أدت اشتباكات مسلحة بين دعاة الفدرالية والمناهضين لها إلى سقوط ضحايا في بنغازي شرق ليبيا بعد مسيرة شارك فيها نحو 2000 شخص تأييدا لإعلان إقليم برقة في شرق البلاد "إقليما فدراليا"، على ما أفادت مصادر طبية وسط تضارب في الحصيلة النهائية للإصابات.

وقالت الطبيبة في مركز بنغازي الطبي بسمة محمد إن قتيلا سقط خلال الاشتباكات في مدينة بنغازي، مشيرة إلى أن المركز استقبل ثلاثة جرحى جراء الاشتباكات.

ونفى قسم الاستقبال في مستشفى الجلاء للحوادث والحروق سقوط أي قتيل خلال الاشتباكات. وقال أحد موظفيه إن حصيلة الإصابات هي خمسة جرحى بينهم ثلاثة ادخلوا إلى المستشفى الاثنين الآخرين أدخلا إلى مركز بنغازي الطبي.

وبدأ الاشتباك بعدما توجه أنصار الفدرالية الذين يتحدر معظمهم من سكان المناطق الواقعة شرق بنغازي، إلى ساحة التحرير أمام مبنى محكمة شمال المدينة، ليقيموا مهرجانا خطابيا.

وألقى أحمد الزبير السنوسي الذي يترأس ما يسمى المجلس التأسيسي لإقليم برقة، كلمة في التجمع.

وقال مراسل وكالة الصحافة الفرنسية إن شابين حاولا الصعود إلى المنصة بعد انتهاء كلمة الزبير مباشرة وقاما برشق المتظاهرين بالحجارة، ثم بدأ التراشق بالحجارة بين الطرفين وتحول إلى تبادل لإطلاق الرصاص.

واحتشد رافضو الفدرالية، وأغلبهم من سكان المنطقة المحيطة بالساحة، وفرقوا دعاة الفدرالية بالأسلحة البيضاء والحجارة، وقد تم إضرام النيران في الأكشاك داخل الساحة.

ولم تكن الشرطة أو الجيش أو كتائب الثوار طرفا في هذه الاشتباكات، واكتفت بإغلاق كل المنافذ المؤدية للساحة في وجه الداخلين إليها.

ومساء الجمعة، دعا المجلس الوطني الليبي إلى التهدئة، فيما أكدت السلطات الأمنية سيطرتها على الأوضاع.

وقال رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس مختار الجدال "ندعو الجميع للتهدئة"، مؤكدا أن ما حدث "مجرد حراك شعبي لا علاقة للمجلس والحكومة به".

من جهته، قال رئيس اللجنة الأمنية العليا لمدينة بنغازي فوزي ونيس ان "الامر تحت السيطرة، والاشتباكات انتهت بين الطرفين".

وأكد ونيس سقوط خمسة جرحى خلال الاشتباكات "ثلاثة منهم لم تكن إصاباتهم بالرصاص الحي وإنما بالحجارة والأسلحة البيضاء" مؤكدا أنهم "جميعهم بخير وحالاتهم ليست خطيرة، حتى الاثنان الآخران اللذان أصيبا بأعيرة نارية".

وكان دعاة الفدرالية قرروا الخروج في مسيرة الجمعة للتأكيد على مطلبهم بإعلان إقليم برقة فدرالية اتحادية والعودة بالبلاد لدستور الاستقلال الذي وضع في العام 1951 إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي.

وكان إقليم برقة الممتد من الحدود الليبية المصرية شرقا إلى مدينة سرت غربا، أعلن أنه إقليم فدرالي.

وأصدر المشاركون في المؤتمر التأسيسي "ميثاق برقة للعيش المشترك" بيانا طالبوا فيه بالعودة إلى الدستور الملكي الذي ينص على تقسيم البلاد ثلاثة أقاليم هي برقة وفزن وطرابلس والذي استمر العمل به فترة من حكم الملك إدريس السنوسي من 1951 إلى 1964.

ورفع المتظاهرون شعارات تحتج على تصريحات رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل والتي هدد فيها باستخدام القوة ضدهم.

