حثت الأمم المتحدة والصين الحكومة السورية على الوفاء بالتزاماتها تجاه خطة الخروج من الأزمة التي أعدها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، فيما تواصلت أعمال العنف في البلاد رغم تأكيدات أوروبية بأن اجتماع "أصدقاء سورية" سيشكل مناسبة لتحديد مدى التزام الأسد بالخطة الدولية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد إلى "التطبيق الفوري" لخطة الأمم المتحدة التي تتضمن ست نقاط.
وقال بان في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء خلال زيارة قصيرة للكويت قبل التوجه إلى بغداد حيث يشارك الخميس في القمة العربية، إن إعلان دمشق موافقتها على خطة أنان "خطوة مهمة أولية قد تضع حدا لإراقة الدماء والعنف".
وبدورها حثت الصين يوم الأربعاء على لسان المتحدث باسم خارجيتها الحكومة السورية والمعارضة على "إحترام التزاماتهما" في إطار خطة الخروج من الأزمة التي أعدها أنان.
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضد مشروعي قرار يدينان القمع في سورية الذي أوقع أكثر من 9100 قتيل منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل سنة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
لكن موسكو وبكين صوتتا الأربعاء لصالح بيان رئاسي في مجلس الأمن الدولي يدعم الوساطة التي يقوم بها كوفي أنان لوقف العنف ويطالب سورية بتطبيق مقترحاته للتسوية بدون تأخير.
وتنص خطة أنان التي وافقت عليها دمشق، وقف كل أعمال العنف المسلح وتنفيذ هدنة إنسانية يومية لساعتين وتسهيل وصول الإعلاميين إلى كل المناطق المتضررة من جراء القتال في سورية، وإطلاق عملية سياسية والإفراج عن المعتقلين تعسفيا.
أصدقاء سورية
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية يوم الأربعاء أن اجتماع "أصدقاء سورية" الذي يعقد يوم الأحد في اسطنبول سيسمح بالتحقق مما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يطبق ام لا خطة كوفي انان.
وقال برنار فاليرو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية خلال مؤتمر صحافي إن "هناك قبولا محتملا من جانب بشار الاسد لخطة كوفي انان، لكن اجتماع اسطنبول سيكون مناسبة للأسرة الدولية للتحقق مما إذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة أم لا، وما إذا كان يحترم تعهداته وقام بوقف المجازر التي يرتكبها يوميا منذ أكثر من عام".
وأضاف فاليرو معلقا على الموافقة التي أعطاها النظام السوري لكوفي أنان، "بعد أشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والأسرة الدولية على أفعال بشار الأسد".
وقال إن "القمع في سورية أوقع في الأيام الماضية عشرات القتلى فيما لازال هناك عشرات آلاف الجرحى والسجناء واللاجئين والنازحين". وأكد المتحدث الفرنسي أن بلاده "تطلب التطبيق التام لخطة السلام التي اقترحها أنان بدءا بالوقف الفوري للقمع".
وأشاد فاليرو "بجهود المعارضين السوريين المجتمعين في اسطنبول لبناء رؤية مشتركة لسوريا الغد" معتبرا أن البيان الذي تبناه اجتماع المعارضة يشكل "وثيقة مرجعية لتحديد مبادىء سورية ديموقراطية وتعددية تحترم حقوق كافة السوريين".
وقال فاليرو إن فرنسا ترغب بأن يكون اجتماع أصدقاء سورية في اسطنبول "مناسبة لتأكيد الدعم الدولي للمعارضة السورية المنضوية تحت المجلس الوطني السوري".
الوضع الميداني
يأتي هذا فيما أعلن المجلس الوطني السوري المعارض مدينة سراقب في ريف أدلب "مدينة منكوبة"، داعيا إلى تحرك دولي فوري لإجبار النظام على سحب دباباته وإيقاف عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة، على حد قول المجلس .
وطالب المجلس في بيان له الأربعاء " بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء" مشيرا إلى أن عددا من الجثث "ملقاة في الشوارع منذ يومين".
كما طالب "دول الجوار وتحديدا الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن".
وبدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدد الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة يوم الأربعاء بعد اقتحامها صباحا.
وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة أبو غازيان إن "البلدة محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوما" مشيرا إلى تعرض القلعة الأثرية فيها لنيران القوات النظامية على مدى أيام.
وفي ريف حمص، حاولت القوات النظامية فجر الأربعاء اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ أسابيع، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين، بحسب المرصد.
كما أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في مدينتي حمص ودرعا.
يشار إلى أنه تنتهي اليوم الأربعاء فترة الترشح لانتخاب أعضاء مجلس الشعب السوري في العملية التي تجري في التاسع من مايو/أيار المقبل وفق القانون الجديد للانتخابات.
لكن المجلس طلب من الرئيس تأجيل هذه العملية إلى وقت لاحق لإفساح الوقت اللازم للأحزاب المشكلة حديثاً للدعاية لبرامجها السياسية وإتمام الحوار الوطني .