افتتحت القمة حول الأمن النووي بمشاركة قادة 53 دولة من بينهم الرئيس باراك أوباما الاثنين في صول على خلفية توتر مع كوريا الشمالية التي تعتزم إطلاق صاروخ إلى الفضاء على الرغم من التنديد الدولي، إضافة إلى استمرار الجدل حول ملف إيران النووي.
وقد تطرق الرئيس أوباما الإثنين في صول إلى خفض الترسانة النووية الأميركية بالاشتراك مع روسيا، في اليوم الأول لقمة حول الأمن النووي والإرهاب. ووجه أوباما في خطاب ألقاه أمام طلاب الاثنين قبل افتتاح القمة التي تستمر يومين، وجه رسالة إلى بيونغ يانغ من صول.
وقال "أريد أن أتوجه مباشرة إلى الزعماء في بيونغ يانغ. الولايات المتحدة ليس لديها نوايا عدائية تجاه بلادكم، نحن نريد السلام".
وأضاف "لكن ليكن من الواضح من الآن وصاعدا أن استفزازاتكم ومواصلة برنامجكم النووي لن تضمن لكم الأمن الذي تطلبونه"، مضيفا "لن تكون هناك مكافأة للاستفزازات. ذلك العهد انتهى".
وكانت كوريا الشمالية أثارت قلق الأسرة الدولية عندما أعلنت في 16 مارس/آذار عن عزمها إطلاق صاروخ بعيد المدى في أواسط ابريل/نيسان لوضع قمر اصطناعي مدني في المدار.
وأتى ذلك الإعلان بعد بضعة أيام فقط على تعهد بيونغ يانغ إزاء واشنطن بتعليق إطلاق الصواريخ وإجراء التجارب النووية ونشاطات تخصيب اليورانيوم لقاء الحصول على مساعدة غذائية أميركية. اتفاق أميركي - صيني
ومن جانبه أعرب الرئيس الصيني هو جينتاو الاثنين عن "قلق كبير" لمشروع كوريا الشمالية إطلاق صاروخ كما أفاد مسؤول أميركي، وذلك خلال لقاء مع نظيره الأميركي باراك أوباما، على هامش قمة حول النووي.
وصرح بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للصحافيين أن كوريا الشمالية كانت من أول المواضيع التي تطرق إليها المسؤولان خلال اللقاء، مضيفا أن "المسؤولين اتفقا على التعاون بشكل وثيق للرد على هذا الاستفزاز والإعراب عن القلق الكبير للكوريين الشماليين وإذا دعت الحاجة التفكير في الخطوات الواجب اتخاذها في حال أطلق الصاروخ".
وأضاف المتحدث أنه "نظرا إلى العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية ونفوذها على بيونغ يانغ اعتبر الرئيس من المهم العمل بشكل وثيق مع الصين وأن تنقل بكين رسالة حازمة إلى كوريا الشمالية".
وقال رودس إن الصينيين "قالوا لنا إنهم يأخذون المسألة على محمل الجد وأنهم نقلوا للكوريين الشماليين قلقنا".
تحذيرات كوريا الجنوبية واليابان
وحذرت صول الاثنين من أنها ستسقط الصاروخ في الجو إذا حاد عن مساره بعد إطلاقه فوق الأراضي الكورية الجنوبية. وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع "إننا نحضر سبل متابعة مسار الصاروخ وسنسقطه إذا حاد عن خطه المقرر فوق أراضينا".
ومن المفترض أن يتم إطلاق الصاروخ من قاعدة تونغتشانغ ري في أقصى شمال غرب كوريا الشمالية بين 12 و16 أبريل/نيسان في الذكرى المئوية لمولد مؤسس النظام كيم ايل سونغ.
وأوضح المتحدث أن صول تخشى أن القسم الأول من الصاروخ الذي من المفترض أن ينفصل عنه ويسقط في البحر الاصفر بين كوريا الجنوبية والصين، يمكن أن يسقط فوق أراضيها.
كما حذرت اليابان القلقة من إمكان تحطم الصاروخ أو أجزاء منه فوق أراضيها، من أنها ستنشر أنظمتها المضادة للصواريخ.
أوباما يحذر طهران
من جهة أخرى، حذر الرئيس الأميركي طهران مجددا من أنه لم يعد هناك وقت طويل كي تظهر إيران حسن نيتها وأن تحل بالطرق الدبلوماسية خلافها مع الغربيين حول برنامجها النووي.
وقال أوباما "لا يزال هناك وقت لحل هذا الأمر عبر الدبلوماسية، ولا أزال أفضل حل هذه المسائل بطريقة دبلوماسية" لكن "الوقت يضيق"، مضيفا أنه على إيران أن تتصرف بجدية.
وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في أن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني.
الحد من الأسلحة النووية
وأشار مسؤول أميركي إلى أن أوباما سيقدم اقتراحا جديدا للحد من الأسلحة النووية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد في مايو/أيار.
وقال هذا المسؤول إن أوباما سيسعى أيضا إلى متابعة المعاهدة من أجل تقليص الأسلحة الاستراتيجية ستارت الموقعة مع الرئيس الروسي الحالي ديمتري مدفيدف الذي سيعقد آخر اجتماع له مع الرئيس باراك أوباما الاثنين في صول.
وصرح أوباما أنه ومنذ القمة النووية الأولى في العام 2010 والتي كان الهدف منها الحؤول دون وقوع البلوتونيوم او اليورانيوم العالي التخصيب بين أيدي إرهابيين.
وأوضح أوباما أن "آلاف الكيلوغرامات من المواد النووية أزيلت من أماكن عدة في مختلف أنحاء العالم وهي مواد تشكل خطرا كبيرا لكنها في أمان الآن".