بالإضافة إلى تحقيق الاستدامة المالية. تأتي تلك الدعوة في إشارة إلى الهزات العنيفة التي شهدها قطاع الطاقة في العالم، بسبب جائحة كورونا، ثم القرارات المتوالية لمنظمة الدول المصدرة للنفط، "أوبك"، بخفض الإنتاج، والتجاذبات الحادة بين بغداد وأربيل حول حقول النفط والغاز في إقليم كردستان، بالإضافة إلى عدم استقرار سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي.  

 

آفاق الإصلاح تمر عبر "تغيير فلسفة الدولة" 

أثناء كلمته التي ألقاها أمام منتدى الشراكات الصناعية في البصرة، يناير الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إنه يجب "تغيير فلسفة الدولة" بالاعتماد على الموارد الطبيعية، لتأسيس صناعة مستدامة تلبي حاجة السوق المحلية، ليرتبط الاقتصاد العراقي بدورة الاقتصاد العالمي. وجاء ذلك التصريح أثناء تقديم السوداني خطة حكومته للإصلاح الاقتصادي. 

رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أثناء إلقاء كلمة بمناسبة إعادة افتتاح مصفاة بيجي للنفط، فبراير 2024.

غير أن الحكومات العراقية المتعاقبة، لم تنجح خلال العقدين الماضيين في تحقيق ذلك الهدف، أو الالتزام بتوصيات المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي. يقول الخبير الاقتصادي العراقي، منار العبيدي، الذي تحدث إلى بودكاست زوايا، إن "الحكومات العراقية كانت تبدأ من حيث بدأت سابقاتها، وليس من حيث انتهت"، وهي إشكالية في طريقة إدارة الدولة في العراق، يتعدى تاثيرها الجوانب السياسية، ليشمل المستويات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية. 

ويرجع العبيدي ذلك إلى حالة عدم الاستقرار السياسي، والحروب المتواصلة التي خاضها العراق على مر عقود، بسبب المغامرات العسكرية التي انخرط فيها النظام السابق ضد إيران والكويت، والحصار المتواصل الذي تلاها، وصولاً إلى حرب عام 2003، وتأسيس نظام سياسي قائم على المحاصصة الحزبية. هذه الاضطرابات تسببت في استمرار حالة عدم الاستقرار، التي فشلت الأحزاب السياسية في تخطيها. 

 

إدارة الاقتصاد.. بين المحاصصة وتفشي الفساد 

رغم الثروات الطبيعية الضخمة التي يملكها العراق، إلا أنه لم يشهد مجهوداً استثمارياً حقيقياً يكفل تنوع الاقتصاد. فبعد عقود من التخطيط المركزي الذي وجه مداخيل تصدير النفط إلى تمويل الحروب الإقليمية، واجهت بغداد حصاراً اقتصادياً وتجارياً دولياً كجزء من العقوبات الدولية التي فُرضت على البلاد عقب احتلال الكويت.  

تمثل عائدات تصدير النفط أكثر من 90 في المئة من مداخيل الدولة في العراق

وبعد عام 2003، وإثر انتهاء الحرب التي أفضت إلى تغيير سياسي جذري في البلاد، أصيبت المؤسسات الاقتصادية المختلفة بالشلل، بسبب الدمار الكبير الناتج عن العمليات القتالية. وإثر فترة انتقالية شهدت حالة من الفراغ السياسي، شهد العراق تنظيم أول انتخابات تعددية، أفضت إلى تكوين نظام يعتمد على المحاصصة الحزبية، التي يتم بموجبها توزيع المناصب العليا وموارد الدولة المالية على أسس عرقية وطائفية. ويصف محللون محليون تلك الفترة، بأنها مرحلة "الأزمة الشاملة". 

يضيف الخبير الاقتصادي العراقي منار العبيدي، أن دخول العراق في دوامة الحرب الأهلية، ثم مقاومة الجماعات الإرهابية، وسطوة الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، جعل إمكانية توجيه الدولة لمواردها الاقتصادية نحو الاستثمار شبه مستحيلة. إذ تركزت المجهودات الحكومية على النواحي الأمنية والسياسية. ورغم إنفاق بغداد أكثر من 140 مليار دولار على النشاط الاقتصادي، بين عامي 2004 و2016، إلا أن تلك الأموال كانت عرضة إلى الفساد المالي والإداري، في ظل غياب الرؤية الاقتصادية الواضحة. 

 

دفع الرواتب بدلاً عن الاستثمار والتنمية 

أقر مجلس النواب العراقي موازنة استثنائية في يونيو 2023، تضمنت أرقاماً قياسية للإنفاق الحكومي، إذ تجاوزت 153 مليار دولار. وتذهب النسبة الأكبر من تلك الأموال إلى دفع رواتب الموظفين في القطاع الحكومي، الذي يمثل أكبر مشغل في البلاد، في غياب لافت للقطاع الخاص. من جهته صرح رئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، أن نسبة الزيادة في موظفي القطاع العام بين عامي 2004 و2019 بلغت نحو 400 في المئة. 

