بدأ مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان الاثنين، عرض نتائج مهمته في سورية من جنيف عبر دائرة فيديو مغلقة على أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 15 المجتمعين في نيويورك.
وقد قال أنان في كلمته المنقولة الى مجلس الامن انه يطلب من المجلس ان يحدد مهلة لسوريا لتنفيذ خطته، كما انه يريد بدء تطبيق خطته بشأن سورية قبل العاشر من ابريل / نيسان الحالي.ويأتي هذا التقرير، وهو الثاني لأنان إلى مجلس الأمن منذ بداية مهمته، اثر اجتماع "أصدقاء سورية" الذي عقد خلال اليومين الماضيين في اسطنبول، وقد دعا هؤلاء إلى وضع "تاريخ محدد" لسورية لتطبيق خطة السلام التي اقترحها أنان لحل الأزمة في هذا البلد والمكونة من ست نقاط.
وكان رئيس مجلس الأمن الدولي، سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت، قد سبق أن أعلن أن تقرير أنان سيتضمن تقريرا مفصلا حول التقدم الذي أحرزه على طريق حل الأزمة السورية ومدى استجابة أطراف النزاع لجهوده.
روسيا ترفض تحديد مهمة أنان
وأعلنت روسيا رفضها تحديد مهمة المبعوث العربي والدولي المشترك لحل الأزمة السورية كوفي أنان، بمهلة زمنية، كما طالب مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي عقد في اسطنبول الأحد.
وقال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن البتّ بمهمة أنان ليس من اختصاص مؤتمر اسطنبول وإنما هو من اختصاص مجلسِ الأمن الدولي الذي فوّض عنان بتلك المهمة.
ورأى انه لا يعود إلى مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" الذي عقد في اسطنبول، إطلاق الحكم على كيفية تطبيق خطة أنان بل إلى مجلس الأمن الدولي.
ووصفت روسيا مؤتمر "أصدقاء سورية" بأنه أحادي الجانب ولا يدعم جهود عنان للتوصل لحل مبني على الحوار بين كافة الأطراف في سورية ،
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إنّ المؤتمر يتناقض بشكل لا جدل فيه مع أهداف التسوية السلمية للنزاع.
من جانب آخر، ذكرت روسيا الإثنين أن مدمرة بحرية روسية سترسو في ميناء طرطوس السوري في الأيام القليلة المقبلة في مهمة بالبحر المتوسط خطط لها سابقا.
ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الرسمية الروسية عن مسؤولين عسكريين روس قولهم إن المدمرة سميتليفي التي تحمل صواريخ موجهة ستنقل إمدادات غذائية ومائية على أن تتوجه بعدها لإجراء تدريبات قرب الساحل السوري .
ووصف مسؤول رفيع المستوى في البحرية الروسية تحرك المدمرة سميتليفي بأنه طبيعي ومعتاد .
صندوق خليجي لدعم الثورة
هذا في الوقت الذي أعلنت مصادر مطلعة أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية تعمل على إنشاء صندوق لتقديم الدعم المالي من أجل تسديد رواتب أفراد الجيش السوري الحر ممن يتركون الخدمة مع الجيش النظامي.
وليس من المعروف ما إذا كانت تلك الدول ستبذل جهودا لمنع استخدام ملايين الدولارات التي ستودع في الصندوق شهريا لشراء الأسلحة أم لا.
انفجار قنبلة وسط دمشق
وأفاد التلفزيون الرسمي السوري الإثنين بانفجار قنبلة وسط دمشق بالقرب من فندق ومركز للشرطة ما تسبب بوقوع أربعة جرحى على الأقل وأضرار مادية.
وقد هرعت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار. وفي ريف دمشق، تعرضت الزبداني "منذ الصباح لقصف مدفعي عنيف يستهدف جرد بلودان ومنطقة وادي شاهين" كما تقول لجان التنسيق.
وقال عضو المكتب الإعلامي في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد "سمع دوي انفجارات كبيرة في المدينة يبدو أنها قصف يستهدف المنطقة الشرقية من المدينة".
وذكر رشيد أن "مدينة المعضمية في ريف دمشق تشهد حملة مداهمات واعتقالات وسط سماع أصوات إطلاق نار".
هجمات في المدن والقرى
في هذه الأثناء، واصلت القوات السورية عملياتها في عدد من المدن والقرى السورية، وتواصلت الاشتباكات مع المنشقين، ما أسفر عن مقتل 18شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد في بيانات متلاحقة مقتل أربعة مدنيين وخمسة منشقين وجندي في ريف أدلب فيما قتل جنديان في انخل ومدنيان في حمص وثلاثة مدنيين في القصير بريف حمص وآخر في حلب.
وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة نور الدين العبدو في أدلب إن القوات النظامية قصفت اليوم الاثنين "قريتي دير سنبل وفركية بأكثر من 30 قذيفة واقتحمت قرية المغارة بالدبابات وعربات الجند ونفذت حملة مداهمات وتفتيش وإحراق للمنازل واعتقال عدد من الشبان".
وأضاف "أطلقت القوات النظامية نيرانها بكثافة على المنازل في بلدة حاس، بشكل عشوائي وعنيف، ونفذت فيها حملة اعتقالات واسعة وهدمت وأحرقت أكثر من 12 منزلا".
وأشار المرصد إلى "إحراق القوات النظامية منازل ثمانية مواطنين متوارين عن الأنظار واعتقال العشرات" في حاس.
واشتباكات في الأحراش
ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في الأحراش قبالة خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور، وذلك لدى محاولة القوات النظامية اقتحام مناطق يتحصن بها المنشقون، وفقا للمرصد.
وبدأ الجيش السوري حملته العسكرية على مناطق محافظة ادلب مطلع مارس/آذار، غداة سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص.
وفي ريف درعا، أفادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية نفذت "عمليات دهم وتخريب واعتقالات لمنازل النشطاء في داعل" مشيرة إلى أن "أعمدة الدخان تتصاعد من البلدة".
اشتباكات في حمص
وداعل وأكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه الأنباء، مشيرا إلى أن قوات عسكرية "تحاصر مدينة داعل وتنفذ حملة مداهمات في أطرافها".
وفي جاسم أضاف المرصد "داهمت قوات أمنية ثانوية الصناعة وثانوية التجار واعتقلت عددا من الطلاب" مشيرا إلى "سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف الآن في قرية طفس".
وفي حمص ، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين في جورة الشياح ، بحسب المرصد فيما تعرضت أحياء عدة في المدينة للقصف بحسب لجان التنسيق.
وأسفرت أعمال العنف في سورية منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس/آذار الماضي، عن مقتل 10108 شخصا منهم 7306 مدنيين، و2802 عسكريا من بينهم 554 منشقا بحسب رامي عبد الرحمن.