دفنت جثة منفذ هجمات تولوز ومونتوبان محمد مراح عصر الخميس في القسم المسلم في مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز بعد جدل أثير حول مكان دفنه، بعد أن رفضت الجزائر دفن مراح على أراضيها.
وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن الدفن الذي شارك فيه حوالي 15 شخصا كلهم رجال تم سريعا جدا في القبر الذي حفر بعد الظهر لهذه الغاية.
وأدى المشيعون الصلاة قبل الدفن بحسب الصحافيين خارج المقبرة التي أحاطت بها قوات الدرك وحلقت فوق المكان مروحية. وفتحت المقبرة خصيصا لمراسم دفن بسيطة.
وقد جاءت عملية الدفن بعد جدل كبير حول مصير الجثة التي رفضت السلطات الجزائرية استقبالها، حيث أكد ممثل امام المسجد الكبير في باريس عبد الله زكري أن محمد مراح منفذ هجمات تولوز ومونتوبان في جنوب غرب فرنسا، سيدفن عصر الخميس قرب تولوز، بعد أن كان رئيس بلدية المدينة طلب إرجاء دفنه 24 ساعة.
وقال عبد الله زكري لوكالة الصحافة الفرنسية "حصلت مفاوضات واتفقنا. ستدفن الجثة بعد ساعة" في الحيز المسلم من مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز.
وأضاف زكري الذي كان في تولوز لبحث ترتيبات الجنازة أن رئيس بلدية السواقي الجزائرية التي كان والد مراح يريد دفنه فيها رفض الطلب لأسباب أمنية، مضيفا بالقول "جاء رد رئيس البلدية سلبيا. يجب أن يدفن خلال 24 ساعة ربما في منطقة تولوز لكن (المراسم) ستكون خاصة للغاية".
وكانت بلدية تولوز قد أعلنت في وقت سابق إرجاء جنازة محمد مراح التي كانت مقررة بعد ظهر اليوم، 24 ساعة معتبرة أن دفنه في المدينة "غير مناسب".
وقالت البلدية إنه "بعد رفض الجزائر في اللحظة الأخيرة تسلم جثة محمد مراح، رأى رئيس البلدية بيار كوهين أن دفنه في المدينة غير مناسب"، مضيفة أن رئيس البلدية طلب لهذا السبب "من شرطة المنطقة تأجيل الدفن 24 ساعة وطلب مساعدة الدولة".
من جهته طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "عدم إثارة جدل" في مسألة دفن منفذ هجمات تولوز ومونتوبان محمد مراح قائلا إن الأخير "كان فرنسيا ويجب أن يدفن، علينا ألا نثير جدلا في هذا الشأن".
رفض جزائري
وفي أول رد فعل رسمي جزائري قال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني، الخميس "سبق لي وأن شجبت التغطية الإعلامية المفرطة التي أحاطت بقضية نقل جثمان محمد مراح".
وأضاف بلاني في تصريح لـلموقع الإخباري الالكتروني "كل شيء عن الجزائر" قائلا "الوقت الحالي ليس للإثارة ولا للجدل، من أجل احترام حداد العائلة.
وكل ما يمكنني قوله الآن هو أنه جراء هذه الخصوصيات والعموميات فإن هذه القضية تتجاوز الإجراءات الإدارية العادية أو القنصلية وتبعا لذلك فإنه لم يمنح الترخيص لنقل الجثمان إضافة لأسباب تتعلق بالحفاظ على النظام العام".
ومن جانبه أكد مصدر في الحكومة الجزائرية أن الحكومة رفضت السماح بنقل جثمان مراح لدفنه في قريته مثلما طلب والده.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "الجزائر ليس لها علاقة بهذه القضية ولا نفهم السبب في أن بعض الدوائر في فرنسا تحاول أن تزج بنا في هذه القضية. هذا هو السبب في أننا اتخذنا القرار بعدم السماح بدخول الجثمان الأن في الجزائر"، مضيفا أن "هذا قرار مؤقت".