وفيما يتوقع توجيه التهم الرسمية إلى بيلز خلال الأيام القادمة، برزت مؤخرا نظرية تتحدث عن إصابة الجندي الذي خدم في الجيش لعشر سنوات، بالجنون جراء تعرضه للضغوط سواء كانت من خلال العمل داخل الجيش أو من ضغوط عائلية.
وقال مؤسس جمعية قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان بول رايكوف إنه لا يستطيع أن يتخيل إمكانية تبرير أي عمل من هذا القبيل، وأضاف "لقد خدم أغلب قدامى المحاربين في ظروف بالغة الصعوبة لكنه لا يمكن تفهم تصرفات هذا الجندي الشارد الذي قام بما يظهر أنه جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد ضد المدنيين".
وقال رايكوف إنه لا ينبغي الإسراع في استنتاج أسباب ما حدث وقول "هذا أمر لا نعرف سببه حاليا ولذا نحث الناس على عدم الإسراع في التوصل إلى استنتاجات كما نحثهم على عدم القفز إلى قولبة الأشخاص مثل القول إن كل قدامى المحاربين يعانون من مشاكل نفسية".
وأضاف رايكوف إنه ليس من الحقيقة في شيء أن كل من حارب في العراق أو في أفغانستان يعاني من مشاكل قد تعوقه عن التعامل مع المجتمع.
واستطرد أن "هناك الكثير من الجنود الذين ذهبوا إلى العراق وأفغانستان عدة مرات ونحن نتحدث عن نصف مليون جندي وأغلبهم عاد إلى البلاد ويعيشون بشكل عادي لكن البعض لا يستطيع ذلك".
ورغم الأثر الذي خلفه حادث إطلاق الجندي الأميركي النار على المدنيين الأفغان، وحادث إحراق المصحف الشريف في إحدى القواعد الأميركية وما سببه ذلك من توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان، طالب السناتور المجهوري جون ماكين الرئيس أوباما بالمحافظة على سير الأحداث كما هي بدون التعجل لاسيما فيما يتعلق بموعد سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقال السناتور في لقاء تلفزيوني مع شبكة تلفزيون NBC "كل ما نسمعه هو الحديث عن الانسحاب، فكيف يمكن تحقيق هذا الانسحاب؟ وماذا عن الالتزام والتعهد بتحقيق النصر".
وأضاف ماكين "لقد حققنا النجاح في الميدان في أفغانستان، ونحن نسيطر على المناطق الرئيسية في البلد، إذا كان الرئيس يود التعجيل بسحب قواتنا فيمكن تحقيق ذلك بعد وجود حكومة مستقرة في كابل".
يذكر أن الجندي الأميركي غادر قاعدته في ولاية قندهار فجر يوم الأحد 11 مارس/آذار وهو مدجج بالسلاح واقتحم ثلاثة منازل في قرى مجاورة فقتل 16 مدنيا أفغانيا بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء قبل أن يحرق جثثهم. وجاء ذلك الاعتداء بعد أسابيع قليلة فقط من إحراق جنود أميركيين نسخا من القرآن الكريم في قاعدة باغرام، مما أثار موجة من التظاهرات والهجمات ضد القوات الأجنبية أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.