قصص

بين غزة وفيلادلفيا.. خطة نتانياهو الجديدة لإنهاء الحرب

سوا بودكاست - واشنطن
2024-02-03

 

هو طريق ضيق شرق الحدود بين مصر وقطاع غزة.. 

يُعرف في إسرائيل بطريق "فيلادلفيا"، أما المصادر الفلسطينية فتطلق عليه اسم محور صلاح الدين.. 

ومع تحول العمليات العسكرية إلى جنوب القطاع، أصبحت السيطرة على ذلك المحور موضع تجاذبات إقليمية.. 

فما هي أهميته، ولماذا تشكل السيطرة عليه حجر الزاوية لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو؟.. 

 

إثر الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، في السابع من أكتوبر الماضي، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، هجوماً شاملاً على قطاع غزة، يهدف إلى وقف الهجمات الصاروخية على بلاده، والقضاء على حركة حماس. وبعد أن تركزت عمليات الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع، خلال مرحلة أولى، بدأت تلك العمليات بالتحول تدريجياً نحو الجنوب، أين ترافقت مع استخدام مكثف للقصف الجوي والمدفعي، ما دفع أغلب السكان إلى النزوح. ومع بداية المعارك العنيفة التي شهدتها خان يونس، أعلنت إسرائيل أنها تعطي منطقة رفح، في أقصى جنوب القطاع، أولوية مطلقة في عملياتها الحربية. ووصل الأمر إلى إعلان نتانياهو في الثلاثين من ديسمبر الماضي، أن "محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، يجب أن يكون تحت سيطرة إسرائيلية، ويجب إغلاقه لضمان نزع السلاح من القطاع". 

 

منطقة منزوعة السلاح 

عند توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، المعروفة باتفاقية كامب ديفيد، تم إدراج بنود ذات طابع أمني وعسكري، لضمان عدم حصول أي تصعيد بين البلدين. ومن ضمن تلك البنود، إنشاء منطقة عازلة على طرفي الحدود الدولية المعترف بها. وتشمل المنطقة العازلة الحدود بين مصر وقطاع غزة، حيث يمر عبر الجانب الفلسطيني، الذي احتلته إسرائيل منذ سنة 1967، طريق ضيق يُعرف بمحور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين. يقول الخبير الاستراتيجي والمستشار في أكاديمية ناصر العسكرية التابعة للجيش المصري، اللواء نصر سالم، إن ذلك المحور هو عبارة عن طريق شرق الحدود الدولية بين قطاع غزة ومصر، يبلغ طوله 14 كيلومتراً، ينطلق من البحر المتوسط، وينتهي جنوباً عند منطقة كرم أبو سالم. ويضيف اللواء نصر سالم، الذي تحدث لسوا بودكاست، أن إسرائيل كانت تسيطر على تلك الطريق حتى انسحابها من جانب واحد، وإخلائها قطاع غزة سنة 2005، فيما عُرف بخطة "فك الارتباط".  

محور صلاح الدين أو فيلادلفيا، هو طريق يحاذي الحدود بين قطاع غزة ومصر، ويمتد من البحر المتوسط إلى منطقة كرم أبوسالم جنوباً

طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد، يقع محور فيلادلفيا في المنطقة "د"، التي تشمل الحدود المباشرة بين مصر وكل من إسرائيل وقطاع غزة، أين تم السماح بنشر وحدات عسكرية محدودة العدد، تقتصر على كتائب مشاة من الجيشين المصري والإسرائيلي، دون وجود وحدات قتالية رئيسية، مثل القوات المدرعة، بالإضافة إلى منشآت يستخدمها المراقبون التابعون للأمم المتحدة. لكن عقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، والذي تم دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية، وقعت مصر وإسرائيل ما عُرف بـِ "بروتوكول فيلادلفيا"، الذي لا يُلغي اتفاقية كامب ديفيد، لكنه يسمح بتواجد أمني وعسكري، خصوصاً من قوات حرس الحدود، "لمقاومة الإرهاب والتسلل والتهريب عبر الحدود". وبعد سنتين، وعقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، الذي ترافق مع تشديد الإجراءات الإسرائيلية في المعابر مع القطاع، أصبحت الحدود مع مصر هي المتنفس الوحيد للسكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة. 

