كثفت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد حملة القصف والمداهمات والاقتحامات لعدد من المدن، حيث أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية السبت أن القوات الحكومية تقوم بحملة أمنية في مدن وبلدات درعا في الجنوب، فيما اقتحمت دبابات الجيش بلدة سراقب بمحافظة إدلب شمال البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن بسقوط 20 قتيلا بأعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية اليوم السبت، كما قتل سبعة أشخاص في إطلاق نار من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ورصاص قناصة في أحياء الخالدية والإنشاءات وكرم الزيتون والبياضة في مدينة حمص بوسط البلاد.
ففي مدينة القصير، قتل ثلاثة بسبب إطلاق نار من رشاشات ثقيلة.
وفي سراقب التي تشهد مواجهات بين قوات النظام والمجموعات المنشقة، قتل ثلاثة من القوات السورية.
وفي درعا بجنوب البلاد، قتل مواطن من بلدة خربة غزالة إثر إصابته بإطلاق رصاص من حاجز عسكري.
وفي الحسكة قتل ثلاثة من القوات النظامية السورية إثر هجوم على قوات حرس الحدود.
كما أفاد المرصد بتعرض بلدة قلعة المضيق بريف حماة لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية.
وأعلن ناشطون عن مقتل تسعة مدنيين في سورية السبت خلال حملة مداهمات تقوم بها القوات السورية في بلدتي خربة غزالة بمحافظة درعا بجنوب البلاد، وسراقب بمحافظة إدلب شمال البلاد، وحي الخالدية بحمص.
الجيش يقتحم سراقب
كما اقتحمت القوات السورية صباح السبت مدينة سراقب المحاصرة منذ أشهر في محافظة ادلب بالدبابات، بحسب ما أفاد به ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب نور الدين العبدو لوكالة الصحافة الفرنسية إن "26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي وتمركزت فيها "، مضيفا أن "الجيش بدأ حملة تمشيط واعتقالات"، ومشيرا إلى "سماع أصوات انفجارات في المدينة، بينما لا يجرؤ احد على الخروج من منزله".
وقال ردا على سؤال إن الجيش السوري الحر "متواجد بكثافة في المدينة، إلا انه ينكفئ لدى اقتحامها ولا يهاجم القوات النظامية تجنبا لإيذاء المدنيين والتسبب بالدمار"، وبأنه ينفذ هجمات على القوات بعد انسحابها.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اقتحام "القوات العسكرية السورية لأحياء في مدينة سراقب ترافقها آليات عسكرية ثقيلة"، بالإضافة إلى حملة مداهمات واعتقالات.
وأفاد في بيان عن مقتل شخص "اثر إصابته بإطلاق رصاص" من هذه القوات.
من جانبها، أعلنت لجان التنسيق المحلية عن اقتحام مدينة بانياس الساحلية وسماع صوت إطلاق نار كثيف في المدينة.
مواصلة قصف حمص
في هذه الأثناء، واصلت القوات السورية قصفها لأحياء في حمص، بحسب ما أفاد به المتحدث باسم الهيئة العامة هادي العبد الله "راديو سوا":
"القصف بدأ منذ الصباح لأحياء الخالدية والبياضة والقصور من جهة أن محور هذه الأحياء متلاصقة مع بعضها، والمحور الثاني هو أحياء حمص القديمة والحميدية وباب الدريب والصفافة وباب تدمر، هذه الأحياء أيضا تتعرض للقصف العنيف جدا بمدافع الهاون منذ الصباح".
وقال العبد الله إن الهجمات على مدينة القصير في حمص مستمرة أيضا واضاف "مدينة القصير في ريف حمص على الحدود اللبنانية تتعرض هي وقراها للقصف المدفعي العنيف بالهاون لليوم الخامس على التوالي، الآن لدينا تسع مناطق وأحياء تم تهجير أهاليها منها، طبعا التهجير نوعين، هو تهجير هرب الأهلي من القصف العنيف، حيث يقوم النظام بقصف هذه الأحياء أو المناطق حتى يقوم الأهالي بتركها مجبرين بسبب القصف هربا من الموت، والآخر عندما يقتحم الجيش السوري أي منطقة ويدخلها يقوم بطرد الأهالي من منازلهم".
