أكدت الولايات المتحدة الأربعاء أنها تبدو في طريقها لتوقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع أفغانستان يحكم علاقتهما المستقبلية أثناء قمة لحلف شمال الأطلسي في أواخر مايو/أيار أو قبل القمة، وذلك وسط حالة من القلق التي تسود علاقة البلدين على خلفية حادثة مقتل 16 مدنيا أفغانيا على يد جندي أميركي في قندهار.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول "أحرزنا تقدما في الأسابيع القليلة الماضية" في إشارة إلى الاتفاق بشأن السجن.
وأضافت كلينتون "نتطلع إلى وضع اللمسات الأخيرة على ما يعرف اتفاقية المداهمات الليلية. هذه أمور معقدة لكننا نعمل على تذليلها. نفسح الطريق أمام اتفاق للشراكة الإستراتيجية".
ومضت المسؤولة الأميركية تقول "نود كثيرا جدا أن نكون في وضع يمكننا من توقيع مثل هذا الاتفاق. إما قبل قمة شيكاغو أو خلالها وأعتقد أننا في سبيلنا لعمل ذلك".
وكان مسؤولون أمريكيون وأفغان يحاولون التوصل من خلال التفاوض لاتفاق يحكم الوجود الأميركي في أفغانستان بعد المهلة التي تحل في 2014 لانسحاب معظم القوات القتالية التابعة لحلف الأطلسي على أن يتيح للمستشارين وربما لبعض القوات الخاصة البقاء.
ووقعت الدولتان في وقت سابق اتفاقا بشأن نقل سجن كبير تديره الولايات المتحدة للسلطة الأفغانية مما ترك المداهمات العسكرية للمنازل الأفغانية التي كانت تجرى ليلا باعتبارها النقطة الصعبة الأخيرة أمام التوصل لاتفاق.
المفاوضات مع طالبان
وفي سياق متصل أعلنت هيلاري كلينتون أن الباب ما زال مفتوحا أمام محادثات سلام حول أفغانستان مع حركة طالبان كانت طالبان علقتها الأسبوع الماضي.
وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة عازمة على إيجاد حل سلمي للنزاع في الوقت الذي تستعد فيه قوات الائتلاف الدولي للانسحاب من البلاد والذي يجب أن ينجز في العام 2014.
وأضافت كلينتون أن "طالبان هم الوحيدون القادرون على اتخاذ قرار بشأن أعمالهم. كنا واضحين، نحن مستعدون لاستئناف المحادثات وهدفنا هو فتح الطريق أمام محادثات كي يتمكن الأفغان من التفاوض في ما بينهم".
وشددت المسؤولة الأميركية على أن الولايات المتحدة لا تسمح بعودة الشروط التي كانت مفروضة على النساء من قبل حركة طالبان قبل الاجتياح الأميركي عام 2001، حيث لم يكن بإمكان النساء الذهاب إلى المدارس أو إلى مراكز العمل.
وأوضحت قائلة "لن نتساهل حول هذه النقطة. أي اتفاق سلام يستثني أكثر من نصف السكان الأفغان لن يكون سلميا. إنه مجرد وهم لن يدوم".
وأشارت المتحدثة إلى أنه "كي تكون هناك محادثات، يجب أن تقطع طالبان علاقاتها مع القاعدة وأن تتخلى عن العنف وأن تتقيد بالدستور الأفغاني وهذا الأمر يتطلب منهم احترام النساء وحقوق الأقليات".
وكان متمردو حركة طالبان الأفغانية قد أعلنوا في بيان الخميس الماضي تعليق المحادثات التمهيدية الجارية مع الولايات المتحدة لوضع حد للنزاع في أفغانستان، بسبب ما وصفوه بالموقف "المتذبذب" للأميركيين.