يحتفل العالم في الثامن من مارس/آذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وهو يوم مخصص لاستعراض الإنجازات التي حققتها المرأة على صعيد حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
يحتفل العالم في الثامن من مارس/آذار من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وهو يوم مخصص لاستعراض الإنجازات التي حققتها المرأة على صعيد حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وهذا العام يتم إحياء المناسبة تحت شعار "تمكين المرأة في الريف إنهاء الفقر والجوع".
وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عشية يوم المرأة أن "المرأة وخاصة المرأة في الريف يمكن أن تساهم في رفاه مجتمعات بأكملها إذا ما منحت الفرصة الكاملة في الحصول على الموارد والدعم اللازم"، مضيفا أن محنة النساء والفتيات الريفيات، اللائي يشكلن ربع سكان العالم، هي انعكاس لمحنة النساء والفتيات في جميع قطاعات المجتمع.
من جانبها، دعت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي الحكومات وقادة المجتمع وأرباب الأسر في جميع أنحاء العالم إلى التعرف على الإمكانات الهائلة للمرأة التي يمكن أن تؤثر إيجابا على العالم، مضيفا أن "هذه الدعوة هي نداء إلى العالم لأنه فشل في الاستفادة من إمكانات المرأة بدلا من الإقرار بها والاستفادة منها".
في نفس الإطار، جددت منظمة التعاون الإسلامي التزامها بتعزيز وحماية حقوق المرأة وتمكينها.
وقال الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي إن الآثار السلبية للفقر وضعف التنمية، ينعكسان بشكل أساسي على المرأة، مضيفا أن هدف المنظمة يرمي إلى البدء بعملية تنموية للمرأة في الريف من خلال وضع برامج تتضمن عملية منح قروض صغيرة تهدف في نهاية المطاف إلى القضاء على الفقر بين النساء في الأرياف.
المرأة العربية واليوم المرأة العالمي
وتحتفل المرأة العربية كغيرها من نساء العالم بالمناسبة لكن في ظل تغييرات شهدتها المنطقة ومازالت، وساهمت في تغيير المشهد السياسي فيها في عقب الثورات الشعبية ضد عدد من الأنظمة.
لكن هل غيّر المشهد الجديد في المنطقة من تطلعات المرأة العربية إلى مستقبل أفضل على صعيد حقوقها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية؟
ففي تونس التي شهدت انطلاق شرارة موجة الثورات، استبعدت رئيسة منظمة الأسرة العربية هدى بن يوسف أن تؤدي الثورة في بلادها إلى تراجع الحقوق التي اكتسبتها المرأة التونسية منذ الاستقلال.
وقالت يوسف لـ"راديو سوا" إن المرأة التونسية "حتى من قبل الاستقلال كانت متواجدة، أنا لا أتصور أن المرأة التونسية ممكن أن نفرض عليها أي شيء الآن فهي متمتعة بحقوقها، عندها مدونة الأحوال الشخصية ولا سبيل للتفريط في مجال الأحوال الشخصية ولا مجال للتفريط في كل ما جاء في التشريعات والقوانين لفائدة الأسرة التونسية. فهي مكاسب لا يمكن أن تتخلى عنها المرأة".
ويؤيدها في الرأي رئيس الحكومة السابقة والسياسي المخضرم الباجي قايد السبسي الذي شارك الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة في نضاله في مجال حقوق المرأة.
وقال قايد السبسي لـ"راديو سوا" إن "حقوق المرأة مكسب عظيم حققته تونس، وهو بحق ذاته ثورة، لكن بالطبع الأمور التي تأتي نتيجة ثورة هناك دائما من يهددها. ولكن أعتقد أن المكاسب التي حققتها تونس مسألة نهائية ولا رجعة فيها حب من حب وكره من كره".
ورغم ذلك، دعا الجميع إلى اليقظة من أجل الحفاظ على تلك الحقوق، خاصة في ظل الجدل الخاص بالإشارة إلى الشريعة الإسلامية في دستور تونس الجديد، مستبعدا في الوقت ذاته أن تكون الحكومة تسعى للحد من حقوق المرأة.
وفي الجزائر، استبعدت الناشطة السياسية سعيدة بن حبيلس أن تؤدي الثورات العربية إلى تراجع حقوق المرأة الجزائرية.