يحتل العراق مراتب متأخرة في مؤشرات مدركات الفساد والتنمية البشرية

ولم تتغير الاختيارات الاقتصادية للحكومات العراقية بعد 2003 عن سابقاتها، إذ لا يزال القطاع العام يهيمن ليس فقط على الأنشطة الاقتصادية، بل على ميزانية الدولة نفسها، على شكل رواتب لأكثر من 4 ملايين موظف، بالإضافة إلى 3 ملايين متقاعد، ومليون شخص يتلقون رواتب الرعاية الاجتماعية. ولم تخرج الميزانية الأخيرة التي أقرها مجلس النواب العراقي عن تلك السياسة، إذ تضمنت إضافة رواتب لمليون شخص من الموظفين الحكوميين الجدد، في مناصب دائمة أو وقتية، حسب تصريح عضو اللجنة المالية بالبرلمان العراقي، محمد النوري لرويترز

ولدفع تلك المستحقات المالية الضخمة، يعتمد العراق على إيرادات تصدير النفط بنسبة تفوق 90 في المئة، ما يعني أن كامل الميزانية ستبقى رهينة لتقلبات أسعار الطاقة في السوق العالمية خلال الأشهر المقبلة. وهو ما حدث سابقاً أثناء الأزمة العالمية التي سببتها جائحة كورونا. وتبعاً لذلك فإن انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل قد يعني انهيار الميزانية العراقية. 

بالإضافة إلى بقائها رهينة لتقلبات أسعار النفط، فإن السياسة الاقتصادية والمالية في العراق لا تستجيب للزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها البلاد، التي تشير تقارير دولية إلى إمكانية تحولها إلى أزمة سكانية، في ظل غياب البنية التحتية والمرافق الأساسية لكتلة سكانية قد يتجاوز عددها 50 مليون نسمة عام 2023. وتزداد خطورة الوضع في ظل تدني مستوى رأس المال البشري، بسبب انهيار النظام التعليمي. 

ينتج العراق 4.5 مليون برميل نفط يومياً ما يجعله ثاني بلد مصدر للنفط في منظمة "أوبك".

رغم كونه ثاني بلد منتج للنفط في منظمة "أوبك"، بعد المملكة العربية السعودية، بإنتاج يومي يبلغ نحو 4 ملايين برميل يومياً إلا أن العراق، وعلى عكس دول الخليج المجاورة له، فشل في تحويل مداخيل ثرواته الطبيعية إلى مكاسب اقتصادية لسكانه. ويعزو الخبير الاقتصادي العراقي، عبد الرحمان الشيخلي، الذي تحدث إلى موقع قناة الحرة، هذا الفشل إلى "المناكفات السياسية والمحاصصة الطائفية والميول إلى دول مجاورة" لدى القوى السياسية الرئيسية التي تحكم المشهد السياسي العراقي. 

ويضيف الشيخلي قائلاً، إن "الكثير من الأحزاب تعتمد على المردود النفطي الذي تتمتع به خلال الوقت الحاضر، دون أن تكلف نفسها عناء العمل على إعادة بناء اقتصاد متين". لذلك فإن نظام المحاصصة سيستمر في الدفع نحو التوظيف الحكومي بطريقة غير فعالة اقتصادياً، عبر ما يُعرف بالتعيينات الإلزامية. 

لا توجد مؤشرات على اتخاذ الحكومات العراقية المتعاقبة إجراءات حقيقية للإصلاح الاقتصادي، قصد تنويع مصادر الدخل، عبر الاستثمار في قطاعات ذات قدرة تشغيلية عالية، أو تعطي قيمة مضافة للثروات الطبيعية للبلاد. وتشمل تلك الأنشطة قطاعات مثل الزراعة والصناعة والسياحة. بل تواصل الاعتماد على مداخيل تصدير النفط لتمويل موازنة تذهب أغلب مواردها لسداد رواتب ملايين الموظفين، يعمل أغلبهم في قطاعات غير منتجة. 

