نقلت وكالة سانا السورية الرسمية الأربعاء أن تفجيرا "انتحاريا" استهدف مساء الثلاثاء قوات لحفظ النظام في ريف درعا (جنوب البلاد) قتل وجرح عدد من المدنيين وعناصر من قوات حفظ النظام.
وقالت الوكالة: "فجر إرهابي انتحاري مساء أمس سيارة مفخخة بقوات حفظ النظام قرب مفرق الجيزة طريق بصرى المسيفرة بريف درعا، مما أدى إلى استشهاد عدد من قوات حفظ النظام والمدنيين وجرح آخرين".
وأشارت الوكالة إلى أن التفجير "أدى إلى تصدع وتضرر بعض الأبنية المحيطة وحدوث حفرة بقطر نحو مترين بمكان الانفجار".
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع الانفجار، مشيرا إلى عدم حصوله على تفاصيل إضافية.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية أن جنديين من الجيش النظامي السوري قتلا في تفجير عبوة ناسفة استهدف صباح الأربعاء شاحنة عسكرية في طريق السد في مدينة درعا.
وفي محافظة حماة، ذكر المرصد أن مجموعات مسلحة منشقة أطلقت قذيفة آر بي جي على ناقلة جند مدرعة للقوات النظامية قرب بلدة قلعة المضيق، ما أدى إلى مقتل جندي وإعطاب الآلية.
قصف عنيف في حمص
يأتي ذلك فيما تعرض حي الخالدية في مدينة حمص في وسط سورية لقصف عنيف من قوات النظام لليوم الثاني على التوالي، بحسب ما أفاد الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان القصف على الحي تسبب الثلاثاء بمقتل 14 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال العبد الله إن حي الخالدية متاخم لأحياء البياضة والقصور والوعر، وان آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن أحياء منكوبة أخرى في حمص مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب لجأوا إلى الخالدية ومحيطها.
وقال: "في كل منزل في الخالدية، تقيم أربع أو خمس عائلات. كما أن المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الأبنية التي كانت قيد البناء، سكنت فيها عائلات".
وأضاف أن "الخالدية هي الجبهة الأخيرة" في المدينة، معربا عن أمله بأنها ستصمد أمام محاولات اقتحامها.
وذكر المرصد السوري أن شابا قتل برصاص قناصة في حي الخالدية الأربعاء.
وأعلن المركز الإعلامي السوري أن قوات موالية للرئيس بشار الأسد استهدفت اليوم لمدة ثلاث ساعات معظم أحياء مدينة الرستن الواقعة شمال حمص وسط سورية.
وقال ناشطون إنهم عثروا على نحو 40 جثة في حي الرفاعي في مدينة حمص.
فيما أكد ناشطون أن تعزيزات عسكرية أرسلت إلى مدينة دير الزور القريبة من الحدود على العراق بعد ساعات من انسحاب المنشقين منها.
بان كي مون يتوقع عودة عنان
على الصعيد الدولي، توقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء في جاكرتا عودة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان إلى سورية قريبا جدا.
وقال بان كي مون خلال زيارة إلى إندونيسيا ضمن جولة آسيوية إن عنان أطلع مجلس الأمن الجمعة على الوضع "وأتوقع أن يعود إلى دمشق قريبا جدا".
وتابع: "إنني على اتصال مستمر معه ومع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وقادة آخرين من المنطقة وسواها".
وزار عنان سورية في 10 و11 مارس/ آذار وعرض على الرئيس بشار الأسد "سلسلة اقتراحات ملموسة" سعيا لوقف أعمال العنف المستمرة منذ أكثر من سنة غير أنه لم يتوصل إلى اتفاق.
وأرسل فيما بعد خمسة خبراء دوليين موجودين حاليا في سورية.
كما دعا بان كي مون مجددا الأسرة الدولية "للتكلم بصوت واحد" ولا سيما من أجل تقديم مساعدة إنسانية "فورية" لضحايا أعمال العنف في سورية.