وقالت في لقاء مع "راديو سوا" "لابد أن يعرف الرأي العام الدولي أن المرأة الجزائرية لم تنتظر الربيع العربي لتناضل وإنما هي التي أعطت الانطلاقة للعالم العربي خلال مظاهرات الخامس من أكتوبر 1988 التي فتحت المجال للتعددية الحزبية وللديموقراطية في الجزائر".
وأضافت بن حبيلس أنها "تفكر في المرأة العربية الآن التي تعيش أصعب ظرف من حياتها والدليل على ذلك معاناة المرأة العراقية، تراجع المكاسب للمرأة التونسية التي كانت في طليعة النساء العربيات، وضع المرأة الليبية التي تعيش في ظرف أمني صعب، بدون أن ننسى وضع المرأة الفلسطينية".
وفي ليبيا، قالت الناشطة السياسية إنتصار الباهي إن المرأة الليبية ركنت على جنب بعد الدور التاريخي الذي قامت به خلال الثورة.
وأضافت أنه "أول ما بدأ الكلام على الانتخابات وقانون الانتخابات، بدا هبوط مستوى دور المرأة، وبدأ الحديث على أن المرأة ستعطى أقل بكثير من الرجل عدد المقاعد في البرلمان في المؤتمر الوطني العام، ونفاجأ بعد صدور هذا القانون على الأقل المسودة الأولى، أن المرأة اعطوها 20 بالمئة، وبعد إصدار القانون نهائيا تبين أن المرأة لم يعطها أي صوت وقالوا إنه على أساس أن المرأة تدخل مع الرجل في القوائم، فيعني ذر التراب في العيون".
وخلصت إلى أن المرأة الليبية "حقيقة في الوقت الحالي تشعر بتهميش كبير جدا جدا جدا".
وفي اليمن، دعت رئيسة إتحاد النساء العرب ونساء اليمن رمزية الأرياني حكومة بلادها إلى حماية حقوق المرأة بعد التهديدات التي صدرت عن مصادر مجهولة.
وقالت لـ"راديو سوا" إنه "كان من المهم جدا أن نعمل وثيقة نقدمها للوزارة، قبلها بيومين أرسل إلينا مجموعة من الكتيبات من المتزمتين والمتشددين يحذرون النساء من التمادي ويدعوهم للعودة إلى البيت. ولازالت لدي مجموعة الكتيبات وأنا أسميها كتيبات صفراء، وحاولنا قدر الاستطاعة عدم إشهارها حتى لا يكون لهم قيمة".
وأبلغت رمزية "راديو سوا" أن النساء العربيات، سيتقدمن بنفس الطلب إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال اللقاء مرتقب عقده نهاية الشهر المقبل في القاهرة.
وفي البحرين، أعربت الناشطة الحقوقية والرئيسة السابقة لاتحاد المرأة العربية مريم الرويعي عن أسفها إزاء نتائج الثورات في ما يخص المرأة وحقوقها.
وقالت إن وضع المرأة "مثلما شاف العالم بأجمعه، المرأة العربية كان لها دور بارز وواضح في ساحات النضال في كل الوطن العربي. وكما رأينا أيضا أن نتائج ما حصلت عليه المرأة اختلفت من بلد إلى آخر وليس كما كان متوقعا، كالعادة دائما النساء تكون في مقدمة التضحيات ومقدمة المشاركات في الساحات".
وفي المغرب، صرحت عضو البرلمان فاطمة الضعيف لـ"راديو سوا" بأن المرأة في المغرب "ساهمت بشكل فعّال في إنجاز الدستور المغربي إبان ما سمي بالربيع العربي".
وأضافت أنه بعد إنجاز الدستور "ثمة موضوع تسعى إليه المرأة المغربية وهو تعجيل بإخراج الفصل 19 من الدستور المغربي الذي هو هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز التي تخدم المرأة المغربية".
وفي مصر، اعتبرت الدكتورة آمال عبد الهادي من مؤسسة المرأة الجديدة أن حقوق المرأة في تقدم رغم التحديات التي أفرزتها الثورات العربية والتي أتت بقوى محافظة إلى الساحة.
جدير بالذكر أن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان أصدرت قرارا في عام 1977 يدعو كافة الدول إلى اعتماد أي يوم في السنة للاحتفال بالمرأة، فوقع الاختيار على الثامن من مارس/آذار.