استمع
لماذا يعاني اقتصاد العراق رغم ثروته النفطية؟

 وفي ظل استمرار تلك السياسة، وتزامنها مع تواصل تدني ترتيب العراق في المؤشر العالمي لمدركات الفساد، والتقلبات السياسية الإقليمية والدولية، التي تؤثر على سوق الطاقة العالمي، فإن المؤسسات الدولية لا تتوقع خروجاً سريعاً للعراق من أزمته الحالية. وتزداد خطورة الوضع إذا ما حدثت تغيرات طارئة أو هزات جديدة في أسعار النفط، حيث سيكون قد فات الأوان لتنفيذ أي إجراءات أو قوانين إصلاحية، بسبب غياب السيولة المالية التي يتم إهدارها اليوم

سوا بودكاست - واشنطن

المزيد

مراكز غير مرخصة.. عندما يتحول الجمال الى تجارة قاتلة
عيادات ومراكز التجميل بدأت تتنافس فيما بينها لجذب الشباب الراغبين في اجراء العمليات

قضت الشابة، زهراء باسم، أشهراً حتى تعافت من مرض أصيبت به خلال خضوعها لعملية تجميلية، سعياً منها للوصول إلى جسم مثالي. تقول زهراء إن عدوى فايروسية أصابتها خلال عملية أجرتها في إحدى مراكز التجميل في بغداد، سببت لها التهابات وأثرت على صحتها النفسية. 

زهراء ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من ضحايا مراكز التجميل غير المرخصة، والتي لا تلتزم بالضوابط الصحية، فالإقبال المتزايد من الشباب والشابات على الاهتمام بجمالهم، خاصة أولئك الذين يسعون للشهرة من خلال نشر الصور على مواقع التواصل الإجتماعي، فسح المجال لغير المختصين بفتح عيادات غير مرخصة، بعيداً عن أعين السلطات الصحية، والتي تقدم مجموعة واسعة من الخدمات التجميلية، بدءا من العناية بالبشرة والشعر، وصولاً لإجراء عمليات بعضها حساسة وخطرة. 

 

مراكز غير مرخصة.. مصدر للإصابة بالإيدز 

تلجأ مراكز التجميل غير المرخصة إلى عدة أساليب، منها تقديم عروض تخفيضية لجذب المراجعين وأغلبهم من شريحة الشباب، ليقع العديد منهم ضحايا لأخطاء طبية أنهت حياة البعض، وكانت السبب في إصابة آخرين بأمراض. 

لجنة الصحة النيابية حذرت بدورها من انتشار كبير وغير منضبط لعيادات التجميل، التي تعمل دون رقابة، ما يشكل خطراً على الصحة العامة، وقالت إنها سجلت أكثر من 2600 إصابة بمرض الإيدز، من بينها 470 حالة وفاة حتى بداية العام الحالي. 

 

هوس بمشاهير "السوشل ميديا" 

انتشار مراكز التجميل غير المرخصة سببه زيادة طلب جيل الشباب على إجراء عمليات التجميل، هوساً بتقليد مشاهير السوشل ميديا، بحسب نقيب الأطباء السابق، الدكتور جاسم العزاوي، الذي يقول لـ"سوا" إن بعض هذه المراكز تجذب انتباه المزيد من الزبائن، من خلال استخدام المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، للدعاية لهم مقابل مبالغ طائلة. 

ويصف العزاوي المشرفين على هذه المراكز بالمتاجرين بمهنة الطب التجميلي، ممن يتحايلون على قوانين وزارة الصحة، من خلال نقل مراكزهم من منطقة إلى أخرى، وتحت أسماء مختلفة هرباً من أجهزة الرقابة، فمنطقة المنصور في العاصمة بغداد مثلاً، تحتوي لوحدها على أكثر من 500 عيادة تجميل. العزاوي حمَّل السلطات الصحية والأمنية المسؤولية الكبرى في استمرار انتشار هذه المراكز، بسبب "العشوائية" في تطبيق القوانين الصحية، على حد وصفه. 

الكاتبة، أسيل الطائي، تقول من جهتها إن التطور التكنولوجي وتقنيات الطب والانفتاح على العالم الخارجي، الذي يعج بالمؤثرين والمشاهير، شجع على خوض تجربة التجميل، حتى وإن لم تكن ضرورية. 

 

"أطباء تجميل" بلا شهادة وخبرة  

استغلال بعض الوافدين الأجانب لجهل العراقيين مهنهم الحقيقية، دفع البعض منهم إلى انتحال صفة طبيب جراح، وفتح مراكز تجميل غير مرخصة، هذا سبب آخر أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة بحسب مدير عام صحة محافظة ميسان، الدكتور علي العلاق. 

ومنذ أكتوبر 2022 ولغاية ديسمبر 2023، أغلقت وزارة الصحة 124 مركزاً تجميلياً، 94 منها كانت وهمية، و30 مجازة لكنها مخالفة لضوابط الوزارة. أحالت وزارة الصحة على القضاء خلال تلك الفترة 25 طبيباً وطبيب أسنان، ممن يعملون في المراكز والعيادات التجميلية، لمخالفتهم التعليمات والضوابط، فضلا عن إتلاف كميات كبيرة من مواد غير صالحة للاستخدام في مراكز التجميل.  

