موريتاتي يصبغ وجهه بألوان العلم الوطني
موريتاتي يصبغ وجهه بألوان العلم الوطني | Source: Courtesy Image

من النادر أن تتصدر موريتانيا عناوين نشرات الأخبار في القنوات العربية، فالبعد الجغرافي لهذه الدولة عن بقية الدول العربية خاصة في المشرق والهدوء الذي تعيشه يجعلانها شبه غائبة عن وسائل الإعلام العربية.

يطلق العرب على هذه الدولة لقب "بلد المليون شاعر"، ويتندر الموريتانيون على أنفسهم بأنهم "بلد المليون سياسي"، فماذا تعرف عن واحدة من أكبر الدول العربية مساحة وأقلها سكانا؟

إليك 10 معلومات ربما لا تعرفها عن موريتانيا:

1- موريتانيا ليست الاسم الأصلي للبلد

كلمة موريتانيا لم تكن تطلق على المجال الجغرافي المعروف حاليا بـ"موريتانيا"، أما الاسم الأصلي فهو "بلاد شنقيط" والسكان كانوا يسمون "الشناقطة"، لكن فرنسا أطلقت اسم "موريتانيا" على البلد حين استعمرته مطلع القرن الماضي.

مسجد مدينة شنقيط (بني في القرن الخامس الهجري) التي كان اسمها يطلق على البلاد

​​

 

2- النساء يتغزلن بالرجال

تنتشر في المجتمع الموريتاني ظاهرة تغزل النساء بالرجال المعروفة محليا بـ"التبراع".

ويعرف موقع الموزون الموريتاني المختص في الأدب الشعبي، التبراع بأنه "أدب نسائي مليء بالعاطفة والشوق، ويمكن القول إنه دائما يكون في غرض الغزل".

شاهد الفنانة الموريتانية كمبان بنت علي وركان تغني التبراع:

​​

3- بلد الخمس لغات

ينص الدستور الموريتاني على وجود أربع لغات وطنية أولها اللغة العربية (اللغة الرسمية للبلاد) إلى جانب اللغة البولارية والألفية والسونونكية (لغات أفريقية)، لكن هناك لغة خامسة لا ينص عليها الدستور وهي اللغة الزناكية (لغة أمازيغية)، وهذه اللغة تكاد تختفي من البلاد.

4- أكبر من فرنسا وألمانيا

مساحة موريتانيا أكبر من فرنسا مرتين، بينما تزيد عن مساحة ألمانيا ثلاث مرات.​

5- متنوعة عرقيا

تعيش في البلاد ثلاث مجموعات عرقية هي العرب (جاؤوا من اليمن) وقبائل صنهاجة الأمازيغية، إلى جانب الزنوج الأفارقة، السكان الأصليين للدولة.

6- لا توجد بها ديانة غير الإسلام

يقول الموريتانيون إنهم شعب مسلم مئة في المئة. ولا تفيد الأرقام الرسمية بوجود أي مجموعات دينية غير مسلمة في المجتمع.

7- المرأة تحتفل بالطلاق

تتجذر عادة الاحتفال بالطلاق في المجتمع التقليدي الموريتاني، لكنها لا تزال موجودة حتى الآن في المدن الكبرى.

حين يطلّق رجل زوجته، تقيم الأخيرة مأدبة لصديقاتها، وفي العادة تطلق ثلاث رصاصات في الهواء احتفالا بالطلاق، لكن الاحتفال بالانفصال لا يتم في كل الحالات.

شاهد تقريرا لقناة "الحرة" عن احتفالات الطلاق في موريتانيا:

​​

8- أكبر عدد من الرؤساء الأحياء

خمسة رؤساء ممن حكموا البلاد لا يزالون على قيد الحياة، والسبب في ذلك يرجع إلى العدد الكبير من الانقلابات العسكرية الذي شهدته البلاد، وهو ما جعل ولاية بعض الرؤساء لا تتجاوز السنتين.

9- أشهر الأطباق

من أشهر الأطباق الشعبية الموريتانية الأرز بالسمك وأكلة الكسكس باللحم، التي تقدم كوجبة للعشاء في أغلب البيوت.

وجبة الأرز بالسمك المعروفة محليا بـ"مارو الحوت":

​​

10- أبعد دولة عربية في أفريقيا

تعتبر موريتانيا همزة وصل بين أفريقيا الشمالية وأفريقيا الغربية، وهي أقصى دولة عربية في القارة الأفريقية.

 

المصدر: موقع "راديو سوا" 

المزيد

سيدات يسقين في أحد أحياء نواكشوط الشعبية
سيدات يسقين في أحد أحياء نواكشوط الشعبية

في كل فصل صيف تتحول حياة موريتانيين إلى جحيم، بسبب قلة المياه الصالحة للشرب. ففي بعض أحياء العاصمة نواكشوط يصبح الحصول على الماء مهمة صعبة.

