للإقلاع عن التدخين: حدد الأوقات والظروف التي تحفزك على التدخين وضع خطة لاستبدال عادة التدخين في هذه الأوقات بعادات أخرى تلهيك عنها
للإقلاع عن التدخين: حدد الأوقات والظروف التي تحفزك على التدخين وضع خطة لاستبدال عادة التدخين في هذه الأوقات بعادات أخرى تلهيك عنها

"ترك التدخين سهل، فقد فعلته آلاف المرات". هذه مقولة للكاتب الأميركي مارك توين ربما تصف حالك إن كنت مدخنا. فتدخين السجائر يعد من أصعب أنواع الإدمان، إلا أن الإقلاع عنه ليس مستحيلا، فعدد المدخنين السابقين في أميركا يفوق عدد المدخنين الحاليين، وكلما كنت مطلعا على الخيارات المختلفة التي أفادت غيرك كلما كانت العملية أسهل بالنسبة إليك.
 
ضمن سلسلة موقع "راديو سوا" عن التدخين هذا الشهر عرضنا أبرز الأسباب التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبا، وقدمنا 10 نصائح لمساعدة صديق أو قريب على الإقلاع بعيدا عن المضايقة والتأنيب، ثم عرضنا 30 سببا لترك التدخين لا علاقة لها بصحتك

فيما يلي عشر نصائح تساعدك على الإقلاع عن التدخين نهائيا وفقا لأبرز الوكالات والجمعيات الصحية الأميركية:
 
1- حدد الأسباب التي من أجلها تريد ترك التدخين

الحافز هو أهم عامل في مقاومة إغراءات التدخين، لذا من المهم أن تضع قائمة من الأسباب التي لأجلها تريد الإقلاع عنه، وفق ما تنصح مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها.
غير أن سبب "لأنه ضار بالصحة" قد لا يكون كافيا. فالنية تحتاج إلى حوافز شخصية قوية، مثل "أريد أن أحمي عائلتي من التدخين السلبي" أو "أريد أن أكون قدوة جيدة لأبنائي" أو "أريد تجنب التجاعيد المبكرة" أو "أريد أن أوفر المال" أو "لا أريد أن يحكم الآخرون علي بأني أمارس عادة سيئة" أو  "لا أريد أن أصاب بالعجز الجنسي". هنا 30 سببا لترك التدخين لا علاقة لها بصحتك، اختر الدوافع التي تفوق قوتها بالنسبة لك قوة الرغبة في إشعال السيجارة.

ضع خطة للتعامل مع أعراض ترك التدخين التي تتضمن الاكتئاب والتوتر وصعوبات في النوم وسرعة الغضب وصعوبات في التركيز وزيادة الوزن

​​ 
2- اطلب الدعم من الآخرين

أخبر عائلتك وأصدقاءك ممن تثق بهم أنك نويت الإقلاع عن التدخين، واطلب منهم أن يدعموك في الأيام والأسابيع القادمة، لكن حدد لهم كيفية الدعم (مثلا: أريد في هذه الأيام التقليل من الضغط النفسي)، وفق ما ينصح موقع smokefree.gov التابع لمعهد السرطان القومي (مؤسسة حكومية). إذا كنت تعرف أحدا ترك التدخين فتحدث معه عن تجربته، فالدعم النفسي يقلل من التوتر الناتج عن مقاومة الإدمان.
 
3- حدد الأوقات التي تتوق بها إلى السيجارة

هل تشتهي السيجارة حين تكون متوترا أو مكتئبا؟ حين تكون مع أصدقائك المدخنين؟ مع شرب القهوة؟ بعد تناول وجبة؟ حين تشعر بالملل؟ أثناء مشاهدة التلفزيون؟ بعد مشاجرة مع شخص ما؟ حدد الأوقات والظروف التي تحفزك على التدخين وضع خطة لاستبدال عادة التدخين في هذه الأوقات بعادات أخرى تلهيك عنها، مثلا المشي لمدة ربع ساعة أو لعب لعبة إلكترونية على هاتفك الذكي أو تناول قطعة فاكهة أو مضغ اللبان، انتظر 15 دقيقة وقم بنشاطات للاسترخاء، تكلّم هاتفيا مع شخص تثق به ونفّس له عن مشاعرك، راجع قائمة الأسباب التي وضعتها لنفسك لترك التدخين.

