وفي معرض كلمته أشار وزير الخارجية الليبي عاشور الخيال، الرئيس السابق لاجتماعات وزراء الخارجية العرب، إلى أن "ما يجري من عمليات قتل في سورية على يد قوات النظام ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية".
وقال "إن ما صار يعرف بالربيع العربي وإن حقق أهدافه بتحقيق تطلعات شعوبنا العربية في كل من تونس ومصر واليمن، التي نتوجه إلى أهلنا فيها بالتهنئة على ما تحقق لهم، فإننا نعيش مأساة إخواننا في العزيزة سورية الذين لا زالوا منذ ما يزيد على العام يواجهون نظاما تعسفيا استبداديا".
وأضاف الوزير الليبي أنه "للأسف فإن العالم يقف عاجزا عن اتخاذ موقف حاسم من النظام السوري بسبب تعنت بعض الأطراف الدولية متذرعة بادعاءات النظام التي يقول فيها إنه يواجه مجموعات إرهابية".
وطالب الخيال بالمزيد من العمل الجماعي والفردي العربي والدولي تجاه الأزمة السورية، معتبرا أن "ما نشهده كل يوم في كافة أنحاء سورية هو عملية إبادة وقتل وتشريد لشعب كل ذنبه أنه طالب بحريته وكرامته".
وأثنى الوزير الليبي على الجهود العربية لحل الازمة السورية إلا أنه دعا للمزيد وقال "رغم تقديرنا لما قامت به الدول العربية من خلال الجامعة إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من العمل الفردي والجماعي للضغط دوليا على النظام لإيقاف نزيف الدم وتمكين الشعب السوري من تحقيق طموحاته في حياة حرة كريمة".
مرحلة تاريخية
من جانبه قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لدى تسلمه رئاسة اجتماعات وزراء الخارجية العرب من نظيره الليبي، إن انعقاد قمة بغداد "يؤشر على ولادة مرحلة تاريخية عربية غير مسبوقة"، وطالب بتبني مشروع إصلاحي لمواكبة التغيرات التي تشهدها المنطقة.
وقال زيباري "إن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية تدفعنا إلى ضرورة تبني برنامج شامل للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يضمن صون كرامة المواطن العربي وتعزيز حقوقه".
وبالنسبة لسورية، أوضح الوزير العراقي أن بلاده تدعم القرارات الصادرة عن الجامعة العربية بشأنها، قائلا "إننا نؤكد على دعمنا الكامل للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديموقراطية وحقه في رسم مستقبله واختيار حكامه، وفي التداول السلمي للسلطة وإدانة أعمال العنف والقتل وإيقاف نزيد الدم والتمسك بالحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الأجنبي في الأزمة السورية حفاظا على وحدة سورية وسلامة شعبها".
ومضى يقول "كما نؤكد دعمنا والتزامنا بالقرارات الصادرة عن جامعة الدول العربية ونشيد بجهود المبعوث الأممي والعربي السيد كوفي أنان بهذا الشأن".
كما تطرق وزير الخارجية العراقي في كلمته إلى معظم القضايا العربية التي سيتم طرحها خلال مؤتمر القمة.
القضايا المطروحة
من جهته قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن الاجتماع الحالي يهدف لرصد العمل العربي المشترك، مشيرا إلى أن جدول أعمال القمة يتضمن عددا من النقاط.
واستعرض العربي النقاط التي سيتم التطرق إليها في القمة قائلا إنها تشمل "القضية الفلسطينية، والجولان العربي السوري المحتل، والتضامن مع لبنان ودعمه، وتطورات الأوضاع في سورية واليمن والصومال، وموضوع جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، فضلا عن موضوع الإرهاب الدولي وسبل مكافحته، وكذلك مشروع النظام الأساسي للبرلمان العربي الذي وافق عليه وزراء الخارجية العرب" خلال اجتماع مجلس الجامعة في دورته العادية رقم 135 الذي انعقد في وقت سابق من الشهر الجاري.
سورية ترفض أي مبادرة للجامعة
في هذه الأثناء، أعلنت دمشق يوم الأربعاء أنها لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن الجامعة العربية.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان تلقى "راديو سوا" نسخة منه إن "سورية تنطلق في علاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط منذ تعليق عضويتها وبالتالي لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر على أي مستوى كان".
"مكافحة الإرهاب"
بدوره قال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في كلمة أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب إن الدول العربية تواجه ما وصفها بتحديات العصر التي ينبغي تحديد سبل مواجهتها مشيرا إلى ضرورة حماية الدول العربية من أن تكون "ساحة للصراعات أو ساحة لنزاعات المصالح".
ودعا المالكي إلى تشكيل منظومات متكاملة في إطار الجامعة العربية لمحاربة الإرهاب الذي وصفه بأنه "آفة خطيرة تهدد شعوبنا وأمنها واستقرارها" مشيرا إلى ضرورة "إيجاد تعاون في إطار مؤسسات الجامعة العربية الموجودة حاليا أو التي سيتم تشكيلها" لمكافحة الإرهاب.
وأشار المالكي إلى أن التضامن العربي اهتز عندما أقدم العراق على غزو الكويت، مشددا في الوقت ذاته على أهمية "الا يغيب العراق ولا يغيب عن محيطه العربي".
وصول رؤساء دول ومسؤولين
من جهة أخرى، ذكر التلفزيون الرسمي العراقي أن رؤساء السودان وليبيا والصومال وتونس ورئيس منظمة التعاون الإسلامي ووفد من الاتحاد الأوروبي سيصلون الأربعاء إلى بغداد استعدادا للمشاركة في القمة العربية.
وفي البحرين، أعلن مصدر رسمي الأربعاء أن وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة سيمثل المملكة في قمة بغداد.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الوزير قوله فور وصوله إلى بغداد "أشارك في أعمال الدورة العادية للقمة العربية ممثلا للملك حمد بن عيسى آل خليفة".
يذكر أن العلاقات بين البحرين والعراق شهدت توترا خلال العام الماضي على خليفة اتهام المنامة بغداد بـ"التدخل في شؤونها الداخلية"، إثر حركة الاحتجاجات في المملكة التي تسكنها غالبية شيعية، إلا أن زيباري قام بزيارة للبحرين مطلع الشهر الجاري وسلم الملك دعوة رسمية لحضور القمة العربية.
وأعلن زيباري قبل يومين أن القمة لن تتطرق لأحداث البحرين التي قالت إنها تختلف عن تلك التي تشهدها سورية.