 

"تحت الأرض وفوق الأرض".. جدل حول تهريب الأسلحة بين سيناء وقطاع غزة  

 تؤكد إسرائيل وجود عمليات تهريب نشيطة بين قطاع غزة والأراضي المصرية. وتضيف المصادر الرسمية والصحفية الإسرائيلية أن تلك العمليات تتم عبر عشرات الأنفاق التي تربط مدينة رفح المصرية بنظيرتها الفلسطينية، وكذلك عبر المعبر الحدودي نفسه. وترى إسرائيل أن أغلب الأسلحة والذخائر التي تحصل عليها الحركات المسلحة داخل قطاع غزة، تأتي من سيناء. ورداً على ذلك، تقول القاهرة إنها أغلقت الأنفاق على الجانب المصري، خلال سنة 2013، عندما قامت ببناء جدار حدودي، بالإضافة إلى إخلاء عشرات المباني والمزارع في محيط مدينة رفح المصرية، قصد إنشاء منطقة عازلة بعمق خمس كيلومترات داخل الأراضي المصرية، للقضاء على أنشطة التهريب. 

مدخل أحد الأنفاق التي يقول الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس كانت تستخدمه لأغراض عسكرية

في تقرير لها نشرته بداية يناير الجاري، قالت وكالة رويترز إن المسلحين والمهربين الفلسطينيين كانوا يستخدمون هذه الأنفاق، لتفادي الحصار الاقتصادي إسرائيلي وإدخال الأسلحة إلى القطاع. من جهته، يقول المحلل في مركز القدس للشؤون العربية، يوني بن مناحيم، الذي تحدث إلى بودكاست زوايا، إن الانتشار العسكري في محور فيلادلفيا يكتسي حساسية من وجهة النظر العسكرية، بسبب حاجة إسرائيل لوقف تهريب الأسلحة إلى حركة حماس، عبر شبكة ضخمة من الأنفاق، تمتد إلى الجانب المصري. ويضيف بن مناحيم أن المعلومات الاستخبارية الموجودة لدى إسرائيل، تؤكد أن حماس أعادت بناء شبكات الأنفاق، بعد العملية المصرية الكبرى على الحدود، وأن التهريب يتم ليس فقط عبر تلك الأنفاق، بل كذلك عبر المعبر الحدودي نفسه، ما يجعل تلك الأنشطة تتم "فوق الارض وتحت الأرض"، ما دفع إسرائيل إلى اعتبار أن القاهرة فشلت في منع عمليات التهريب. 

 

عودة السيطرة الإسرائيلية  

ترفض القاهرة بصفة قاطعة التصريحات الإسرائيلية. وخلال شهر يناير، تبادل مسؤولون وإعلاميون مصريون وإسرائيليون الاتهامات بشأن تهريب الأسلحة إلى حماس، عبر منطقة رفح. إذ قال، ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، في بيان أصدره الأسبوع الماضي، إنه "يجب التأكيد بشكل صارم على أن أي تحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه، سيؤدي إلى تهديد خطير للعلاقات المصرية الإسرائيلية". وتستند القاهرة في موقفها على مضمون البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية كامب ديفيد، الذي يسمح بتواجد أمني وعسكري محدود ،في المنطقة الحدودية بين قطاع غزة ومصر. و ينص البروتوكول الإضافي كذلك، على أن كل انتشار أو تحرك لوحدات عسكرية في تلك المنطقة، يجب أن يحصل على موافقة الطرف المقابل المسبقة. كما أن توسيع العمليات العسكرية في منطقة رفح، قد يدفع الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى الهروب نحو سيناء، وهو أمر عبرت القاهرة عن رفضها المطلق له. لكن صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، نشرت تقريراً قالت فيه إن كلاً من مصر وإسرائيل تتفاوضان بالفعل على مستقبل المحور. 

