وقال المجلس في بيانه إنه يتهم "عصابات الأسد بالوقوف وراء التفجيرات كمحاولة يائسة لتضليل الرأي العام ولترويع أبناء دمشق وحلب خصوصا بعد تصاعد الحركة الاحتجاجية في المدينتين".
وطالب المجلس المجتمع الدولي "بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن مسؤولية عصابات الأسد عن تلك التفجيرات وجميع العمليات الإرهابية على الأراضي السورية".
كما طالب المجلس بتدخل دولي "عاجل وفوري لوقف جرائم النظام التي باتت تستهدف جميع المؤسسات وكافة أبناء الشعب السوري".
وكان عضو المجلس سمير نشار اتهم في وقت سابق النظام السوري بالمسؤولية عن التفجيرات وذلك "لترويع" الحركة الاحتجاجية. وقال: "أعتقد أن النظام يشعر بالتحولات التي تجري في حلب وفي سورية عموما، على مستوى رجال الأعمال وعلى مستوى الأقليات، وهو يريد تخويفهم وردعهم عن المشاركة في الاحتجاجات".
ورأى أن النظام يقدم على هذه التفجيرات "ليقول للناس إن البلد تذهب إلى الفوضى والتفجيرات".
واعتبر نشار أن التفجيرات هذه "رسالة أيضا إلى الخارج مفادها أن تنظيم القاعدة وصل إلى سورية وبدأ العمل .مشيرا إلى أن القاعدة وأمثالها يصدرون بيانات على مواقعهم المعتمدة يفخرون فيها بعملياتهم وهو ما لم نره في التفجيرات السابقة".
انفجار وعمليات عسكرية
ميدانيا، سقط عدد من القتلى والجرحى الأحد في انفجار وقع قرب مركز أمني في حلب، فيما شهدت أنحاء عدة من سورية عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين عشية توجه البعثة الأممية المفوضة من المبعوث الدولي كوفي أنان لإجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان: "استشهد ثلاثة مواطنين، وأصيب أكثر من 25 بجراح في انفجار سيارة مفخخة في حي السليمانية بحلب قرب فرع الأمن السياسي".
وتحدثت قناة الإخبارية السورية عن "انفجار سيارة مفخخة خلف بريد السليمانية بين بناءين سكنيين". وأعلن التلفزيون السوري مقتل وجرح عدد من الأشخاص دون تحديد الحصيلة.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم تنسيقيات حلب محمد الحلبي أن "الانفجار وقع في محيط فرع الأمن السياسي في حلب، تبعه إطلاق نار كثيف جدا".
ويأتي ذلك غداة وقوع انفجاريين انتحاريين قرب مركزين أمنيين في دمشق أسفرا عن مقتل 24 شخصا وجرح 140، بحسب وزارة الداخلية.
جاكوب كيلنبرغر يتوجه إلى موسكو
وإلى ذلك يتوجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى موسكو حيث سيجري محادثات تتعلق بالوضع الأنساني في سورية، وفقا لما أعلنته اللجنة الأحد.
وقال البيان إن "كيلنبرغر سيقوم بزيارة من يوم واحد سيلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 19 من الشهر الجاري".
وأضاف بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "كيلنبرغر يتوجه إلى موسكو للتحدث عن مخاوف اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشأن الوضع الإنساني في سورية وليوضح العمل الذي قامت به اللجنة والهلال الأحمر السوري منذ بداية الاضطرابات".
وتأتي هذه الزيارة في حين "يتفاقم الوضع الإنساني في سورية"، وفقا للمنظمة.
وأعلن كيلنبرغر بحسب ما جاء في البيان أن "الوضع الإنساني في حمص وإدلب ودرعا وفي بقية المناطق المضطربة يبقى صعبا للغاية وقد يتفاقم. الناس يعانون منذ أشهر عدة في بعض المناطق وخصوصا النساء والأطفال".
وأضاف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "وقفا لإطلاق النار من ساعتين يوميا على الأقل أساسي للسماح بإجلاء الجرحى"، مطالبا بالتزام واضح من جانب كل الأطراف المعنية بهدف وضع حد للمعارك والتمكن من مساعدة الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة.
وأضاف البيان أن "اللجنة تبدي قلقها خصوصا حيال الأشخاص الأكثر ضعفا مثل الأسرى اثر المعارك أو الذين أصيبوا بجروح أو المرضى والذين هم بحاجة إلى مساعدة طبية".
وأعلن الصليب الأحمر انه بدا حوارا مع كل الذين يمكن أن يكون لهم نفوذ ايجابي على عمله في سورية.
وكان كيلنبرغر قد توجه إلى سورية في يونيو/حزيران 2011 ثم في سبتمبر/أيلول عندما التقى الأسد.
