يعقد اليوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين طنطاوي اجتماعه الثاني مع ممثلي الأحزاب والقوي السياسية، حول الوضع الحالي بالبلاد في ظل الخلافات حول تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد للبلاد.
ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع ممثلو حوالي 19 حزبا بالإضافة لعدد من رموز العمل السياسي بمصر، يذكر أن قرابة 25 من أعضاء اللجنة الأصليين والاحتياطيين قد انسحبوا اعتراضا على تشكيل اللجنة.
وكان الاجتماع الأول الذي عقد أول من أمس، قد شهد انقساما بين القوى السياسية حيث تمسكت القوى الإسلامية من حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي بتشكيل تأسيسية الدستور بشكلها الحالي في حين رفضت الأحزاب والقوى السياسية سيطرة الحزبين علي اللجنة.
وأعربت أحزاب وقوى سياسية عن تفاؤلها بأن يثمر اجتماع اليوم عن جديد خاصة إعادة النظر في المادة 60 من الإعلان الدستوري، في حين توقعت الأحزاب اليسارية أن ينتهي الاجتماع كسابقه، بدون اتفاق.
إلى ذلك، قررت الجمعية التأسيسية للدستور تشكيل لجنة للحوار مع أعضاء الجمعية المنسحبين بسبب الهيمنة التي قالوا إن الأغلبية البرلمانية فرضتها على تشكيلة الجمعية.
وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنة التأسيسية للدستور محمد البلتاجي إن جهودا حثيثة تبذل لتقريب وجهات النظر، مضيفا أن الحديث عن مراجعة قرار اتخذه مجلسين جاءا من خلال إرادة شعبية ومن أكثر من 30 مليون مصري فهو إهدار لمعنى السير في طريق الديموقراطية والانقلاب عليه.
في المقابل، أرجع عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الاحرار هاني سري الدين سبب انسحابه من عضوية لجنة الدستور إلى تجاهل الأكثرية البرلمانية للقوى السياسية الأخرى على اختلاف مواقفها وعقائدها ورؤياها السياسية.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم المحكمة الدستورية العليا في مصر سامي مهران في مؤتمر صحافي أن سبب سحب ممثل المحكمة المستشار علي عوض صالح من عضوية اللجنة، هو أن المحكمة حرصت على أن تظل بمنأى عن أن تكون في خصومة أو خلاف أو صدام ينجم عن هذا التشكيل.
الكتاتني رئيسا للجمعية التأسيسية
وكانت الجمعية التأسيسية للدستور المصري قد عقدت يوم الأربعاء أول اجتماعاتها رغم انسحاب بعض الأحزاب الليبرالية واليسارية بسبب اتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بالسعي للسيطرة على عملية صياغة الدستور.
وانتخبت الجمعية في مستهل اجتماعاتها رئيس مجلس الشعب القيادي في حزب الحرية والعدالة ، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين سعد الكتاتني رئيسا لها.
وأعرب الكتاتني في ختام الاجتماع الأول للجمعية عن أمله فى عودة الأعضاء المنسحبين من الجمعية، مؤكدا ثقته فى أن هؤلاء الأعضاء "سوف يضعون مصلحة مصر نصب أعينهم".
ودعا الكتاتنى إلى أن "يتكاتف الجميع خلال المرحلة القادمة من أجل وضع دستور جديد يلتف حوله الشعب المصرى كله".