تُظهر صور الأقمار الصناعية مخيمات مستحدثة لأعداد كبيرة من النازحين شرق مدينة رفح الفلسطينية، قرب الحدود المصرية

 من جهتها، نشرت المصادر الصحفية الإسرائيلية في بداية فبراير، تقاريراً تفيد أن هناك انفراجاً في المحادثات بين مصر وإسرائيل، بخصوص ضبط الحدود وبسط السيادة عليها، عبر وجود "غير دائم" للجيش الإسرائيلي، مع اعتماد كبير على تكنولوجيا أجهزة الاستشعار والرصد، بالإضافة إلى بناء جدار عازل جديد أكثر تطوراً. في الأثناء،  يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن السيطرة على محور فيلادلفيا، هي الطريق نحو تحقيق أهداف الحرب ضد المسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة، عبر منع وصول أي إمدادات لهم. ويشكل ذلك ليس فقط تغييراً في الأهداف العملية للخطط العسكرية على الميدان، بل هي كذلك تراجع عن الانسحاب من قطاع غزة، الذي نفذه سلفه، أرييل شارون، عام 2005، من جانب واحد ودون تنسيق مع الفلسطينيين. 

استمع
ماهي خطة إسرائيل الجديدة؟

وعلى الرغم من التفاؤل الذي يسود التصريحات الإسرائيلية، إلا أن القاهرة لا تزال لديها تحفظات حول إجراءات السيطرة على المعابر والمناطق الحدودية. كما أن استمرار تصريحات السياسيين الإسرائيليين اليمينيين، الداعية إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء، ستزيد من مخاوف القاهرة بشأن نوايا الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي ستصبح لها السلطة المطلقة على كافة المعابر المؤدية إلى القطاع، في صورة سيطرتها على محور فيلادلفيا. في الأثناء، يزداد الوضع في جنوب القطاع تعقيداً، أين نزح الآلاف من المدنيين الفلسطينيين هرباً من القتال والقصف العنيف، وسط ظروف إنسانية صعبة

سوا بودكاست - واشنطن

المزيد

مراكز غير مرخصة.. عندما يتحول الجمال الى تجارة قاتلة
عيادات ومراكز التجميل بدأت تتنافس فيما بينها لجذب الشباب الراغبين في اجراء العمليات

قضت الشابة، زهراء باسم، أشهراً حتى تعافت من مرض أصيبت به خلال خضوعها لعملية تجميلية، سعياً منها للوصول إلى جسم مثالي. تقول زهراء إن عدوى فايروسية أصابتها خلال عملية أجرتها في إحدى مراكز التجميل في بغداد، سببت لها التهابات وأثرت على صحتها النفسية. 

زهراء ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من ضحايا مراكز التجميل غير المرخصة، والتي لا تلتزم بالضوابط الصحية، فالإقبال المتزايد من الشباب والشابات على الاهتمام بجمالهم، خاصة أولئك الذين يسعون للشهرة من خلال نشر الصور على مواقع التواصل الإجتماعي، فسح المجال لغير المختصين بفتح عيادات غير مرخصة، بعيداً عن أعين السلطات الصحية، والتي تقدم مجموعة واسعة من الخدمات التجميلية، بدءا من العناية بالبشرة والشعر، وصولاً لإجراء عمليات بعضها حساسة وخطرة. 

 

مراكز غير مرخصة.. مصدر للإصابة بالإيدز 

تلجأ مراكز التجميل غير المرخصة إلى عدة أساليب، منها تقديم عروض تخفيضية لجذب المراجعين وأغلبهم من شريحة الشباب، ليقع العديد منهم ضحايا لأخطاء طبية أنهت حياة البعض، وكانت السبب في إصابة آخرين بأمراض. 