ضع خطة أيضا للتعامل مع أعراض ترك التدخين التي تتضمن الاكتئاب والتوتر وصعوبات في النوم وسرعة الغضب وصعوبات في التركيز وزيادة الوزن.

أخبر عائلتك وأصدقاءك أنك نويت الإقلاع عن التدخين، اطلب منهم أن يدعموك

​​ 
4- استعن بأدوية الإقلاع عن التدخين

هناك العديد من أدوية "علاج التعويض عن النيكوتين" Nicotine Replacement Therapy، التي تقول مراكز الوقاية من الأمراض إنها تضاعف من فرص إقلاعك عن التدخين بتقليل الرغبة في التدخين وتقليل أعراض ترك التدخين، وكثير منها متوفر من غير وصفة طبيب، وهي مصرحة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لهذا الغرض، مثل لصقات النيكوتين ولبان النيكوتين وأقراص الحلوى nicotine lozenge وبخاخات النيكوتين وأجهزة استنشاق النيكوتين والحبوب التي توضع تحت اللسان. هذه الأدوية تعوّض الجسم النيكوتين الذي أدمن عليه لكن من غير أضرار التدخين، وخلال فترة الإقلاع سوف تستخدمها بجرعات أقل فأقل لكي يعتاد الجسم تدريجيا أن يكون من غير النيكوتين.

كما تتوفر العديد من الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيب مثل بوبروبيون Bupropion وفارينيكلين Varenicline. وتنبّه مراكز الوقاية من الأمراض إلى أنه لا يوجد دواء مثالي للجميع لأن الناس مختلفون، فإن لم ينجح علاج جرب علاجا آخر.
 
وتؤكد مراكز الصحة القومية الأميركية أن أدوية التعويض عن النيكوتين تفيد في تجنب زيادة الوزن أثناء استخدامها، لكن الناس معرضون لزيادة الوزن عندما يقلعون عن النيكوتين كليا.
 
أما تأثير السيجارة الإلكترونية، فلا تزال موضع جدل في الأوساط الطبية والحكومية. فرغم أن البعض يعتقدون أنها أقل ضررا، إلا أن اختبارات أجرتها إدارة الغذاء والدواء وجدت أن بعض السجائر الإلكترونية تحتوي على مواد مسرطنة وكيماويات سامة أخرى.

تخلص من جميع منتجات التبغ وأعواد الكبريت والولاعات وصحون السجائر، حاول التخلص من روائح الدخان من بيتك وسيارتك

​​ 
5- تطبيقات الهواتف الذكية وحلول إلكترونية أخرى

أضحى الهاتف الذكي المرافق والمعين للكثير من مشكلاتنا، ومن ضمنها ترك التدخين، إذ تتوفر العديد من التطبيقات التي تقدم نصائح ومعلومات وعبارات تشجيع وتحليلات تفاعلية لوضعك كمدخن وتصميم برنامج واقعي وخطة مناسبة لظروفك وفرصة للتحاور مع آخرين يحاولون الإقلاع وتبادل الخبرات معهم. ومن هذه التطبيقات المجانية باللغة العربية لأجهزة آندرويد "أضرار التدخين ملف شامل" و"نصائح لترك التدخين"، و"التدخين وأضراره".

ومن التطبيقات المجانية الممتازة باللغة الإنكليزية LIVESTRONG MyQuit Coach - Dare to Quit Smoking لأجهزة آبل وQuit It Lite - stop smoking now لأجهزة آبل وQuit Smoking لأجهزة آندرويد وQuitSTART المتوفر لأجهزة آبل وآندرويد.
 