وقال أحد أكبر دعاة الفدرالية وهو خيرالله إدريس العبيدي لوكالة الصحافة الفرنسية: "إننا خرجنا لنستنكر تصريحات مصطفى عبدالجليل خلال تهديده لنا باستخدام القوة، ووزير داخليته فوزي عبد العال حينما قال إن هذه القوة هي مصراتة" على حد تعبيره.

وأضاف العبيدي "إننا نواجه هجمة وسلوكا مشينا من المجلس الوطني الانتقالي من خلال تجنيده لرجال الدين في حملات إعلامية شرسة تحرم الفكر الذي يدعو للفدرالية".

مسؤول ليبي يقلل من المخاوف

قلل ابراهيم الدباشي نائب المندوب الليبي في الأمم المتحدة من حجم القلق بشأن الاشتباكات التي شهدتها مدينة بنغازي الجمعة بين مناهضين للفدرالية والمؤيدين لها.  وأضاف الدباشي لـ"راديو سوا": "في تصوري لا يوجد تخوف على الإطلاق من أن تثير هذه المسألة المزيد من المشاغل وأعمال الشغب. أعتقد أن كل طرف عبر عن رأيه بطريقة ما، قد لا تكون الطريقة حضارية أو مناسبة في هذا الوقت بالذات. وأنا أدعو الجميع إلى اللجوء إلى الحكمة والعقل والابتعاد عن كل ما يمكن أن يسبب أعمال العنف".

 كما أشار الدباشي إلى أنه كان هناك تقصير في السابق من قبل المجلس الوطني الانتقالي بشأن التعامل مع تلك المطالبين بإعلان إقليم برقة إقليما فدراليا، وأضاف لـ"راديو سوا": "قد يكون هناك تقصير في التعامل مع هذه المسألة في وقت ما في السابق، أي قبل أن يجتمع هؤلاء الذين ينادون بالفدرالية ويشكلون مجلسا. كان الأولى أن يتم النقاش معهم وأن يسمع رأيهم وعلى الأقل يوضع نوع من الإطار المحدد لكيفية التعبير عن رأيهم حتى لا يتجاوزوا الحدود المقبولة من الناحية القانونية. لكن حتما الآن إذا حدثت أعمال شغب وحدثت أي مشاكل في بنغازي بهذا السبب حتما ستحتاج إلى عناية المجلس الوطني الانتقالي والحكومة وإلى اتخاذ إجراءات قانونية فيما يتعلق بمن كان مسؤولا عن أعمال العنف.
 
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي قد دعا مساء الجمعة جميع أطراف  المعنيين في الاشتباكات إلى التهدئة.

المزيد

 

تأتي عمليات الاحتيال على غفلة وفي وقت غير متوقع، ويقع في شراكها الناس من مختلف والأعمار ومستويات الدخل والجنسيات.

ويرى دارسون لهذا الظاهرة المرفوضة والمنبوذة، أن الاحتيال او المحتال انما هو نتيجة تنامي القيم المادية على القيم المجتمعية والثقافية والمصلحة العامة.

ومايجب ان نعرفه أن كل شخص منا معرّض لعمليات الاحتيال، التي عادة ماتنجح  لأنها تبدو حقيقية للمُستغفل في غالب الاحيان.

فأساليب عصابات النصب والاحتيال في العراق مثلا ، تطورت بشكل لافت مؤخراً للإيقاع بالضحايا، عبر طرق قد لا تخطر على بال احد ومنها التمثيل.

ويستغل المحتالون ايضا التقنية الحديثة، ومواقع التواصل لخلق قصص يمكن تصديقها من شأنها إقناعك بتقديم مالك أو تفاصيلك الشخصية.

وينتحل المحتالون صفة موظفين حكوميين، ويطلقون ادعاءات كاذبة أو يستخدمون تهديدات بفرض غرامات مثلاً والاعتقال لإخافة ضحيتهم وحملهم على دفع المال... فهل وقعتم في شراك عملية احتيال؟ وماهي برأيكم اسباب الاحتيال وهل لها علاج؟