استنكر محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين الأحد "المخاوف التي يثيرها البعض حول ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية" ومحاولات الترويج لمقولة إن الجماعة تسعى للسيطرة على كافة المناصب القيادية في الدولة.
وأكد أن الحزب لا يزال يلتزم بتطبيق مبدأ "المشاركة لا المغالبة"، مشيرا إلى أن هذه المخاوف تعبير واضح عن إحساس هؤلاء بتميز موقف مرشح الإخوان، وفرصته الكبيرة في الفوز بهذا التكليف.
وأضاف أن هذا القرار لم يتخذ إلا بعد أن "تباطأت حركة التحول الديموقراطي، والعجز الواضح الذي ظهر في أداء الحكومة الحالية".
وقد شكل قرار الجماعة بترشيح الشاطر، وهو نائب المرشد العام للجماعة لخوض انتخابات الرئاسة مفاجأة كبرى في مصر بعد أن أعلنت مراراً وتكرارا البقاء خارج سباق الرئاسة، مما قد يعمق الخلافات بين الإخوان والمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
ويرى مراقبون أنه لو حظي الشاطر، وهو رجل أعمال ثري، بكرسي الرئاسة فإن الإخوان المسلمين سيسيطرون على جميع المرافق السياسية في مصر بشكل كامل.
وقال سيد عبد العال الأمين العام لحزب التجمع إن الإخوان المسلمين للمرة الثالثة يخالفون ما تعهدوا به، فقد قالوا إنهم سيترشحون فقط على 35 بالمئة من المقاعد بمجلس الشعب، ثم ترشحوا على أكثر من 70 بالمئة وحصلوا على 40 بالمئة من المقاعد".
وقال حسين صبور رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين إن عدول جماعة الأخوان المسلمين عن قرارها الخاص بعدم تقديم مرشح عنها لخوض الانتخابات الرئاسية أثار مخاوف غالبية رجال الأعمال في مصر.
كما سجلت مؤشرات البورصة المصرية هبوطا جماعيا لدى إغلاق تعاملات الأحد وسط مخاوف من تصاعد حدة الأحداث السياسية بعد إعلان جماعة الإخوان المسلمين دخول حلبة المنافسة على كرسي الرئاسة وردود الفعل المحلية والأجنبية.
وفقد رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة نحو 4.1 مليار جنيه ليصل إلى 358.3 مليار جنيه مقابل 362.4 مليار جنيه يوم الخميس الماضي، فيما هبطت أحجام التداول إلى أدنى معدلاتها في 4 أشهر لتسجل سوق الأسهم 221 مليون جنيه فقط، وبلغت تعاملات سوقي سندات المتعاملين الرئيسيين ونقل الملكية 560 مليون.
وفي حوار مع "راديو سوا" رأى سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، أن اختيار الشاطر حصل بموجب تفاهم غير معلن بين الجماعة والمجلس العسكري، مشيرا إلى العفو الذي حصل عليه خيرت الشاطر قبل أسبوع من إعلان ترشحه.
وأشار إلى أن الشاطر هو الزعيم الحقيقي للجماعة لأنه هو المسيطر على مواردها مستبعدا أن ينجح في هذه الانتخابات لأنه "بعيد عن العمل العام".
وقال صادق إن المقصود من اختيار الشاطر مرشحا للرئاسة، هو تبديد أصوات مؤيدة لمرشحين آخرين لا يحظون بدعم الجماعة مثل القيادي السابق في الجماعة عبد المنعم أبو الفتوح والمحامي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل.