ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الشرطة في وقت سابق أن مراح، الجزائري الأصل البالغ من العمر 23 عاما، تراجع عن وعده بتسليم نفسه وأكد رغبته في الموت والسلاح بيده.
وألقى مراح بنفسه من نافذة في المبنى الذي كان يتحصن فيه، بعدما قاوم عناصر في قوات النخبة من شرطة مكافحة الإرهاب الذين اقتحموا شقته وسط إطلاق نار كثيف، حسبما قال وزير الداخلية الفرنسية كلود غيان.
وأضاف غيان إن مراح "قفز من النافذة وبيده سلاح وهو يواصل إطلاق النار، وعثر عليه ميتا أرضا".
وأفاد مراسل "راديو سوا" في باريس عزيز روحانا بأن الشرطة الخاصة "نزعت عند الفجر عبر قذائف خاصة شبابيك الشقة وتمكنت من إدخال كاميرا لمراقبة ما يحدث داخلها. وعندما شعر مراح بأن ساعته اقتربت أبلغ الشرطة أنه لن يستسلم وأنه مستعد للموت".
وقال المراسل إنه "عند الساعة 11 بالتوقيت الفرنسي اقتحمت فرقة أولى الشقة فخرج محمد مراح الذي كان مختبئا في الحمام مطلقا النار بكثافة ثم قفز من النافذة ووجد جثة هامدة على الطريق كما أعلن وزير الداخلية".
وأكدت الشرطة إصابة ثلاثة من أفرادها، أحدهم بجروح شديدة، أثناء اقتحامهم شقة المسلح الذي لديه سوابق إجرامية وسبق أن سجن في فرنسا، فضلا عن أنه تلقى تدريبا من طرف القاعدة في أفغانستان وباكستان، بحسب السلطات الفرنسية.
وكانت الشرطة قد أعلنت الأربعاء أنها استدعت والدة مراح للمساعدة في المفاوضات معه، فيما احتجزت شقيقه وشقيقتيه على ذمة التحقيق في قضايا الإرهاب.
وعن مصير العائلة قال مراسل "راديو سوا" إن شقيق المسلح يواجه هو الآخر تهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية بعد العثور على متفجرات في سيارته، فيما قالت الشرطة إنه بإمكانها احتجاز أمه وشقيقتيه لمدة أربعة أيام لأن القضية تتعلق بالإرهاب ولكن دون أن تكون هناك أي تهمة أو شبهة موجهة إليهن.
أما عن رأي الشارع الفرنسي، فقال مراسل "راديو سوا" إن رجال الدين من الطوائف الثلاث الكبرى في البلاد وخاصة اليهود والمسلمين، أظهروا تضامنا ووحدة وطنية، وأجمعوا على أنه لا يجب إقامة لغط حول هذا الموضوع ولا يجب الخلط بين المسلمين وبين الإرهابيين.
وعلى الصعيد السياسي، أفاد المراسل بأن هناك ارتياحا للطريقة التي تمت بها معالجة القضية خصوصا لما قام به رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي، والذي قد ينعكس إيجابا على شعبيته قبيل الانتخابات المقرر عقدها في الشهر القادم.
في المقابل انتقدت المعارضة السلطة للسماح بدخول السلاح إلى الأراضي الفرنسية بهذه الكثافة معتبرة أن السلاح بات بمتناول الجميع، على حد وصفها.
يذكر أن مراح، الذي أعلن إثر تضييق الخناق عليه أنه من القاعدة، كان مشتبها به في عمليات قتل سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان منذ الـ11 من الشهر الجاري.
وقتل أول الضحايا وهو مظلي يدعى عماد بن زياتن في كمين نصبه رجل يركب دراجة نارية في تولوز أعطاه موعدا لبيعه دراجة نارية، فيما قتل مظليان آخران هما عبد الشنوف ومحمد لقواد وأصيب ثالث بجروح خطيرة في مونتوبان على أحد أرصفة تلك المدينة في الـ15 من مارس/آذار.
يشار إلى أن الجنود الثلاثة القتلى من أصول مغربية، فيما قتل ثلاثة أطفال وحاخام يهودي أمام مدرسة يهودية في تولوز في آخر الاعتداءات يوم الاثنين الماضي.