ولا يعاني بعض سكان نواكشوط بسبب صعوبة الحصول على الماء فقط، ولكن يتذمرون أيضا من التكلفة الباهظة لمياه تكون أحيانا ملوثة.

وتصف مباركة بنت سيدي عالي القاطنة في حي ملح بمقاطعة عرفات، كبرى مقاطعات العاصمة نواكشوط، رحلة الحصول على الماء بـ"المعقدة"، إذ تضطر في حال ذهبت إلى الحنفية أن تنتظر ساعات للحصول على برميل ماء، وتشتكي من التكلفة المالية الكبيرة لنقله إلى منزلها المتواضع على عربة يجرها حمار.

وتقول بنت سيدي عالي، في حديث لموقع "راديو سوا"، إن الأمر يصبح أكثر مرارة حين تجلس أمام ردهة منزلها في انتظار مالك عربة قد لا تجد عنده حاجتها من الماء. وتضيف، بحرقة، أن أصحاب العربات استنفدوا أموالها بمزايداتهم في سعر البرميل الواحد.

المشكل نفسه يعيشه بكل تفاصيله أحمد شوقي ولد أدي، لكن الظروف المالية لهذا المواطن القاطن بمقاطعة دار النعيم أحسن من ظروف مباركة، ورغم ذلك يشتكي ولد أدي من أن المال لا يشفع له دائما في الحصول على الماء.

ويشرح شوقي لموقع "راديو سوا" بأن العطش "مشكلة مطروحة بشكل يومي، خاصة في مقاطعات عرفات وتوجنين ودار النعيم".

ويبدي استغرابه من "الارتفاع الكبير" في أسعار براميل المياه مع بداية الشهر الحالي، فقد يصل سعر البرميل حسب شهادة ولد أدي "إلى 1500 أوقية (حوالي أربعة دولارات) أحيانا. هذه المشكلة تبدأ في التعقيد ابتداء من شهر نيسان/ أبريل وحتى شهر حزيران/ يونيو".

مياه ملوثة أحيانا

يملأ أصحاب العربات، التي تجرها الحمير، براميلهم من أحواض وحنفيات غير خاضعة للرقابة، حسب شهادة محمد فال ولد سيدي أحمد وهو أحد سكان "أحياء الترحيل" الشعبية.

"لكن الحاجة الملحة إلى الماء وندرته تجعل السكان مضطرين لشرائه دون الاكتراث أو طرح تساؤلات كثيرة حول نظافته أو خلوه من أي ميكروبات"، يقول ولد سيدي أحمد.

ويقر هذا المواطن بـ"وجود تحسن" في بعض الأحياء مقارنة مع السابق، إلا أنه يشدد على أن التحسن "لا يزال محدودا، فأحياء الترحيل تتضرر بشكل كبير. هناك مناطق ينقطع عنها الماء لساعات وأخرى لأيام".

وسبق أن سلّط دخول النائب الموريتاني محمد غلام ولد الحاج الشيخ البرلمان وهو يحمل دلوا، الضوء على مشكلة العطش في بعض المناطق الموريتانية.

شاهد فيديو لحظة دخول ولد الحاج الشيخ إحدى جلسات البرلمان:

​​

وشهدت مدينة العيون جنوب البلاد، في 2013، تظاهرات على مدى يومين متتالين، تنديدا بالانقطاع المتكرر للماء.​

مبادرات للسقاية

أمام الشكاوى المتكررة لسكان الأحياء الفقيرة، تنتعش في فصل الربيع والصيف مبادرات السقاية، إذ تقوم جمعيات ومحسنون بنقل المياه إلى أحياء العاصمة، لكن شاحنات الصهاريج التي تصل الأحياء لا تطفئ عطش السكان.

وتسهر رئيسة أحد الأحياء الشعبية في نواكشوط كنة باباه على أن يستفيد سكان حيها بالتساوي من المياه، التي يتم التبرع بها من طرف جمعيات عدة.

وأسست مجموعة من النساء جمعية للسقاية تحت اسم "داووا مرضاكم بالصدقة".

تابع هذ التقرير لمراسل قناة "الحرة" في نواكشوط حول مشكلة العطش في العاصمة:

​​

وتقول رئيسة الجمعية فاطمة بنت محمد الأمين إن عمليات السقاية بدأت منذ نهاية فصل الشتاء، وتطمح الجمعية إلى استهداف أكبر عدد من الأحياء.

وتؤكد إحدى المستفيدات من السقاية أن "الناس كانوا في وضع سيء، قبل أن تبدأ جمعية 'داووا مرضاكم بالصدقة' عمليات السقاية".

 ومع اقتراب فصل الصيف يصبح الماء مرتبطا في أذهان السكان بالشرب، فلا حديث عن النظافة أو الاستحمام، حسب شهادة ولد سيدي أحمد.

ويختم "أعتقد أن بعض السكان لا يمكنهم أن يستحموا أكثر من مرة في الأسبوع. الأولوية للشرب أما النظافة فلا يمكن الحديث عنها".

 

المصدر: موقع "راديو سوا"/ "الحرة"