وقد تفيدك قراءة مدونات لأناس تركوا التدخين، ومتابعة حسابات على تويتر وفيسبوك ترسل معلومات يومية عن أضرار التدخين ونصائح لتركه وعبارات تحفيزية، منها حساب "صفاء لمكافحة التدخين" وحياة لمكافحة التدخين. وعلى فيسبوك حساب "حياة بلا تدخين" و"لا للتدخين" و"كيف تتوقف عن التدخين بسهولة" و"شباب بلا تدخين".
 
مشاهدة فيديوهات على موقع يوتيوب عن أضرار التدخين وطرق الإقلاع عنه يمكن أن تحفزك على المواظبة على تجنبه، مثل هذا الفيديو:

​​
6- أزل كل ما يذكر بالتدخين من بيتك وسيارتك ومكان عملك

تخلص من جميع منتجات التبغ وأعواد الكبريت والولاعات وصحون السجائر، حاول التخلص من روائح الدخان من بيتك وسيارتك. تجنب الأماكن التي يكثر فيها المدخنون. أخبر أصدقاءك أنك نويت الإقلاع عن التدخين، واطلب منهم أن لا يدخنوا أمامك، إن كان ذلك لن يسبب إحراجا.

عدد المدخنين السابقين في أميركا يفوق عدد المدخنين الحاليين

​​ 
7- ابدأ برنامجا رياضيا

الرياضة قد تقلل من شهيتك لإشعال السجائر إلى الثلث وفقا لدراسة أجريت في جامعة إكسيتر في بريطانيا ونشرت في مجلة "الإدمان" Addiction.
 
وقد وجدت دراسة أخرى أن المدخنين الذين يمارسون الرياضة تزداد فرص نجاحهم في الإقلاع عن التدخين بنسبة 55 في المئة عن الذين لا يمارسون الرياضة، كما تقل فرص عودتهم إلى الدخان بنسبة 43 في المئة. وقد أجريت هذه الدراسة في تايوان وقدمت في المؤتمر العالمي لأمراض القلب في دبي 2012.
 
هذا، وتفيد الرياضة في تجنب زيادة الوزن التي تعد من أبرز أعراض ترك التدخين التي يتخوف منها المدخنون، وتساعد كذلك في تعديل المزاج، إذ إن تعكر المزاج أيضا من أعراض التدخين، إضافة إلى تحسين نوعية النوم.
 
8- كن لطيفا مع نفسك

لا تشعر باليأس حين تضعف وتشعل سيجارة، فسيجارة واحدة أفضل من علبة كاملة. تعلم من تجربة الانتكاس وحاول تجنبها مرة أخرى. تذكر أن معظم الذين يتركون التدخين لا ينجحون إلا بعد عدة محاولات. لا تفكر بالأيام القادمة التي ستمضيها من غير سجائر، تعامل مع كل يوم على حدة. إذا كنت تستخدم دواء للإقلاع عن التدخين، فلا تتوقف عنه في حال الانتكاس، فالمواظبة عليه قد تساعدك على العودة إلى خطتك في الإقلاع، كما ينصح موقع Smokefree.gov الحكومي.

من المهم أن تضع قائمة من الأسباب التي لأجلها تريد الإقلاع عن التدخين

​​ 
9- التوقف المفاجئ أو التدريجي يعتمد على الشخص

يشير المعهد القومي للسرطان إلى أن التوقف المفاجئ عن التدخين أسلوب ناجح بالنسبة لبعض المدخنين لكنه صعب بالنسبة للآخرين، فهناك من يستفيد أكثر من الخطوات التدريجية وتلقي الإرشادات من مختصين طبيين أو نفسيين.
 
وقد وجدت دراسة بريطانية أن الذين يتوقفون بشكل مفاجئ أو بشكل تدريجي يتشابهون في النتائج.

10- استعن بإرشادات متخصصين

زر عيادة للإقلاع عن التدخين للاستعانة بنصائح طبيب متخصص في الإقلاع، (هنا قائمة المراكز الموجودة في السعودية). اتصل بخط الإقلاع عن التدخين إن كان موجودا في بلدك، فهو يقدم دعما نفسيا واستشارات، (هنا خطوط الهاتف المتوفرة في مصر ودبي).
 
