أعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن قلقها من استمرار المواجهات بين دولتي السودان وجنوب السودان في مناطق حدودية متنازع عليها وحثت الجانبين على الالتزام بضبط النفس.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن الوزيرة هيلاري كلينتون حملت حكومة الخرطوم المسؤولية الكبرى إزاء التصعيد الأمني على الحدود، فيما دعت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند في مؤتمرها الصحافي اليومي، الطرفين إلى وقف أي نشاط عسكري على طول الحدود التي قالت إنها نقطة اشتعال يمكن أن تصبح أكثر خطورة وتؤدي إلى تصعيد قد يخرج عن السيطرة.
وأضافت نولاند أنه "من المهم إعادة السيطرة على الوضع في الوقت الراهن ولاسيما أن هناك قمة مقررة بين الجانبين في جوبا في الثالث من الشهر المقبل لحل المسائل العالقة".
في نفس الإطار، طالب المتحدث باسم البيت الأبيض جاري كارني البلدين بالمضي قدما في عقد اللقاءات المقررة في أواخر الشهر الجاري بين الآلية المشتركة للسياسة والأمن من جهة ولجنة أبيي للعمليات المشتركة من جهة أخرى، وقمة الرئيسين عمر حسن البشير وسيلفا كيير في الثالث من أبريل/نيسان القادم.
وأضاف المتحدث في بيان له أن "دولتي السودان وجنوب السودان لن تتمكنا من تجنب مزيد من القتال وتحقيق تعاون اقتصادي هما بأمس الحاجة إليه والتعايش السلمي، إلا من خلال الاتصال المباشر والمفاوضات حول قضايا الأمن وإدارة الحدود في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي".
وأكد البيان أن التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين يجب أن يكون أولوية كل من يهمه أمر سكان جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ومن جهة أخرى، دعا البيت الأبيض الجماعات المسلحة في إقليم دارفور والحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال إلى ممارسة ضبط النفس والتعاون بشكل كامل من أجل استعادة السلام.
باريس تدعو لوقف العنف
في السياق ذاته، أعربت فرنسا عن قلقها إزاء التصعيد العسكري بين الجارين ودعت إلى الوقف الفوري للمواجهات.
وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو عن أمل بلاده في أن يلتقي البشير وكير مثلما كان مقررا.
وكان البشير قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء تعليق زيارته التي كانت مقررة الأسبوع المقبل إلى جنوب السودان، بسبب مهاجمة قوات الجنوب منطقة هجليج في جنوب كردفان واستيلائها على جزء من حقلها النفطي المختلف عليه بين الخرطوم وجوبا، والذي استردته لاحقا القوات المسلحة السودانية.
وقال المتحدث باسم القوات السودانية الصوارمي خالد سعد إن "القوات المسلحة تسيطر على منطقة هجليج سيطرة كاملة بعد أن أرجع هؤلاء المتمردون والفلول الزاحفة من حركة العدل والمساواة ومن جيش الحركة الشعبية ودمرت لهم دبابتين واستولت على مجموعة كبيرة من الأسلحة والذخائر".
وأضاف المتحدث أن معظم القتلى كانوا ينتمون إلى دولة جنوب السودان.
التطورات الأمنية
ميدانيا، أعلن المتحدث باسم بعثة السلام المشتركة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة كريستوفر سيمانيك مقتل ثلاثة أشخاص الثلاثاء أحدهم بيد القوات الحكومية على ما يبدو، أثناء صدامات في دارفور غربي السودان.
وقال المتحدث إن سكانا من منطقة كبكابيا في شمال دارفور يعارضون احتمال نقل مكان سوق، تواجهوا مع الشرطة السودانية، مما أدى إلى مقتل امراتين خلال الصدامات.
وأضاف أنه إثر المواجهات تجمع ما بين 200 و300 شخص مسلحين بالعصي والحجارة والسواطير وقضبان الحديد، أمام معسكر بعثة السلام المجاور، مشيرا إلى أنه لم يكن واضحا على الفور ما إذا كانوا يحتجون على أعمال العنف الدامية أو أنهم كانوا يبحثون عن المسؤول المحلي المكلف بنقل مكان السوق.
وأردف قائلا إنه عندما وصلت القوات السودانية وقعت مواجهة أخرى فتح خلالها الجنود النار في ما وصفها بحالة الدفاع المشروع عن النفس، مضيفا أن شخصا اصيب بالرصاص وتوفي أثناء نقله إلى المستشفى.
وقال إن جنود بعثة السلام أطلقوا النار في الهواء في محاولة لتفريق الحشد وأن الوضع هدأ على ما يبدو.
جدير بالذكر أن إقليم دارفور يشهد منذ عام 2003 حربا بين المتمردين والقوات الحكومية حصدت أرواح 300 ألف شخص على الأقل فضلا عن نزوح مليون و800 ألف آخرين بحسب تقديرات للأمم المتحدة.