وفي هذا السياق قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية ادواردو ديل بوي في مؤتمره الصحفي في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك: " أبدى الأمين العام تقديره للرسالة الواضحة والموحدة التي صدرت عن المجلس، في سياق دعم جهود السيد أنان من أجل وضع حد فوري لجميع أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية ، وتسهيل إجراء حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية والمعارضة السورية بكامل أطيافها."
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن بان كي مون كرر مطالبته بضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية:"يضم الأمين العام صوته إلى مطالبة مجلس الأمن، الحكومة السورية والمعارضة من أجل العمل بحسن نية مع المبعوث الخاص المشترك من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية، والتنفيذ الكامل والفوري لاقتراح النقاط الست المبدئية التي قدمّها إلى السلطات السورية."
من جانب آخر، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان الأربعاء في جنيف، إن كوفي أنان متشجع بالدعم الموحد لمجلس الأمن الدولي لجهوده.
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد الأربعاء بيانا رئاسيا يطالب الحكومة السورية والمعارضة بالعمل فورا على تطبيق خطة السلام التي عرضها كوفي أنان.
الصين تشيد بالبيان
من جهة أخرى، أشادت الصين بالبيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي الأربعاء بشأن سورية، ووصفته بأنه خطوة ايجابية باتجاه التوصل إلى تسوية سياسية للازمة في سورية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الحكومية عن مندوب الصين الدائم في الأمم المتحدة قوله إن الصين حثت سورية على دعم مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان والتنسيق معه، ووقف العنف فورا، وإبداء الإرادة السياسية وإطلاق الحوار السياسي بالسرعة الممكنة.
وكانت روسيا والصين قد وافقتا على النص الذي قدمته فرنسا ويقدم دعما قويا لكوفي أنان والخطة المؤلفة من ست نقاط التي كان عرضها خلال محادثاته مع الرئيس السوري في دمشق في وقت سابق هذا الشهر.
ويدعو بيان مجلس الأمن الدولي الحكومة السورية والمعارضة إلى العمل بحسن نية مع كوفي أنان لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وإلى التطبيق الكامل والفوري لخطته.
تغير في الموقف الدولي
في هذا الإطار يقول المفكر السوري ميشيل كيلو إن في المصادقة على البيان مؤشرا دوليا ايجابيا للتوافق على الأزمة السورية. وأضاف لـ "راديو سوا":
"هذا يدل على تغير في الموقف الدولي وأن العالم عنده حد أدنى للتفاهم على وضع حد للأزمة السورية وأن مبادرة كوفي أنان التي رفضها النظام أصبحت فعليا مبادرة تحظى بدعم دولي وأن من وراءها دعما دوليا موحدا، وهذا يدل على تغيير في الموقف الروسي والصيني، وهو تغيير جيد في الموقف الروسي والصيني لمصلحة الشعب السوري حاليا وبالنهاية لمصلحة حل سياسي في سورية، وأن العالم مل من هذه الأزمة، والعالم خائف من هذه الأزمة والعالم ملّ من الطريقة التي يعالج بها النظام هذه الأزمة".
ارتفاع حصيلة القتلى
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا في أعمال عنف في سوريا الأربعاء، بينهم خمسة في القصف على حي الخالدية في حمص.
في حين أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا إلى ما لا يقل عن 65 شخصا معظمهم في حمص، بينهم 9 أطفال و10 نساء.
من جهتهم، أفاد ناشطون سوريون بان القصف على إحياء البياضة والقصور المجاورين للخالدية قد توسع.
وتجاوز عدد ضحايا العنف في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام التسعة آلاف غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
حركة تركمانية سورية
هذا وقد تم الإعلان في اسطنبول عن تأسيس الحركة الديموقراطية التركمانية السورية، كممثل وحيد لتركمان دمشق وحلب وحمص واللاذقية والقنيطرة بزعامة" بكير أطاجان" ومعاونه" زياد حسن".
وقد أعلنت الحركة الديمقراطية التركمانية السورية فور تأسيسها انضمامها إلى المجلس الوطني السوري المعارض تحت شعار" لا لتقسيم سوريا، نعم لوحدة الشعب السوري" كما أعلنت دعمها لخيار الشارع السوري الذي يطالب بالتدخل العسكري لإنهاء نظام الأسد والتحول نحو المجتمع الديموقراطي الحر.
وأكدت الحركة أيضاً أنها تقف على مسافة متساوية من جميع أطياف المعارضة ومن جميع المكونات العرقية والمذهبية. وكانت قد اشترطت أن يحصل التركمان في المجلس الوطني على أربعة مقاعد، واحد منها في المكتب التنفيذي والثلاثة الأخرى أعضاء في المجلس.
هل القوة وحدها تقضي على العصيان ؟
هذا وقد قال محللون ودبلوماسيون على إطلاع بالانتفاضة الشعبية في سورية إن هذا البلد أصبح يعاني من وضع مشؤوم تشوبه أعمال عنف وقوة نيران كثيفة واستعداد للقتل تُمكن الرئيس بشار الأسد من الاحتفاظ بالسلطة لأشهر وربما لسنوات والحيلولة دون تمكين المعارضة من السيطرة على البلد وعدم السماح لها بالتقاط أنفاسها لتتمكن من تكوين زعامة متماسكة فعالة.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر الأربعاء عن محللين سوريين وإقليميين قولهم إنه من غير المرجح أن تقضي القوة وحدها على عصيان غير متوقع وآخذ في الانتشار حتى مع استخدام النظام قوة كاسحة ضد مراكز المقاومة مثل حمص وادلب ودرعا. كما أن هناك مناطق واسعة تعتبر معادية لقوات الحكومة السورية وتمكن المهاجمون من ضرب مراكز السلطة حتى في العاصمة دمشق.
"لا يلوح في الأفق أي حل"
وقال المحللون إنه مع سفك مزيد من الدماء تعطلت الدبلوماسية في الوقت الذي يرفض فيه الجانبان التفاوض بحيث أصبح لا يلوح في الأفق أي حل لهذه الأزمة، مما جعل سوريا تخرج عن مسار الدول الأخرى التي عصف بها الربيع العربي.
وقالت الصحيفة إن معظم السوريين يقولون إن الرئيس الأسد لا يمكنه المجازفة بوقف إطلاق النار كما أنه لا يستطيع قط أن يعود ليحكم البلاد كما كان الوضع في السابق حيث نجمت سلطته من التكامل الطائفي ومصالح رجال الأعمال والخوف. وإذا ما استمر في أعمال القمع فإن العديد من السياسيين على اختلاف انتماءاتهم يقولون بكل تأكيد إن المواطنين السوريين سيطالبون برحيله.
وقال مهندس مسيحي رفض الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، من بين العديد من الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات في الفترة الأخيرة في الجزء القديم من العاصمة دمشق " سنرى ملايين المحتجين وليس المئات يتدفقون إلى الشوارع وأن النظام يعلم ذلك".
ومضت الصحيفة إلى القول إن المسؤولين الأمنيين الذين قد يفكرون بالإطاحة به الآن يرون أن مصيرهم مرتبط به، وإن الشعب السوري الذي عانى الأمرين لا يمكنه القبول بانقلاب وحسب، بل إنه سيسعى إلى إسقاط النظام الأمني برمته وربما إلى الانتقام.