كذلك استكشف بعض العلاجات البديلة مثل التنويم المغناطيسي وتقنية الليزر والإبر الصينية واليوغا والتأمل. 

هل لديك تجربة في الإقلاع عن التدخين؟ حدثنا عن الأساليب التي نجحت معك في التعليقات أدناه.

المزيد

وجدت دراسات أن هناك عوامل جينية تجعل البعض يدمنون على التدخين أكثر من غيرهم
وجدت دراسات أن هناك عوامل جينية تجعل البعض يدمنون على التدخين أكثر من غيرهم

مع أن معظم المدخنين (في أميركا على الأقل) يريدون الإقلاع عن التدخين، ومعظمهم حاول أكثر من مرة، وبرغم توفر الكثير من الأدوية التي تساعد على التخلي عن هذه العادة، إلا أن هناك 1.3 مليار إنسان ما زالوا يدخنون حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. فما هي أسباب صعوبة ترك التدخين؟
 
إنها في الواقع أسباب معقدة تتراوح بين الإدمان على النيكوتين إلى التعلق بوجود السيجارة في اليد والفم إلى أسباب جينية ونفسية متباينة من شخص إلى آخر.
 
ضمن سلسلة موقع "راديو سوا" عن التدخين هذا الشهر عرضنا 10 نصائح لترك التدخين، و10 نصائح لمساعدة صديق أو قريب للإقلاع بعيدا عن المضايقة والتأنيب، ثم قدمنا 30 سببا لترك التدخين لا علاقة لها بصحتك.
 
ولأن معرفة أسباب الإدمان تعطينا تفهّما أوضح لجذور المشكلة، فهي تسهّل فرص معالجتها. وسنشرح هنا أبرز الأسباب التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبا.
 
شارك برأيك

​​

​​ 
الإدمان على النيكوتين
 
تحتوي السجائر على مادة النيكوتين، وهي مادة موجودة في نبات التبغ لها تأثير التنشيط والاسترخاء معاً، وتنتقل المادة خلال ثوانٍ إلى الدماغ حين يتم استنشاقها، ما يسبب شعورا بالراحة وتخفيفا في مستوى التوتر، ويقوم النيكوتين أيضا بتعديل المزاج وزيادة سرعة نبضات القلب. غير أن هذا الشعور مؤقت، وبعد أن تزول المادة من الجسم يزداد الاشتهاء لسيجارة أخرى، ما يسبب حلقة مفرغة من الإدمان. وقد اعتبر تقرير لكبير الأطباء Surgeon General في الولايات المتحدة أن "النيكوتين مادة مسببة للإدمان بنفس مستوى الهيروين والكوكائين".

كبير الأطباء في الولايات المتحدة يقول إن النيكوتين مادة مسببة للإدمان بنفس مستوى الهيروين والكوكائين

​​ 
يضاف إلى ذلك، أن شركات التبغ قامت خلال العقود الماضية بإعادة تصميم السجائر لتكون أكثر إدمانا، وفقا لدراسة أعدتها وزارة الصحة العامة في ماساشوسيتس بالتعاون مع كلية الطب في جامعة ماساشوسيتس.
 
وتشمل أعراض نقص النيكوتين في الجسم الشعور بالتوتر والخمول وصعوبة في النوم وتعكر المزاج وصعوبة في التركيز وزيادة الشهية للطعام. ومع أن هذه الأعراض تكون على أشدّها في الأيام والأسابيع الأولى، إلا أنها قد تستمر أشهراً، لكنها تتضاءل تدريجيا في كل يوم يخلو فيه الجسم من النيكوتين.
 