في مطلع شهر يوليو الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني، القبض على منتحل صفة "طبيب تجميل" في العاصمة بغداد، فيما أشار إلى أن المتهم يحمل شهادة المتوسطة فقط. وذكر بيان لجهاز الأمن، أن معلومات استخبارية أكدت وجود شخص يحمل صفة "طبيب تجميل"، ولديه عيادة يمارس فيها النصب والاحتيال على المراجعين في بغداد، ليتم إثر ذلك اعتقال المتهم بالجرم المشهود، وضبط مواد طبية مجهولة يستخدمها للحقن والتجميل. المتهم اعترف بأنه يمتلك شهادة المتوسطة فقط، ونظم دورات تعليمية حول عمليات التجميل داخل عيادته مقابل مبالغ مالية. 

 

ضغوط مجتمعية وتنافس وتنمر  

عيادات ومراكز التجميل بدأت تتنافس فيما بينها لجذب الشباب الراغبين في إجراء العمليات، من خلال طرح عروض مغرية بأسعار زهيدة أحياناً. ويذكر موقع "تجميلي" المتخصص في مجال طب التجميل، أن العراق حل ثامناً بعد الجزائر والكويت في عدد عمليات التجميل، حيث تصدرت زراعة الشعر قائمة العمليات التي يخضع لها الشباب الذكور، تليها عمليات تجميل الأنف وزراعة الأسنان وشعر اللحية. 

عدد قليل من الشباب كان سابقاً يرغب في إجراء عمليات تجميل، لكن عالم السوشيال ميديا والمنافسة والتأثر بعادات وتقاليد وثقافات جديدة، كل هذا غيَّر من معايير الجمال في الوقت الحالي، حتى أن العديد من الشباب باتوا يتعرضون إلى ضغوط اجتماعية، وصلت إلى حد التنمر لتغيير مظهرهم الخارجي.   

الشاب، محمد علي، كان ضحية لهذا التنمر الذي تعرض له من قبل زملائه، بسبب ملامح وجهه عندما كان طالبا في مرحلة السادس الإعدادي، ويقول لـ "سوا" إنه لولا نظرة المجتمع، لما كان يجري أي عملية تجميل.  

أما الصحفية، نغم مكي، فتشير إلى أن هذه النظرة التي ترفض كل من هو مختلف، قد تشعر البعض بأن المظهر الخارجي هو أساسي لتقدير الذات وقبول المجتمع، حينها تبدأ معاناة رحلة تغيير الشكل، التي قد تصل إلى حد تغيير لون البشرة. 

الأشخاص الذين يعانون من عدم الرضا عن مظهرهم الخارجي، قد يلجؤون إلى عمليات التجميل كوسيلة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، هكذا يفسر الباحث النفسي، كاظم موسى، أسباب تزايد الإقبال على  مراكز التجميل، حتى وإن كانت غير مرخصة، ويشير إلى أن "الناحية العلمية السيكولوجية تفسر التوجه لعمليات التجميل، بما يسمى اضطراب الهوية الشخصية الناتج عن عدم الثقة بالنفس". 

 

 تعزيز القوانين والتشريعات 

مئات من مراكز التجميل غير المرخصة المنتشرة في بغداد وبقية المحافظات باتت تهدد الباحثين عن الجمال، بالموت، ورغم مساعي نقابة الأطباء في العراق لإيقافها، إلا أن نقيب الأطباء السابق، الدكتور جاسم العزاوي، يقول إن الحد من الظاهرة مرهون بدعم حكومي وتشديد في الإجراءات.  

نقابة الأطباء حذرت بدورها من تسجيل حالات تنوعت بين الأمراض والتشوهات والمشاكل الصحية الخطيرة الأخرى، بسبب الأعمال والممارسات غير المرخصة، وذكرت أن كثرة من يعلنون قدرتهم على تنفيذ عمليات التجميل، جعلت المواطنين لا يعرفون من هم الأطباء الحقيقيون، وأن البعض يحاول جعل الإنسان العراقي سلعة تتبادلها وسائل التواصل الاجتماعي والسماسرة والمتاجرون. 

وكانت وزارة الصحة قد قررت إيقاف منح إجازات فتح للمؤسسات الصحية الخاصة، من مستشفيات أهلية وعيادات جراحية ومراكز تخصصية، ومن ضمنها مراكز التجميل ومكاتب السياحة العلاجية، لحين إصدار ضوابط جديدة.  

الوزارة قررت أيضاً منع بعض الاختصاصات، ومن بينها أطباء الأسنان، من إجراء عمليات في مراكز التجميل، وأشارت إلى أن لديها دوراً رقابياً وتفتيشياً،  ولديها كذلك صلاحيات الغلق والتنفيذ للجهات الأمنية. الوزارة وصفت ملف عيادات التجميل بـ"المعقد" وقالت إنها بدأت بوضع ضوابط وإعداد تعليمات جديدة تنظم عمل هذه المراكز في العراق.