وقال بان كي مون في كلمة ألقاها في جاكرتا "حددنا لأنفسنا ثلاث أولويات. أولا النهاية الفورية لأعمال العنف، كل أعمال العنف، ثم بدء حوار سياسي لا يستبعد منه أحد من أجل تحديد مستقبل سورية مثلما يريده المدنيون. وثالثا علينا أن نقدم مساعدة إنسانية فورا وبصورة عاجلة".
وتابع مفتتحا قمة حول الدفاع في إندونيسيا: "أدعو قادة العالم إلى توحيد صفوفهم للتكلم بصوت واحد".
وأنهى أعضاء مجلس الأمن الـ15 مساء الثلاثاء مناقشاتهم حول مشروع إعلان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة الموفد الدولي والعربي إلى سورية كوفي عنان من دون التوصل إلى اتفاق رسمي وعلى أن ترفع لهم نسخة معدلة لتبنيها على الأرجح الأربعاء.
وتهدف مسودة الإعلان الرئاسي إلى دعم وساطة عنان والضغط على دمشق وقد اصطدمت بتحفظات روسية.
إلا أن فهد المصري المستشار الاعلامي للمجلس العسكري الأعلى لتحرير سوريا فقد قال إنه لا يتوقع تحقيق تقدم في مهمة عنان، مضيفا لـ"راديو سوا":
"المشكلة قائمة في بنية النظام السوري غير القابل للإصلاح وبالتالي لا يمكن القول إن مهمة السيد عنان ستكلل بالنجاح. نحن توقعنا الفشل منذ تسمية كوفي عنان كمبعوث أممي إلى سوريا. وهو سيصل إلى طريق مسدود ولن يحقق شيئا ".
منع انتشار التظاهرات في دمشق
من جانبها، قالت رفيف جويجاتي المتحدثة باسم لجان التنسيق المحلية إن النظام السوري يحاول جاهدا منع انتشار التظاهرات في دمشق ومع ذلك هناك إصرار من قبل الناشطين على الاحتجاج، مضيفة لـ"راديو سوا":
"هناك تنسيق معقول بين المتظاهرين. ويحاول الناشطون التواصل قدر الإمكان وبالوسائل المتاحة. وهناك إجماع وطني على التحرك. الكل يعلم جيداً ما يحدث في البلاد والجميع يريد الخروج للاحتجاج. وثمة اتصالات على مستوى تحديد موعد التظاهرات والشعارات المرفوعة لكن بالإجمال هي عفوية، ولا يمكنني القول حتى الآن إن كان قد تم الإعداد لهذه المواجهات المسلحة مسبقا أم لا".
وقالت جويجاتي في لقاء مع "راديو سوا" إن العنف الذي تمارسه قوات الرئيس الأسد يقود إلى انتشار التذمر بين سكان العاصمة.
وأضافت قائلة: "حرستا ضاحية سكنية تقع قرب دمشق وكانت من بين الأحياء الأولى في العاصمة السورية التي انضمت إلى الثورة. وقد شارك المدنيون هناك على نحو متواصل في التظاهرات منذ البداية، وأدى رد الحكومة العنيف إلى المزيد من المظاهرات. أستطيع أن أقول إنه كلما زاد عنف الحكومة، كلما زاد انتشار الاحتجاجات في الأحياء المجاورة لحرستا".
وقد توقع المعارض السوري محمود مرعي ارتفاع وتيرة المواجهات في دمشق، معللا ذلك بالقول لـ"راديو سوا":
"ربما تكون هناك مناطق منعزلة عن بعضها البعض بسبب عدم وجود أي مساعدة خارجية حقيقية، الجيش الحر وشباب الثورة يعتمدون حتى الآن على الذات في أغلب الأحيان. ولذلك جرت تحضيرات من قبل تنسيقيات ومن قبل ضباط كبار انشقوا عن الجيش السوري في المناطق حول دمشق وفي دمشق. هؤلاء الضباط استطاعوا أن يعطوا فكرة حقيقية عن الجيش السوري وقوات الشبيحة لأنهم يفهمون نقاط الضعف في الجيش السوري، ولذلك استطاعوا أن يضربوا نقاط الضعف الحساسة".
وقال ملهم الجندي عضو المجلس الوطني السوري إن دمشق في موقف حرج سياسيا متهما النظام السوري بالوقوف وراء تفجيري السبت الماضي في العاصمة.