وللتعامل مع أعراض الإقلاع عن النيكوتين يُنصح باستخدام علاجات التعويض عن النيكوتين، مثل لصقات النيكوتين واللبان وأقراص الحلوى، فهي تضاعف من فرص النجاح في الإقلاع، وفقا لمراكز الوقاية من الأمراض. هذه الأدوية تعوّض الجسم النيكوتين الذي أدمن عليه لكن من غير أضرار الدخان، وخلال فترة الإقلاع سوف تستخدمها بجرعات أقل فأقل لكي يعتاد الجسم تدريجيا أن يكون من غير النيكوتين.

التلازم اليدوي والشفوي
 
يتعلق كثير من المدخنين بالسجائر لأنهم يشعرون بحاجة دائما لأن يكون هناك ما يُشغل يدهم أو فمهم. فطريقة الإمساك بالسيجارة وتلازمها مع الفم (فيما يسمى بالتلازم الشفوي oral fixation) جزء أساسي من الإدمان. كما أن التدخين بالنسبة للكثيرين مرتبط بعادات أخرى مثل شرب القهوة أو الشاي أو الكلام مع الأصدقاء المدخنين، فتصبح هذه العادات "معززات ثانوية". في هذه الحالات يكون هناك احتمال عال للفشل في الإقلاع عن التدخين باستخدام علاجات التعويض عن النيكوتين، لأن المدخن يعتمد على وسائل سلوكية للراحة، لذا يحتاج إلى إلهاء يديه وشفتيه ببدائل عن السجائر.

ومن هذه البدائل التي ينصح بها موقع smokefree.gov التابع لمعهد السرطان القومي (مؤسسة حكومية): الإمساك دائما بقلم أو علبة ماء أو كرة أو لعبة صغيرة، ووضع شيء في الفم مثل عيدان تنظيف الأسنان أو عيدان القرفة أو مصاصة أو حلوى الصلبة أو علكة خالية من السكر أو جزرة صغيرة أو خيارة أو تفاحة، وشرب الكثير من الماء أو عصير الفاكهة، والمشي في الهواء الطلق وتنظيف الأسنان بالفرشاة بعد الأكل، وغسل اليدين، وإشعال شمعة (كبديل عن السيجارة)، ولعب الألعاب الإلكترونية على الهاتف أو غيره. هذا وينصح آخرون بالرسم واستخدام المسواك وتلميع الأظافر وتلوينها.

يتعلق كثير من المدخنين بالسجائر لأنهم يشعرون بحاجة دائما لأن يكون هناك ما يُشغل يدهم أو فمهم

​​ 
الميول الجينية للإدمان
 
وجدت العديد من الدراسات أن هناك عوامل جينية تجعل البعض يدمنون على التدخين أكثر من غيرهم. فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة "الإدمان" Addiction متغيرا جينيا أطلق عليه CHRNA5 يزيد من احتمال التعلق بالتدخين بعد التجربة الأولى.
 
كما وجدت دراسة نشرت في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية" أن المراهقين الذين لديهم عامل جيني ميال إلى الإدمان لديهم ميل أكبر بنسبة 24 في المئة لأن يكونوا مدخنين يوميا بعد السيجارة الأولى بحلول سن الـ15، كما أن لديهم ميل أكبر بنسبة 22 في المئة لأن يفشلوا في محاولات الإقلاع عن التدخين بعد أن يبلغوا مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم هذا العامل الجيني.
 
وتقول دراسة أخرى نشرت في مجلة Drug and Alcohol Dependence أن تفهم العامل الجيني مهم في تحسين طرق العلاج بحيث تكون مناسبة لكل شخص على حدة.

معرفة أسباب الإدمان تعطي تفهما أوضح لجذور المشكلة وتسهل فرص معالجتها

​​ 
العوامل النفسية والعاطفية
 
يرى الدكتور جون فتزجيرلد، عالم النفس المتخصص في شؤون الإدمان أن من أبرز الأسباب التي تجعل الناس يفشلون في الإقلاع عن إدمان مثل التدخين أنهم لا يعالجون القضايا الأساسية الكامنة وراءه والتي كثيرا ما تعود إلى المعاناة النفسية قبل فترة البلوغ. ويقول لـ"راديو سوا" إن القضايا الأساسية تأخذ أشكالا مختلفة لكن من أكثرها شيوعا الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، وارتباط التدخين بأنواع أخرى من الإدمان مثل القمار والجنس والمخدرات، والصدمات النفسية أو الجسدية أو الجنسية، وقضايا العلاقات العاطفية والعائلية، والبدانة وآثارها النفسية، والحزن بعد فقدان عزيز دون معالجة مشاعر الأسى بطريقة مناسبة.

