في أول تعليق للحكومة اللبنانية، اعتبر رئيس مجلس الوزراء، سعد الحريري، الأربعاء، أن العقوبات الأميركية على عضوين في مجلس النواب تابعين لحزب الله "أمر جديد سنتعامل معه كما نراه مناسبا".
وعلى هامش حفل تكريمي لرئيس جمعية المصارف، قال الحريري: "هذه العقوبات هي كسائر العقوبات السارية، ولكن لا شك انها أخذت منحى جديدا من خلال فرضها على نواب في المجلس النيابي، مما يعطيها منحى جديدا، ولكن هذا لن يؤثر، لا على المجلس النيابي ولا على العمل الذي نقوم به في مجلسي النواب والوزراء، إنه أمر جديد سنتعامل معه كما نراه مناسبا وسيصدر عنا موقف في شأنه".
وأردف قائلا "المهم أن نحافظ على القطاع المصرفي وعلى الاقتصاد اللبناني.. ونأمل ألا يصار إلى تضخيم هذا الموضوع لأنه موجود أساسا فلا داعي للتحليلات لأنها ستؤدي برأيي إلى تأزيم الواقع السياسي".
وفرضت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عقوبات على كل من رئيس كتلة حزب الله في البرلمان محمد رعد والنائب أمين شري بسبب "استغلال النظام السياسي والمالي" اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له. وشملت العقوبات أيضاً مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا.
وقال الحريري "لا شك أن المجلس النيابي لا يرضى على هذا الأمر وهو سيد نفسه و يمثل إرادة الشعب، لكن العقوبات أمر آخر، ويجب علينا ألا نضيّع البوصلة بهذا الشأن. من هنا يجب أن نتعامل مع التحديات..".
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، حليف حزب الله، قال في وقت سابق، إن العقوبات الأخيرة التي فرضتها واشنطن على اثنين من نواب الحزب ومسؤول رفيع المستوى فيه، "اعتداء" على البرلمان وكل لبنان.
وهذه المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة عقوبات على نواب من حزب الله، وإن كانت فرضت سابقاً وعلى دفعات عقوبات على مسؤولين آخرين في الحزب أو على أشخاص يساهمون في تمويله.
ويُعد بري الحليف الأبرز لحزب الله. وفاز تحالف حركة أمل التي يرأسها بري مع حزب الله في انتخابات العام 2018 بـ26 مقعداً من أصل 27 مقعداً تعود للطائفة الشيعية في البرلمان اللبناني.
يشار إلى أن شري متهم بأنه هدد مسؤولين في أحد المصارف وعائلاتهم بعدما جمد المصرف حسابات عناصر من حزب الله كانوا وضعوا على اللائحة الأميركية السوداء. كما نشرت وزارة الخزانة صورة له إلى جانب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن هذه الصورة "تؤكد عدم وجود أي فارق بين النشاطات السياسية والعسكرية لحزب الله".
وانتخب شري (62 عاماً) نائباً عن بيروت عام 2005، وأعيد انتخابه عام 2018. وهو مقرب من الجهاز الأمني لحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.
أما رعد فهو رئيس كتلة نواب حزب الله وانتخب نائباً للمرة الأولى في العام 1992 ولا يزال حتى الآن.
وتم إدراج وفيق صفا لعمله لصالح حزب الله أو بالنيابة عنه وهو المسؤول عن وحدة الاتصال والتنسيق التابعة للحزب وعن تنسيق حزب الله مع المجتمع الدولي ومع الأجهزة الأمنية اللبنانية.
وعين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله صفا في العام 1987 كرئيس للجنة الأمن التي تم تغيير اسمها لاحقا ليصبح وحدة الاتصال والتنسيق.
واستغل صفا بحكم منصبه كرئيس لجهاز الأمن في حزب الله الموانئ والمعابر الحدودية اللبنانية للتهريب وتسهيل السفر بالنيابة عن حزب الله.