لجنة الصحة النيابية حذرت بدورها من انتشار كبير وغير منضبط لعيادات التجميل، التي تعمل دون رقابة، ما يشكل خطراً على الصحة العامة، وقالت إنها سجلت أكثر من 2600 إصابة بمرض الإيدز، من بينها 470 حالة وفاة حتى بداية العام الحالي. 

 

هوس بمشاهير "السوشل ميديا" 

انتشار مراكز التجميل غير المرخصة سببه زيادة طلب جيل الشباب على إجراء عمليات التجميل، هوساً بتقليد مشاهير السوشل ميديا، بحسب نقيب الأطباء السابق، الدكتور جاسم العزاوي، الذي يقول لـ"سوا" إن بعض هذه المراكز تجذب انتباه المزيد من الزبائن، من خلال استخدام المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، للدعاية لهم مقابل مبالغ طائلة. 

ويصف العزاوي المشرفين على هذه المراكز بالمتاجرين بمهنة الطب التجميلي، ممن يتحايلون على قوانين وزارة الصحة، من خلال نقل مراكزهم من منطقة إلى أخرى، وتحت أسماء مختلفة هرباً من أجهزة الرقابة، فمنطقة المنصور في العاصمة بغداد مثلاً، تحتوي لوحدها على أكثر من 500 عيادة تجميل. العزاوي حمَّل السلطات الصحية والأمنية المسؤولية الكبرى في استمرار انتشار هذه المراكز، بسبب "العشوائية" في تطبيق القوانين الصحية، على حد وصفه. 

الكاتبة، أسيل الطائي، تقول من جهتها إن التطور التكنولوجي وتقنيات الطب والانفتاح على العالم الخارجي، الذي يعج بالمؤثرين والمشاهير، شجع على خوض تجربة التجميل، حتى وإن لم تكن ضرورية. 

 

"أطباء تجميل" بلا شهادة وخبرة  

استغلال بعض الوافدين الأجانب لجهل العراقيين مهنهم الحقيقية، دفع البعض منهم إلى انتحال صفة طبيب جراح، وفتح مراكز تجميل غير مرخصة، هذا سبب آخر أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة بحسب مدير عام صحة محافظة ميسان، الدكتور علي العلاق. 

ومنذ أكتوبر 2022 ولغاية ديسمبر 2023، أغلقت وزارة الصحة 124 مركزاً تجميلياً، 94 منها كانت وهمية، و30 مجازة لكنها مخالفة لضوابط الوزارة. أحالت وزارة الصحة على القضاء خلال تلك الفترة 25 طبيباً وطبيب أسنان، ممن يعملون في المراكز والعيادات التجميلية، لمخالفتهم التعليمات والضوابط، فضلا عن إتلاف كميات كبيرة من مواد غير صالحة للاستخدام في مراكز التجميل.  

في مطلع شهر يوليو الماضي، أعلن جهاز الأمن الوطني، القبض على منتحل صفة "طبيب تجميل" في العاصمة بغداد، فيما أشار إلى أن المتهم يحمل شهادة المتوسطة فقط. وذكر بيان لجهاز الأمن، أن معلومات استخبارية أكدت وجود شخص يحمل صفة "طبيب تجميل"، ولديه عيادة يمارس فيها النصب والاحتيال على المراجعين في بغداد، ليتم إثر ذلك اعتقال المتهم بالجرم المشهود، وضبط مواد طبية مجهولة يستخدمها للحقن والتجميل. المتهم اعترف بأنه يمتلك شهادة المتوسطة فقط، ونظم دورات تعليمية حول عمليات التجميل داخل عيادته مقابل مبالغ مالية. 