المؤتمر القطري للبعث هزيل
من جهة أخرى، قال عضو قيادة حزب البعث فرع ادلب محمد عبد الله الشيخ لـ "راديو سوا" إنه يستبعد أن يحقق المؤتمر القُطري الذي يعقده حزب البعث الحاكم في سورية قريباً أي نتائج تؤثر على الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد.
وأوضح الشيخ الذي انتخب للمشاركة في المؤتمر القطري المقبل وانشق مؤخراً عن الحزب "سيكون هزيلا كالمؤتمرات القطرية السابقة، أنا حضرت المؤتمر القطري العاشر السابق عام 2005 وكانت مقرراته رائعة وكانت تلبي طموحات الناس في داخل سورية، ولكن للأسف كل المقررات التي تحولت في غضون سنة إلى مراسيم دخلت أدراج القصر الجمهوري ولم تخرج منه إطلاقا. وتبين للجميع البعثيين وغير البعثيين بأن هذا النظام لا يمكن أن يصلح ذاته وإنما فقط يمكن أن ينتج ذاته، أي خطوة باتجاه الإصلاح هي انتهاء هذا النظام".
توحيد المعارضة
سياسيا، تجري مشاورات في تركيا بين أطياف المعارضة السورية من اجل التوصل إلى اتفاقات قبل اجتماع أصدقاء سورية المزمع عقده بداية الشهر المقبل.
ويقول عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية عمر مشوح في مقابلة مع "راديو سوا" إن المحاولات جارية لتحقيق هذا الهدف، مضيفاً "التحركات الأخيرة بالذات المعارضة، تتجه سواء على المستوى العسكري أو السياسي نحو التوحد وبلورة موقف موحد للمعارضة حتى تنتهي الأسطوانة التي يرددها الغرب وبعض الدول من قضية توحد المعارضة التي كانت شماعة تعلق عليها بعض الدول عدم الوقوف أو دعم المعارضة".
وتابع "هناك تحركات على المستوى السياسي والعسكري سواء داخل المعارضة أو حتى خارجها نحو جمع المعارضة تحت مظلة المجلس الوطني والخروج بوثيقة مبادئ موحدة، ومن لا يلتزم بهذه الوثيقة يعتبر خارج إطار المعارضة وخارج المجلس الوطني".
ناتو يجدد عدم تدخله في سورية
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن الحلف ليس لديه خطط للعمل في سورية، وقال في كلمة له الليلة الماضية أمام منتدى بروكسل:
"يؤسفني بشدة أن المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من الوصول إلى اتفاق يمكن أن يوجه رسالة قوية إلى القيادة في دمشق".
وأضاف المسؤول الدولي أن الأزمة السورية مختلفة عن نظيرتها الليبية، وهو موقف عبّر عنه راسموسن مراراً "اعتقد حقاً أن عدم وجود وحدة في مجلس الأمن الدولي قد بعث برسالة مؤسفة للغاية للقيادة في دمشق، ولذلك فقد خلصوا إلى انه يمكنهم الاستمرار في حملتهم ضد المدنيين".
أنان يصل الصين الثلاثاء
بدورها، أعلنت الصين السبت أن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي أنان سيصل إلى بكين الثلاثاء في زيارة تستغرق يومين لبحث الأزمة السورية.
ولم تحدد بكين الشخصيات القيادية التي سيلتقيها أنان خلال زيارته المرتقبة.
يذكر أن المبعوث الدولي المشترك سيبدأ اليوم زيارة إلى موسكو يلتقي خلالها الأحد الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
الزياني ينتقد تصريحات لافروف
وفي سياق منفصل، انتقد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف الزياني التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بشأن إغلاق سفارات دول المجلس في دمشق.
وقال الزياني إن تصريحات لافروف بأن مواقف دول المجلس غير مفهومة، تصريحات "غير موفقة" ولا تنسجم وروحيةَ الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وجامعة الدول العربية مؤخرا.
وتدعم دول مجلس التعاون الخليجي الست مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان في سورية.