من رحم المصاعب ولدت سوا. هجمات سبتمبر قبل عام، وحربٌ في العراق مقبلة. لكننا استقبلنا نبأ الإذاعة الجديدة بدون حماسة، بل بتردد وتوجس.

كنا تتلمذنا في صوت أميركا، التي انبثقت منها سوا، على أيدي صحفيين مخضرمين. اللغة عربية خالصة، البرامج هادفة ودقيقة، والتقديم جاد وذو مصداقية. نراعي موضوعية الأخبار وتوازنها وصدقها سواء أكانت أخبار جيدة أو سيئة.

هل ستتقيد "سوا" بهذه المبادئ؟ كيف نحافظ على المصداقية ونحن نذيع نشرات موجزة في بحر من الأغاني العربية والأجنبية التي لا تتوقف؟ الإيقاع سريع وصاخب، الأغاني غريبة على أسماعنا، تسمع واحدة وكأنك سمعتها جميعا...أين هي ست الكل والعندليب الأسمر ومحمد عبد الوهاب؟ حتى اسم الإذاعة سريع ومختصر. أين "سوا" من "إذاعة صوت أميركا"؟... والإعلانات القصيرة تصدح بلهجات محلية دلوعة....كيف سيفهمها المستمع في صعيد مصر، في غزة أو في ليبيا؟

زملاؤنا في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية لم يتركونا وحالنا وانقضّوا على "سوا" كالنسر الجارح، مشككين في كل النوايا والدوافع.

أما عن الإدارة الجديدة فحدّث. المدير شاب غرّ أصغر سنا من أبنائنا يتنطط في غرفة الأخبار ويسبّ ويلعن كلما حدث خلل فني أو عندما حاولنا رفض الإنتقال من مكاتبنا الخاصة الى "خليج" الأخبار. وبدورنا نحتج لمجرد أن مفتاح حرف "الذال" اختلف مكانه بين مفاتيح لوحة الطباعة الجديدة عما كان عليه في لوحتنا القديمة..... في الحقيقة كنا نخشى التغيير ونهابه!

هذا المدير، أدركنا فيما بعد أنه من طلائع جيل جديد لا بد أن نسلـّم عصا السباق لأمثاله، وأن علينا أن نلحق بركب التكنولوجيا الرقمية والأساليب الحديثة وإلا فاتنا قطار التطور المذهل في عالم الاتصالات.

ومع إننا استقبلنا نبأ إنشاء سوا في 2002 كالحمـْـل ِ غير المتوقع. إلا أننا عندما شاهدنا الوليد نسينا أي شعور بالرفض أو القلق وأخذناه من يده نعلـّمه أولى الخطوات ونعمل ما بوسعنا لنتيح له فرص النمو والنجاح.

وربما أفضل اعتراف بالتميـّز هو العدد الكبير من الإذاعات التي أخذت تقلـّد راديو سوا. و صناع القرار في كثير من الدول العربية يستمعون إلينا بانتظام، يأخذون أخبارنا على محمل الجد، ويشيدون بجرأة مراسلينا الذين يتجشمون المصاعب لجلب الخبر من مكانه كما هو بدون رتوش وبحرية كاملة، نعم حرية كاملة وشفافية.

أسرة سوا آخذة في الاكتمال. ينضم إليها أعداد من الصحفيين والفنيين والمراسلين الممتازين كل عام. كما إنها تواكب التطورات، فأحدث إضافة إلى سوا هو قسم التواصل الاجتماعي الذي يرعى "صحافة المواطن" وينشر رسالتنا وأخبارنا على تويتر ويوتيوب وفيس بوك. وموقعنا الجديد على الإنترنت قادم عما قريب، هذا وعد منا. وهل من مزيج أفضل من سنوات الخبرة العريقة والتطورات المعلوماتية وروح الشباب الواعد؟

وأخيرا، كما في البداية ودائما، الفضل يعود إلى كل من أسهم في تأسيس هذه الإذاعة الوليدة ورعاها وسهر الليالي ليحافظ على مصداقيتها ولينقل الأخبار حية إلى المارد العربي الذي خرج من قمقمه وأزاح الغبار عن روحه ليقشع الغمامة ويطالب بالعزة والكرامة والحقوق المشروعة.

ونتعهد أن نواصل المسيرة على مدى السنوات العشر المقبلة والتالية، وأن نواكب التطورات الرائدة في مجال الإعلام الحديث، وأن نواصل الريادة والمنافسة المهنية الشريفة والفاعلة.

مها الحلبي ربيع مديرة التحرير

المزيد

 

تأتي عمليات الاحتيال على غفلة وفي وقت غير متوقع، ويقع في شراكها الناس من مختلف والأعمار ومستويات الدخل والجنسيات.

ويرى دارسون لهذا الظاهرة المرفوضة والمنبوذة، أن الاحتيال او المحتال انما هو نتيجة تنامي القيم المادية على القيم المجتمعية والثقافية والمصلحة العامة.

ومايجب ان نعرفه أن كل شخص منا معرّض لعمليات الاحتيال، التي عادة ماتنجح  لأنها تبدو حقيقية للمُستغفل في غالب الاحيان.

فأساليب عصابات النصب والاحتيال في العراق مثلا ، تطورت بشكل لافت مؤخراً للإيقاع بالضحايا، عبر طرق قد لا تخطر على بال احد ومنها التمثيل.

ويستغل المحتالون ايضا التقنية الحديثة، ومواقع التواصل لخلق قصص يمكن تصديقها من شأنها إقناعك بتقديم مالك أو تفاصيلك الشخصية.

وينتحل المحتالون صفة موظفين حكوميين، ويطلقون ادعاءات كاذبة أو يستخدمون تهديدات بفرض غرامات مثلاً والاعتقال لإخافة ضحيتهم وحملهم على دفع المال... فهل وقعتم في شراك عملية احتيال؟ وماهي برأيكم اسباب الاحتيال وهل لها علاج؟