رفعت السلطات الفرنسية الثلاثاء مستوى التهديد الإرهابي في منطقة الجنوب وجبال البرينيه إلى الدرجة القصوى في خطوة غير مسبوقة، وذلك في أعقاب هجوم مسلح على مدرسة يهودية في مدينة تولوز أودى بحياة أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال.
وبدأت أجهزة الأمن الفرنسية في تطبيق خطة "فيجيبيرات" لمكافحة الإرهاب بحثا عن المهاجم المجهول الذي لاذ بالفرار.
وألغى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رحلاته في مختلف أنحاء البلاد المقررة الثلاثاء، التي يقوم بها في إطار حملته الانتخابية، كما ألغى لقاءاته مع الناخبين، على أن يشارك في مراسم تكريم ذكرى الضحايا في إحدى مدارس باريس، وسيلتقي أيضا ممثلين عن الجاليتين اليهودية والمسلمة في البلاد.
ومشطت الشرطة الفرنسية الثلاثاء جنوب غرب البلاد بحثا عن مسلح قتل يوم الاثنين ثلاثة أطفال وحاخاما يهوديا أمام مدرسة يهودية في تولوز.
وأرسلت السلطات الأمنية أكثر من 100 ضابط شرطة إلى المنطقة لملاحقة المسلح، الذي مشتبه به أيضا في مقتل ثلاثة جنود في واقعتي إطلاق نيران منفصلتين الأسبوع الماضي في مدينة تولوز وبلدة مونتوبان القريبة.
وتشهد مدينة تولوز إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشر حراس في المواقع الدينية في المنطقة ورفع مستوى الخطر الإرهابي إلى اللون القرمزي وهو ما يعني خطر "هجوم وشيك".
وصرح ساركوزي بأن الهجوم على المدرسة اليهودية والجنود يحركه فيما يبدو العنصرية، مضيفا أنه "في الهجوم على مدرس وأطفال يهود هناك فيما يبدو دافعا واضحا لمعادة السامية. ومع الجنود...نتصور أن الجنون المتعطش إلى الدم له صلة بالعنصرية".
ولم تكشف الشرطة الفرنسية عن هوية المشتبه به لكنها قالت إنها تبحث في مدينة تولوز التي يقطنها مليون نسمة عن رجل يعتقد أنه قناص متدرب وعن دراجة نارية طراز ياماها فر بها.
وكان المسلح يرتدي خلال الهجوم الخوذة التي يرتديها راكبو الدراجات النارية مما حجب وجهه جزئيا. وسقط في الهجوم على المدرسة اليهودية حاخاما عمره 30 عاما وطفليه وهما في الرابعة والخامسة إلى جانب طفلة عمرها سبع سنوات.
الحاخام ليس إسرائيليا
وفي هذه الأثناء أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية الثلاثاء أن جوناثان ساندلر استاذ الدين اليهودي الذي قتل في حادث إطلاق النار هو مقيم دائم في إسرائيل ولا يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وقالت سابين حداد وهي متحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الأب لا يحمل الجنسية الإسرائيلية بل يتمتع بوضع مقيم دائم".
وأضافت المتحدثة قائلة "وضع المقيم الدائم لديه نفس الحقوق والواجبات كتلك التي يتمتع بها المواطن الإسرائيلي" باستثناء التصويت في الانتخابات.
وكان مقربون من ساندلر في القدس ووسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشاروا في بداية الأمر إلى أنه يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية.