في تقرير تحليلي لموقع "أويل برايس"، كشف خبراء "استغلال" روسيا باتفاقية بحر قزوين لخداع إيران وحرمانها من ثروات هائلة بالمنطقة تقدر بمليارات الدولارات على مدار السنوات الماضية.
وقدر التقرير احتمالية بلوغ خسائر إيران حوالي 3.2 تريليون دولار مستقبلا.
ولا تقتصر أهمية بحر قزوين على بعده الأمني والاستراتيجي فحسب، بل أيضا في ثرواته الهائلة من النفط والغاز والأسماك.
وقبل تفكك الاتحاد السوفيتي، كان استغلال تلك الثروات مقسما مناصفة بين موسكو وطهران وفقا لاتفاقية تعاون موقعة عام 1921 عدلت في 1924، أي أن نسبة إيران بلغت حينها 50 في المئة.
لكن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، دخلت في إطار الخلاف ثلاث دول أخرى متشاطئة، هي: أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان.
وهذا أدى لتناقص نصيب إيران إلى 20 في المئة، مع أن إيران رأت وجوب عدم تأثر حصتها، لأن الدول المضافة للاتفاقية هي جمهوريات سوفيتية سابقة.
عقب ذلك، عقدت عدة اجتماعات لتجاوز تلك الخلافات، آخرها في آب/ أغسطس الماضي، حين توصلت الدول الخمس إلى اتفاقية تحدد الوضع القانوني لهذا البحر.
ولم يرشح الكثير عن تفاصيل الاتفاقية آنذاك سوى الحديث بشكل غامض عن منح المنطقة "وضعا قانونيا خاصا".
وذكر تقرير أويل برايس، نقلا عن مصدر مقرب من وزارة البترول الإيرانية، محاولة إيران الطعن في نسبة الـ 20 في المئة الممنوحة لها، لكنها آثرت بعد ذلك الانتظار، لاعتقادها بظهور مرونة روسية بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في أيار/مايو الماضي.
وبعد الانسحاب، دخلت إيران في عدد من الاتفاقيات مع روسيا حصلت بموجبها على وعود بامتيازات عسكرية وسياسية واقتصادية، لكن، وبحسب المصدر الإيراني، ورأى المصدر أن روسيا خذلت إيران بعدم إيفائها لتلك الوعود مضيفا "اعتقد الإيرانيون بسذاجة أن هذا يعني دخولهم في شراكة حقيقية مع روسيا، لكن روسيا لم ترَها بهذه الطريقة".
وأضاف المصدر قوله: "لقد تفاقم الوضع أيضا بالنسبة لإيران من خلال حقيقة مواجهة روسيا لمشاكلها الخاصة مع العقوبات الأميركية، وامتناعها عن زيادة الأمور سوءا عن طريق الانحياز تماما إلى إيران".
نقطة خلاف أخرى رئيسية، تتمثل بدفع روسيا باتجاه توصيف قزوين كبحر وليس بحيرة. وهذا الأمر قد يؤدي إلى تقليص نسبة إيران الحالية إلى نحو 11 في المئة.
وخلص المصدر الإيراني إلى أن "هذا التحول من 50 في المائة إلى حوالي 11 في المئة يعني أن إيران ستخسر من الآن فصاعدا، ما لا يقل عن 3.2 تريليون دولار من العائدات المتنازع عليها" لثروات المنطقة.
وحسب التقرير فان إيران ستسعى في الاجتماع المقرر، يومي 11 و 12 من آب/ أغسطس القادم، إلى مطالبة روسيا بتعويضات لتلك الخسائر.