وأضافت اللجنة أنها واصلت منذ ذلك الوقت "حوارا منتظما مع السلطات السورية وأعضاء من المعارضة سواء في سورية أو في الخارج".
ومنذ بدء حركة الاحتجاج ضد السلطة قبل عام، قدم الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر الغذاء والأدوية ومواد أخرى أساسية لآلاف الأشخاص.
شكوى ضد وزير الدفاع السوري السابق
من جانب آخر رفعت جمعية لمساعدة الشعب السوري شكوى في باريس ضد وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس الموجود في فرنسا منذ بضعة أيام، تتهمه فيها بارتكاب جرائم حرب، بحسب ما أفادت الجمعية الأحد.
وتعتبر الجمعية السورية من أجل الحرية التي تقدم نفسها على أنها منظمة غير حكومية للمساعدات الإنسانية للشعب السوري، وأن مصطفى طلاس الذي كان وزيرا للدفاع يتمتع بنفوذ كبير في سورية من 1972 إلى 2004 يتحمل مسؤولية مشتركة عن جرائم حرب منها مجزرة مدينة حماه في 1982 التي ذهب ضحيتها ما بين 20 إلى 40 ألف قتيل.
وكتبت الجمعية في شكواها التي رفعت الجمعة أمام المحكمة العليا في باريس "منذ أن علمنا بوجوده في فرنسا نريد أن نستغل هذه الفرصة لرفع شكوى ومحاكمته في فرنسا بتهمة ارتكاب جرائم حرب وأعمال تعذيب واغتصاب واختفاء وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان".
وأكدت الجمعية أن لديها لائحة بأسماء 300 شخص تعرضوا للتعذيب وأسر مفقودين وأسر ضحايا مجزرة حماة وهم مستعدون للإدلاء بشهاداتهم ضد طلاس وأن بينهم حوالي 15 فرنسيا من أصل سوري، ما يسمح للقضاء الفرنسي بالتحرك بحسب رئيس المنظمة الهنيدي عبد الناصر.
وفي 12 من الجاري ذكرت مصادر في المعارضة السورية في المنفى في فرنسا أن طلاس وصل إلى باريس مع ابنه فراس وهو رجل أعمال فيما لم تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية هذه المعلومات.
وقال عبد الناصر انه رأى طلاس في 14 من الجاري صدفة على جادة الشانزليزيه. وذكر أن طلاس البالغ من العمر 80 عاما لم يفر من سورية وانه قدم إلى فرنسا لأسباب طبية ويقيم لدى ابنته ناهد العجة المعروفة في الأوساط الباريسية.
اتهامات لقطر والسعودية
وتجمع عشرات الأشخاص في حي القصاع بدمشق لتشييع قتلى انفجاري السبت، وتحدث عدد منهم إلى التلفزيون السوري متهمين قطر والسعودية بالمسؤولية عن الدم الذي يسيل في سورية.
وقال أحد المشيعين للتلفزيون: "نحن نرفض الحرية التي يأتينا بها أمير قطر ودول الخليج والسعودية".
وشنت الصحافة السورية الصادرة في دمشق الأحد هجوما حادا على السعودية وقطر علي خلفية انفجاري السبت.
وكتبت صحيفة الثورة الحكومية في صفحتها الأولى "إرهاب حمد وسعود لم يكن أول مرة، دمويتهم الحاقدة على كل ما هو فينا نعرفها سمعنا دعواتهم وتجييشهم".
واعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم أن تفجيري دمشق اللذين نفذهما "إرهابيون بتشجيع من القوى الخارجية التي تدعمهم بالمال والسلاح، جاءا لمعاقبة الشعب السوري على موقفه الوطني الصامد ومحاولة إعادة خلط الأوراق للتشويش على مهمة انان وإفشال التوجه الدولي نحو الحل السياسي للأزمة".
مظاهرات في تركيا
وفي تركيا، تظاهر ألف شخص تجمعوا خصوصا بدعوة من منظمات إسلامية الأحد في اسطنبول للتنديد بمجازر القوات السورية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وتجمع المتظاهرون أمام مسجد بايازيت وسط أكبر المدن التركية ورفعوا يافطات كتب عليها "أوقفوا المجازر في سورية" و"حرروا سورية أنقذوا حمص".
وعلقت في المدخل الرئيسي للمسجد صور الأسد وقد خطت عليها عبارة "ارحل" في حين كان المتظاهرون يرددون "الله اكبر" ويهتفون "بشار قاتل".
وأدى المحتجون وبينهم نساء منقبات، صلاة الغائب ترحما على ضحايا القمع في سورية خلال "موكب جنائزي رمزي".