أكدت مصادر سورية سقوط عدد من القتلى والجرحى في انفجارين شديدين استهدفا مركزين أمنيين في العاصمة السورية صباح السبت، في الوقت الذي طالب فيه مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان بالحذر في معالجة الأزمة السورية لتجنب زعزعة استقرار المنطقة.
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن أحد التفجيرين اللذين نجما حسب المؤشرات الأولى عن سيارتين مفخختين "استهدف إدارة الأمن الجنائي في دوار الجمارك"، بينما "استهدف الانفجار في المنطقة الواصلة بين شارع بغداد وحي القصاع إدارة المخابرات الجوية".
وتحدث التلفزيون عن مقتل عدد من المدنيين وعناصر حفظ النظام في التفجيرين، دون تقديم تفاصيل إضافية.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن "عددا من عناصر الأمن سقطوا بين قتيل وجريح" في الإنفجارين، موضحا أن "المعلومات تشير إلى استهداف فرع الأمن الجنائي والمخابرات الجوية".
وقال الناشط في تنسيقيات دمشق أبو مهند المزي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الانفجار الأول وقع عند السابعة والنصف من اليوم السبت وبعد دقائق وقع الانفجار الثاني وهو الأضخم".
وأضاف "شاهدنا الدخان ينبعث من اتجاه ساحة الجمارك القريبة من ساحة الأمويين" في وسط دمشق.
وكان هجوم انتحاري في دمشق في السادس من يناير/كانون الثاني قد أدى إلى سقوط 26 قتيلا على الأقل و46 جريحا معظمهم من المدنيين.
كما استهدف هجومان بسيارتين مفخختين مقرين أمنيين في دمشق في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي وأديا إلى سقوط أكثر من ثلاثين قتيلا.
توخي الحذر
وقد جاء هذا التصعيد غداة تصريحات مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان، التي أكد خلالها أنه ينبغي التعامل مع الوضع في سورية "بحذر شديد للغاية" لتجنب تصعيد من شأنه زعزعة استقرار المنطقة.
وقال عنان إنه دعا مجلس الأمن إلى التحدث "بصوت واحد" لوضع حد لأعمال العنف وتمكين عمال الإغاثة من الدخول دون عائق إلى المناطق المتضررة وبدء عملية سياسية تؤدي إلى تحقيق الديمقراطية في سورية.
وعبر عنان عن ارتياحه بفعل "التصميم القوي" من جانب القوى العالمية على العمل سويا، لكنه لم يقدم تفاصيل بعد إفادته أمام مجلس الأمن عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة من مكتبه بجنيف.
وصرح عنان للصحافيين في جنيف "نعم نميل إلى التركيز على سورية لكن أي سوء في التقدير يؤدي إلى تصعيد كبير سيكون له تأثير في المنطقة وسيكون من الصعب للغاية التعامل معه".
وأضاف أن محادثاته مستمرة مع الحكومة السورية بشأن وقف العنف بعد محادثاته في مطلع الأسبوع مع الرئيس بشار الأسد والجناح غير المسلح في المعارضة السورية والاجتماع مع رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان، مشيرا إلى أن "ما أبذله من جهد مضن هو من أجل الشعب السوري".