ويواصل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان الجمعة مشاوراته في القاهرة حول تطور الأوضاع في هذا البلد، كما ينتظر أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساء اليوم الجمعة إلى مصر.
لافروف يبحث الأزمة السورية في مصر
وقال بيان أصدرته الخارجية الروسية إن الوزير لافروف يعتزم إجراء محادثات مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية حسين طنطاوي ووزير الخارجية محمد كامل عمرو.
وستتناول المحادثات تبادل الآراء في تطورات الوضع في مصر ومناقشة مستقبل التعاون المشترك بين البلدين، وتنسيق المواقف من قضايا إقليمية هامة، وعلى الأخص الوضع في سورية وليبيا، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء موسكو.
وسيجتمع لافروف مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب، ويتبادل معهم الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية الهامة مع التركيز على الوضع في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتتصاعد التحركات السياسية لحل الأزمة السورية، حيث أعلنت الصين الجمعة عزمها إرسال مبعوث لها إلى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح موقف بكين من الأزمة.
موافقة سورية على "تقييم محدود"
من جانبها، قالت مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس الجمعة في مؤتمر صحافي في أنقرة إن الحكومة السورية وافقت على الانضمام للوكالات التابعة للمنظمة الدولية في "تقييم محدود" للوضع في البلاد، حيث تواصل القوات الحكومية حملتها ضد المعارضين للنظام.
وأضافت أنها طلبت من الحكومة السورية السماح بدخول المساعدات للمناطق الأكثر تضررا دون عائق، لكن الحكومة طلبت مزيدا من الوقت، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
وقد بدأت آموس مشاورات في أنقرة مع وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو حول الأزمة السورية، ومن المنتظر أن تتوجه آموس إلى المناطق الحدودية لتفقد أحوال اللاجئين السوريين في وقت لاحق.
الاتحاد الأوروبي يبحث الأزمة السورية
وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد أجروا اليوم الجمعة مشاورات غير رسمية في الدنمارك، ركزوا فيها على الأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت:"الخطوات الفعلية التي نتخذها في الوقت الحالي تتمثل في مهمة كوفي عنان الذي سيتوجه إلى سورية غداً ولديه دعم الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، نحن نبحث بصدق عن حل سياسي. السؤال حول إمكانية الوصول إلى مثل هذا الحل بانتظار الإجابة حتى الآن. الأولوية الآن تفادي توجه البلاد نحو الحرب الأهلية".
من جانبه، شدد وزير الخارجية الدنماركي فيلي سفيندال على أهمية خيار العقوبات، وأضاف:"سنواصل تشديد العقوبات وهو ما نفعله منذ فترة ويبدو انه خيار ناجح. يوم أمس ترك معاون وزير النفط الحكومة. يمكننا الإبقاء على الضغط على سوريا والصين من اجل أن يقوموا بلعب دورهم المسؤول في المجتمع الدولي. ويمكننا الاستعداد لتقديم المساعدة الإنسانية متى ما كان ذلك متاحاً".
عنان يزور تركيا
وفي سياق متصل، أعلن مصدر تركي الجمعة أن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان سيزور قريبا مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا وسيجري محادثات مع المسؤولين الأتراك.
وقال دبلوماسي تركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "عنان أعرب لنا عن رغبته في المجيء قريبا إلى تركيا وأعطينا موافقتنا"، موضحا أنه سيزور مخيمات تقع في هاتاي بجنوب تركيا قرب الحدود السورية، حيث لجأ حوالي 12 ألف سوري منذ مارس/آذار 2011.
وقال مصدر آخر مقرب من الحكومة إن هذه الزيارة إلى هاتاي وأنقرة ستتم في الأيام المقبلة، فيما قالت شبكةNTV الإخبارية إن عنان سيصل تركيا في الـ12 مارس/آذار. ويعتزم عنان أن يقوم بأول زيارة له إلى سورية غدا السبت.
المعارضة تعترض على مهمة عنان
وتأتي هذه المشاورات في وقت أبدت فيه المعارضة السورية اعتراضها على مهمة المبعوث الدولي إلى سورية، حيث رفض رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الدعوة التي وجهها كوفي عنان للحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد.
وقد عزا القيادي في المجلس الوطني السوري زهير سالم في لقاء مع "راديو سوا" موقف غليون إلى أن "العالم الآن يريد أن يحول القضية أو ما يجري في سورية من قضية مطالب سياسية لشعب ثائر إلى قضية إغاثة إنسانية، وهذا مرفوض من قبل الشعب السوري".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان موقف غليون يعني أن المجلس الوطني لن يتعاون مع كوفي عنان، قال سالم "لم يطالب حقيقة، أو لم يقم حقيقة بموقف عملي يمنع بشار الأسد من الاستمرار في الذبح في سورية، وهو يحتج على أن يكون من حق السوريين أن يدافعوا عن أنفسهم، لن نقبل هذه الازدواجية في المواقف".
وتابع "كوفي عنان تم اختياره من قبل الأمم المتحدة وهو شخصية دبلوماسية محترمة، ندرك بأن عليه أن يتعلم السباحة جيدا قبل أن يقارب هذا المستنقع الذي يحفره بشار الأسد في سورية