وفي اليوم الأول لوصول طليعة بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية اتهم مسؤول في وزارة الدفاع السورية من وصفها بالجماعات الإرهابية بتصعيد العمل المسلح بشكل هستيري مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ متسببة بوقوع خسائر بشرية ومادية فادحة.
واستبق النظام السوري وصول طليعة مراقبي الأمم المتحدة التي من المقرر أن تبدأ الانتشار على الأرض الاثنين، بإعلانه عدم تحمله مسؤولية سلامة المراقبين ما لم يكن مشاركا في جميع خطواتهم على الأرض.
وقالت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد إنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على أن تضم بعثة المراقبين 250 مراقبا مشيرة إلى أن لسورية الحق في قبول أو رفض جنسيات بعض المراقبين.
في المقابل اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان قوات النظام باستهداف حي الخالدية في مدينة حمص بقصف عنيف.
سورية تعتبر إرسال مراقبين في مصلحتها
إلى ذلك، اعتبرت الحكومة السورية أن قرار مجلس الأمن الأخير 2042 الذي قضى بإرسال مراقبين إلى سورية يصب في مصلحتها لأن من شأنه رصد "الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية".
ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاجية واسعة النطاق في البلاد، وتقول إنها تواجه "عصابات إرهابية مسلحة" تزرع الفوضى والعنف في البلاد.
البعثة ستتضمن عسكريين فقط
وهنا يلفت علاء شلبي رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى أن لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أبلغت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بأن وفد المراقبين سيتضمن عسكريين فقط في الدفعة الأولى على أن يتم إرسال حقوقيين لاحقا، وأضاف لـ"راديو سوا": "مثل هذه البعثة ستعمل عليها عدة إدارات في داخل الأمم المتحدة أهمها إدارة عملية حفظ السلام وكذلك إدارة الشؤون السياسية من مكتب الأمين العام شخصيا. أما حدود التعاون التي ستمنح لهيئات مختصة بحقوق الإنسان مثل منظمة حقوق الإنسان وهيئات مختصة بالجوانب الإغاثية والإنسانية مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تعمل أيضا مع النازحين والتنسيق المحتمل مع الهيئة الدولية للصليب الأحمر، كل ذلك عمل معقد للغاية ونأمل أن تتمكن الأمم المتحدة في أن يكون لديها هذا القدر من التنسيق في وقت سريع حتى تتمكن هذه البعثة من النهوض بمسؤوليتها في أقرب وقت مع ضرورة وضوح حجم الولاية والصلاحيات التي منحت لهؤلاء واستقلالها عن الخلافات السياسية بين الأطراف الدولية المختلفة".
وانتقد شلبي عدم إرسال حقوقيين ضمن وفد المراقبين إلى سورية. وقال لـ"راديو سوا": "هناك مشكلة بشأن تشكيل فريق الطليعة الخاصة بعسكريين وهناك مشكلة بشأن استبعاد قضايا حقوق الإنسان التي تمثل بعدا رئيسيا في خطة أنان وفي المبادرة الأممية حتى الآن. لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أننا يمكن أن نعزف عن الدعوة للجهود في حقن الدماء في سورية".
العربي يتوجه للدوحة لمتابعة الأزمة
هذا ومن المقرر أن يتوجه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الاثنين على رأس وفد من الجامعة العربية إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة السورية الذي يحضره المبعوث الأممي كوفي أنان وسيقدم خلاله تقريرا شاملا حول مهمته في سورية، بحسب نائب الأمين العام أحمد بن حلي.
بان قلق بشأن العنف في حمص
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد عن "القلق الشديد" لقيام القوات السورية بقصف مدينة حمص في خرق جديد لوقف إطلاق النار المعلن منذ الخميس الماضي، في حين توعدت سورية بمنع "المجموعات الإرهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها".
وقال بان كي مون في بروكسل: "مرة أخرى أنا قلق جدا إزاء ما يحصل منذ أمس ويحصل اليوم" في سورية، مضيفا أن "الحكومة السورية قامت بقصف مدينة حمص وغيرها من الأماكن وقد أحصينا ضحايا وقتلى بين المدنيين".
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "من المفترض أن تكون طليعة المراقبين قد وصلت الآن إلى دمشق وأن يبدأوا عملهم الاثنين".
البعثة الأولية سيزداد عددها إلى 250
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة كيران دويير إن الهدف الأول لهذه البعثة الأولية من المراقبين هو "إقامة مقر عام عملاني" في دمشق لبعثة المراقبين المرشحة لأن يزداد عددها حتى 250.
وأضاف أن المراقبين الـ30 غير المسلحين سيتصلون لاحقا بالقوات الحكومية والمعارضة ليشرحوا للطرفين المهمة المكلفين بها ولوضع "نظام تحكم" قبل إقامة مراكز في مدن أخرى من البلاد.
وقال بان كي مون إنه سيقدم الخميس اقتراحا لزيادة عدد بعثة المراقبين لتصبح 250 شخصا.
وشدد على "ضرورة أن تتخذ الحكومة السورية كل الإجراءات لضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار".
وقد تؤدي الخروقات التي تحصل إلى تعقيد مهمة المراقبين الذين كلفوا بموجب قرار مجلس الأمن 2042 بمراقبة وقف إطلاق النار.
مقتل خمسة مدنيين الأحد
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل خمسة مدنيين الأحد برصاص قوات الأمن السورية.
وتوزع القتلى على حمص في وسط البلاد حيث قتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم بنيران القوات السورية التي قصفت بعنف حي الخالدية وجوبر وثالث برصاص قناصة في حي القصور.
وقتل مدني رابع برصاص عناصر موالية للنظام في مدينة عقرب الواقعة في ريف حماة فيما قتل مواطن بمدينة دوما (ريف دمشق) إثر إطلاق الرصاص على سيارة في منطقة الشيفونية.
وأشار المرصد كذلك إلى العثور على جثمانين ومقتل مواطن أخر تحت التعذيب في حمص ووفاة طفلة في الرستن (ريف حمص) متأثرة بجراحها، فيما سلم جثمان رجل مسن إلى ذويه في حي مشاع الاربعين بمدينة حماة بعد أن قضى تحت التعذيب.