دعا القادة العرب في ختام قمة بغداد إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة، مطالبين دمشق بالتطبيق الفوري لخطة كوفي أنان. ونص القرار الخاص بسورية الذي حظي بإجماع المشاركين على دعوة الحكومة السورية والمعارضة إلى التعامل الايجابي مع كوفي أنان لبدء حوار وطني جاد".
وطالب القادة العرب المعارضة السورية بكافة أطيافها بتوحيد صفوفها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديموقراطية التي يطالب بها الشعب السوري.
كما دعا القادة الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف، مشددين على موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سورية واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري دمشق بتطبيق خطة أنان المكونة من ست نقاط بالكامل وفورا.
وشدد على أن الكرة في ملعب سورية، وما يحدث بعد ذلك سيقرره مجلس الأمن.
وجدد زيباري من جهته تأكيده على أن الأزمة السورية دخلت دائرة التدويل.
وخيمت الأزمة السورية على القمة العربية منذ أولى الاجتماعات التحضيرية لها، وسط تباين بين الدول العربية حول كيفية التعامل مع أحداث سورية، وانعكس هذا التباين على الحضور حيث شارك تسعة زعماء دول عربية فقط، أبرزهم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي قام بحضوره بزيارة تاريخية هي الأولى من نوعها منذ اجتياح العراق للكويت إبان نظام صدام حسين العام 1990.
وغاب في مقابل ذلك عن القمة زعماء دول مهمة مثل السعودية ومصر والإمارات وقطر، علما أن سورية لم تحضر بسبب تعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية على خلفية قمع الاحتجاجات فيها.
وتتخذ السعودية وقطر اللتان أرسلتا مندوبيهما الدائمين لدى الجامعة العربية لتمثيلهما، موقفا متشددا حيال النظام السوري وتؤيدان تسليح المعارضة، بينما تدعو دول عربية أخرى بينها العراق إلى حوار وحل سلمي.
وفي كلمته أمام الزعماء والمسؤولين العرب، حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن خيار تزويد طرفي الصراع بالسلاح سيؤدي إلى حروب بالإنابة إقليمية ودولية على الساحة السورية.
وفيما أعلن غالبية المتحدثين دعمهم لمهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سورية كوفي أنان، وحده دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي، مطالبا بإرسال قوة سلام عربية تحت راية الأمم المتحدة إلى سورية.
وكان زيباري أعلن الأربعاء أن القمة العربية لن تطالب الأسد بالتنحي.
بان كي مون: الحكومة السورية فشلت في القيام بمسؤولياتها
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام القمة العربية في بغداد، إن الحكومة السورية فشلت في القيام بمسؤولياتها تجاه شعبها ودعا بان كي مون الحكومة السورية إلى قبول مبادرة كوفي أنان، وحث المعارضة السورية على تقديم الدعم الكافي من أجل إنجاح مهمة المبعوث الدولي.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن النزاع في سورية قد يشكل خطرا على المنطقة، داعيا المعارضة إلى التعاون مع الممثل الدولي.
كما دعا أمير الكويت الحكومة السورية إلى الإصغاء إلى لغة العقل والحكمة ووقف كل أشكال العنف ضد شعبها.
وتجنب المندوب السعودي احمد قطان الحديث عن الأزمة السورية.
وكان رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل افتتح الجلسة الأولى للقمة التي استمرت لنحو أربع ساعات ونصف الساعة، حيث سلم رئاسة الدورة العادية الـ23 للعراق، قبل أن تعقد جلسة مغلقة ثانية لنحو ساعة أقر خلالها جدول الأعمال.
وإلى جانب سورية، أكدت القرارات الصادرة عن القمة على "تسوية الخلافات العربية بالحوار"، وأدانت الإرهاب، وأشادت بالتغييرات في العالم العربي، وأعادت التأكيد على مبادرة السلام العربية كل للصراع العربي الإسرائيلي.