وقد حملت كلينتون الحكومة السودانية مسؤولية هذا التصعيد في أعقاب قصف طيرانها على مدى يومين مناطق حدودية نفطية في الجنوب.
وقالت إن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على الخرطوم بسبب استخدامها أسلحة الثقيلة والقصف الجوي الذي يشنه طيرانها الأمر الذي يدل على عدم تناسب قوتها مع الجنوب.
وذكرت كلينتون أن واشنطن تبذل مساع للتهدئة بين الجانبين وعلقت أهمية على وجوب انعقاد اجتماع قمة بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفا باكير لحسم التفاهم حول قضيتي المناطق النفطية الحدودية والمواطنة وهما قضيتان يتعين الاتفاق عليهما لتطبيق اتفاق السلام الشامل الذي أنجز عام 2005.
الشمال والجنوب يتبادلان الاتهام
تبادل السودان وجنوب السودان الاتهامات بشن هجمات جديدة على مناطق منتجة للنفط على جانبي حدودهما المتنازع عليها يوم الثلاثاء لكن السودان قال انه يأمل ألا يتصاعد الصراع ويتحول إلى حرب.
وقال جنوب السودان إن القوات الجوية السودانية قصفت حقول نفط رئيسية يوم الثلاثاء في ولاية الوحدة في إحدى اخطر المواجهات بين الجانبين منذ انفصال الجنوب في يوليو/ تموز.
وأكدت شركة النيل الأعظم للبترول وهي اتحاد تقوده شركة البترول الوطنية الصينية- تعرض منشئاتها للقصف.
ونفى السودان شن أي ضربات جوية لكنه قال إن قواته البرية هاجمت مواقع المدفعية الجنوبية التي كانت قد أطلقت قذائفها على منطقة هجليج المنتجة للنفط والتي تسيطر الخرطوم على جزء منها. الخشية من حرب شاملة
ويقول محللون منذ فترة طويلة إن التوتر بين البلدين قد يتحول إلى حرب شاملة ويزعزع استقرار المنطقة المحيطة التي تشمل بعضا من أكثر الاقتصادات الواعدة في أفريقيا.
ونال جنوب السودان استقلاله بعد استفتاء أجري بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى الحرب الأهلية مع الخرطوم لكنّ هناك شكوكا عميقة بين الجانبين. ولا يزال الجانبان على خلاف بسبب وضع حدودهما المشتركة وحجم الرسوم التي يتعين على الجنوب الذي لا يطل على بحار دفعها للشمال مقابل عبور صادراته النفطية.
وأدت أعمال العنف الأخيرة بالفعل إلى انتكاسة في جهود حل النزاعات بين البلدين.
وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير علق عقب الاشتباكات زيارته التي كانت مقررة في الأسبوع المقبل لجوبا للاجتماع مع نظيره سلفا كير في محاولة لحل قائمة طويلة من الخلافات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انه قلق بشأن القتال الذي بدأ الاثنين في عدة أماكن على طول الحدود.
وقال جنوب السودان انه أجلى العمال من حقول نفطية في ولاية الوحدة بعد القصف اليوم.
خطر يتهدد حياة الآلاف
هذا وقد حذرت الوكالة الدولية للاجئين من أن حياة 16الف لاجئ سوداني مهددة بالخطر بسبب الاشتباكات التي تشهدها المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب، ولاسيما بعد سقوط صواريخ على بعد 50 كيلومترا من مخيم للاجئين في غارة شنتها القوات المسلحة السودانية على منطقة بجنوب كردفان.
وقالت المتحدثة باسم المفوضة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ميليسا فليمنغ إن قرب موقع مخيم ييدا للاجئين من ساحة المعركة، يجعله غير آمن على المدى البعيد وحثت المسؤولة الأممية اللاجئين على مغادرة ذلك المخيم الواقع في ولاية الوحدة في دولة جنوب السودان.
ووجهت الوكالة دعوات متكررة منذ عام إلى اللاجئين في ييدا لمغادرة ذلك المخيم إلى مكان أكثر آمنا غير أنهم رفضوا مفضلين البقاء بالقرب من بلداتهم.