وقالت عضو المجلس الوطني السوري مرح البقاعي في مقابلة مع "راديو سوا" إن "الثوار ليسوا بحاجة في هذه المرحلة إلى أجهزة اتصال وبعض المواد الطبية التي أعلن الرئيس أوباما عن تقديمها".
وتابعت قائلة إنه "إذا كان يعتقد الرئيس أوباما أن هذا ما يحتاجه الثوار فهو مخطئ في قراءته للداخل السوري".
ومضت تقول "على كل حال ليست فقط أميركا التي اتخذت هذا الموقف من الثورة السورية، يبدو أن هناك توافقا وقرارا دوليا بالتعامل مع الثورة على أساس سياسي وليس على أساس الواقع الميداني".
اجتماع اسطنبول
وحول اجتماع اسطنبول الرامي إلى توحيد رؤى المعارضة السورية، قالت البقاعي التي تلقت دعوة للمشاركة في اللقاء، "إننا نريد من المعارضة أن تقف وقفة واحدة وموقفا واحدا من النظام ومن المجريات الدولية أيضا ويكون لها موقفها الموحد".
وأضافت الناشطة المقيمة في واشنطن "نحن نرى أن هناك مجريات دولية الآن وهناك مؤتمر أصدقاء سوريا 2 سيعقد في اسطنبول في الأول من ابريل/نيسان ويجب أن يكون لدينا رؤية موحدة".
يذكر أن الدعوة لاجتماع اسطنبول قد جاءت بمبادرة من تركيا وقطر التي تترأس الدورة الحالية للجامعة العربية.
وقالت الدعوة القطرية التركية للاجتماع المقرر عقده يومي الاثنين والثلاثاء القادمين إن الهدف هو مناقشة الرؤى من أجل سوريا حرة وديمقراطية والاتفاق على مجموعة من المباديء المشتركة لانتقال سياسي سلمي وتوحيد الصفوف حول المجلس الوطني السوري.
يذكر أن بعض الليبراليين والإسلاميين المستقلين المعارضين للنفوذ المتنامي للاخوان المسلمين كانوا قد انسحبوا من المجلس الوطني السوري الذي تأسس العام الماضي مما أثار الشكوك بشأن مدى قدرة المعارضة على تشكيل جبهة مشتركة ضد الأسد.
وكانت مصادر بالمعارضة السورية قد أكدت أن جامعة الدول العربية وتركيا تضغطان على المعارضة لتوحيد صفوفها قبل اجتماع "أصدقاء سوريا".
ومن المقرر أن تستضيف تركيا يوم الأحد المقبل الاجتماع الثاني لمجموعة "أصدقاء سوريا" من أجل التباحث في سبل مساعدة المعارضة السورية ووضع حد للقمع الذي يمارسه النظام.
وضم المؤتمر الأول في أواخر فبراير/شباط الماضي في تونس ممثلين عن ستين دولة عربية وغربية.
وثيقة الإخوان
من جهة أخرى، أشادت البقاعي بالوثيقة التي تقدمت بها جماعة الإخوان المسلمين السورية والتي تعهدت من خلالها بالالتزام بدولة مدنية تعددية وديموقراطية بعد الأسد، يحظى فيها جميع المواطنين بالمساواة بما في ذلك فرص الوصول إلى أعلى المناصب، فضلا عن احترام حقوق الإنسان والحريات.
وقالت البقاعي إن "هذه الخطوة زكية جدا لأن الإخوان المسلمين فعلا يعملون بشكل مؤسساتي ولديهم مؤسسة سياسية عمرها عشرات السنوات وهم منظمون جيدا والآن أطلقوا وثيقتهم في الوقت المناسب واستبقوا كل مجموعات المعارضة".
وأضافت أن "العلمانية هي مظلة تضم كل الأديان وكل المكونات السياسية ولا ترفض أي دين أو مكون سياسي طالما الدين ينفصل عن الممارسة السياسية، ومن هنا فإنني أنادي بإضافة مادة مهمة جدا إلى الوثيقة التي اطلقوها اليوم وهي مادة فصل الدين عن السياسة".
تركيا تغلق سفارتها
في سياق آخر، أعلنت تركيا إغلاق سفارتها في دمشق وتعليق جميع الأنشطة الخاصة بها في سورية.
ووفقا لمصدر دبلوماسي تركي فإن قرار إغلاق السفارة التركية اتخذ بعد تدهور الوضع الأمني في سورية، مشيرا إلى أن مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي غادر العاصمة دمشق.
وتابع المصدر نفسه أن القنصلية التركية العامة في حلب، كبرى المدن في شمال سوريا والقريبة من الحدود التركية، لا تزال مفتوحة.
وأشار مصدر قريب من الحكومة التركية إلى أن "إغلاق سفارتها سيوجه بالتأكيد رسالة سياسية قوية" إلى النظام السوري.
وحذت تركيا بذلك حذو العديد من دول الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بالإضافة إلى الولايات المتحدة وست دول خليجية.
ويأتي إغلاق السفارة التركية في سوريا بعد ساعات فقط على لقاء بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في صول حيث اتفقا على تقديم مساعدة "غير عسكرية" إلى المعارضة السورية من بينها معدات اتصالات.
يذكر أن 70 شخصا كانوا قد لقوا مصرعهم أمس الأحد بنيران الجيش والشرطة في عدد من المحافظات السورية بينهم ثلاثة أطفال، حسب تقديرات منظمات حقوقية سورية.
وتشهد سوريا منذ أكثر من عام احتجاجات شعبية لا سابق لها ضد نظام بشار الأسد الذي يلجا إلى قمع عنيف لهذه الاحتجاجات.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد قتل أكثر من تسعة آلاف شخص في أعمال العنف التي ينسبها النظام إلى ما يقول إنها مجموعات إرهابية تسعى إلى زعزعة الأمن في البلاد.