 

ضغوط مجتمعية وتنافس وتنمر  

عيادات ومراكز التجميل بدأت تتنافس فيما بينها لجذب الشباب الراغبين في إجراء العمليات، من خلال طرح عروض مغرية بأسعار زهيدة أحياناً. ويذكر موقع "تجميلي" المتخصص في مجال طب التجميل، أن العراق حل ثامناً بعد الجزائر والكويت في عدد عمليات التجميل، حيث تصدرت زراعة الشعر قائمة العمليات التي يخضع لها الشباب الذكور، تليها عمليات تجميل الأنف وزراعة الأسنان وشعر اللحية. 

عدد قليل من الشباب كان سابقاً يرغب في إجراء عمليات تجميل، لكن عالم السوشيال ميديا والمنافسة والتأثر بعادات وتقاليد وثقافات جديدة، كل هذا غيَّر من معايير الجمال في الوقت الحالي، حتى أن العديد من الشباب باتوا يتعرضون إلى ضغوط اجتماعية، وصلت إلى حد التنمر لتغيير مظهرهم الخارجي.   

الشاب، محمد علي، كان ضحية لهذا التنمر الذي تعرض له من قبل زملائه، بسبب ملامح وجهه عندما كان طالبا في مرحلة السادس الإعدادي، ويقول لـ "سوا" إنه لولا نظرة المجتمع، لما كان يجري أي عملية تجميل.  

أما الصحفية، نغم مكي، فتشير إلى أن هذه النظرة التي ترفض كل من هو مختلف، قد تشعر البعض بأن المظهر الخارجي هو أساسي لتقدير الذات وقبول المجتمع، حينها تبدأ معاناة رحلة تغيير الشكل، التي قد تصل إلى حد تغيير لون البشرة. 

الأشخاص الذين يعانون من عدم الرضا عن مظهرهم الخارجي، قد يلجؤون إلى عمليات التجميل كوسيلة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، هكذا يفسر الباحث النفسي، كاظم موسى، أسباب تزايد الإقبال على  مراكز التجميل، حتى وإن كانت غير مرخصة، ويشير إلى أن "الناحية العلمية السيكولوجية تفسر التوجه لعمليات التجميل، بما يسمى اضطراب الهوية الشخصية الناتج عن عدم الثقة بالنفس". 

 

 تعزيز القوانين والتشريعات 

مئات من مراكز التجميل غير المرخصة المنتشرة في بغداد وبقية المحافظات باتت تهدد الباحثين عن الجمال، بالموت، ورغم مساعي نقابة الأطباء في العراق لإيقافها، إلا أن نقيب الأطباء السابق، الدكتور جاسم العزاوي، يقول إن الحد من الظاهرة مرهون بدعم حكومي وتشديد في الإجراءات.  

نقابة الأطباء حذرت بدورها من تسجيل حالات تنوعت بين الأمراض والتشوهات والمشاكل الصحية الخطيرة الأخرى، بسبب الأعمال والممارسات غير المرخصة، وذكرت أن كثرة من يعلنون قدرتهم على تنفيذ عمليات التجميل، جعلت المواطنين لا يعرفون من هم الأطباء الحقيقيون، وأن البعض يحاول جعل الإنسان العراقي سلعة تتبادلها وسائل التواصل الاجتماعي والسماسرة والمتاجرون. 

وكانت وزارة الصحة قد قررت إيقاف منح إجازات فتح للمؤسسات الصحية الخاصة، من مستشفيات أهلية وعيادات جراحية ومراكز تخصصية، ومن ضمنها مراكز التجميل ومكاتب السياحة العلاجية، لحين إصدار ضوابط جديدة.  

الوزارة قررت أيضاً منع بعض الاختصاصات، ومن بينها أطباء الأسنان، من إجراء عمليات في مراكز التجميل، وأشارت إلى أن لديها دوراً رقابياً وتفتيشياً،  ولديها كذلك صلاحيات الغلق والتنفيذ للجهات الأمنية. الوزارة وصفت ملف عيادات التجميل بـ"المعقد" وقالت إنها بدأت بوضع ضوابط وإعداد تعليمات جديدة تنظم عمل هذه المراكز في العراق.