ويقول فتزجيرالد "أرى أن معالجة القضايا النفسية الأساسية هي في صميم مساعدة شخص على الإقلاع عن أي نوع من الإدمان بشكل كامل لأن هذه القضية كثيرا ما تستخدم كوسيلة تعايش مع المشكلة". ويضيف "هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لتسوية تلك القضايا الكامنة، لكنها تبدأ بقرار يتخذه الإنسان من أجل التغيير".
 
أضرار التدخين تظهر بعد سنوات طويلة
 
ومن الأسباب الأخرى التي تجعل الإقلاع عن التدخين صعبا هو عدم الشعور بالضرورة العاجلة للإقلاع. فعلى عكس الأنواع الأخرى من الإدمان، فإن الأضرار الصحية للإدمان على السجائر لا تظهر إلا ببطء شديد، بعد سنوات طويلة من التدخين، وبعد أن تصبح عادة مترسخة، كما أن القدرات العقلية تبقى سليمة في غالب الأحيان، وليس هناك تأثير يذكر على السلوكيات الاجتماعية.
 
كل هذه العوامل لا تشكل خطرا عاجلا بالنسبة للمدخن الشاب، ولا تخلق دافعا قويا للإقلاع، فيستمر في التدخين، ظانا منه أنه سيستطيع الإقلاع عن العادة في فترة لاحقة من حياته.
 
وعلى المستوى الاجتماعي، يؤكد برنارد لون، رئيس مؤسسة بروكور التي تسعى لتعزيز صحة القلب في البلدان النامية أن المجتمعات تأخرت في اتخاذ خطوات لمعالجة الآفة التي تقتل الملايين بسبب تأخر ظهور آثارها الاجتماعية.

صعوبة ترك التدخين تعود لأسباب معقدة تتراوح بين الإدمان على النيكوتين إلى التعلق بوجود السيجارة في اليد والفم إلى أسباب جينية ونفسية

​​ 
الخوف من زيادة الوزن
 
يعتبر الخوف من زيادة الوزن أحد العوامل التي تعيق المدخنين عن الإقلاع، لا سيما بالنسبة لمن يعانون أصلا من الوزن الزائد، فالنيكوتين مادة كابحة للشهية، وكثيرا ما استغلّت شركات التبغ الرابط المفترض بين التدخين والنحافة في إعلاناتها. ويزداد وزن المقلعين عن التدخين بمعدل خمسة كيلوغرامات في السنة الأولى من الإقلاع ممن لا يعتمدون على العلاجات المعوّضة للنيكوتين، وفقا لدراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية.
 
غير أن الدراسة نفسها وجدت أن الزيادة تكون في معظمها في الأشهر الثلاثة الأولى، وأكد الباحثون أن فوائد الإقلاع عن التدخين تفوق بكثير أضرار زيادة الوزن.
 
من ناحية أخرى، وجدت دراسة أجريت في جامعة أوتاغو في نيوزيلندا أن الإقلاع عن التدخين لا يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل، بل وجدت أن الذين بقوا مدخنين زاد وزنهم أكثر من المقلعين في نهاية المطاف.
 
غير أن زيادة الوزن يمكن تجنبها إذا كان برنامج الإقلاع مصحوبا ببرنامج رياضي. فقد وجدت دراسة أجريت في جامعة هارفارد أن النساء المقلعات عن التدخين لم يزدد وزنهم إلا بمعدل 1.3 كيلوغرام حين مارسن الرياضة خلال فترة الإقلاع.