يطلع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية كوفي عنان اليوم الجمعة مجلس الأمن الدولي على ردود الحكومة السورية على اقتراحاته التي قدمها للرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته لدمشق.
وقال عنان إنه أرسل استفسارات إلى القيادة السورية حول ردها، فيما قالت دمشق إنها مستعدة لاستقبال عنان مجددا ومواصلة التشاور معه.
وقد سبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه الجلسة بالدعوة إلى وقف العنف في سورية، وفق ما نقله المتحدث باسمه مارتن نيسيركي.
وأضاف "إن الأمين العام يدعو الحكومة السورية والمعارضة للتعاون مع الجهود التي يبذلها الموفد المشترك إلى سورية ويدعو أيضا المجتمع الدولي من اجل تقديم الدعم لوقف سفك الدماء وإيجاد حل سياسي يستجيب لتطلعات الشعب السوري ويحترم حقوقه الأساسية".
في هذه الأثناء، أعلنت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس أن بعثة مشتركة من الحكومة السورية والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ستبدأ مهمة مشتركة لتقييم الوضع الإنساني في المدن السورية المحاصرة مطلع الأسبوع المقبل.
وقال نيسيركي إن المهمة المشتركة كانت اقتراحا قدمته آموس خلال زيارتها دمشق مؤخرا.
وأضاف "سيرافق البعض من العاملين في فرق تابعة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي الوفد لجمع المعلومات عن الوضع الإنساني بصفة عامة والاطلاع مباشرة على الأوضاع في مختلف القرى والمدن".
وكررت آموس دعوتها للحكومة السورية للسماح بدخول المنظمات الإنسانية بدون عراقيل حتى تتمكن من مساعدة المحتاجين من السكان بصورة محايدة وبدون انحياز.
ردود الفعل
وفي المواقف الدولية حول الأزمة السورية، قال السفير البريطاني لدى دمشق سيمون كوليس إن قرار النظام السوري اختيار الحل الأمني على حساب الحل السياسي وضع سورية على شفير الحرب الأهلية.
وفي فيينا، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن تزايد التوترات الطائفية وتقويض السلم الاجتماعي يستدعيان بشكل ملح وقف العنف والسماح بإيصال مساعدات الإغاثة الإنسانية إلى المحتاجين اليها.
أما في أنقرة، فقد أعلنت وزارة الخارجية التركية أن عدد اللاجئين السوريين إليها بسبب استمرار العنف ناهز 25 ألفا فيما ارتفع عدد الضباط رفيعي المستوى الذين فروا من سورية إلى سبعة.
يأتي ذلك في وقت أشارت فيه تقارير صحافية إلى أن أنقرة تدرس في الوقت الحالي فرض منطقة عازلة في سورية مع توقعات بوصول عدد اكبر من اللاجئين خلال الأيام المقبلة.
دعوة لتحرك دولي
من ناحية أخرى، دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أمس الخميس المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف قمع الاحتجاجات في بلاده.
وقال غليون في كلمة له أمام المئات من المتظاهرين في العاصمة الفرنسية باريس في الذكرى الأولى لانطلاق الاحتجاجات في سورية "نحن لم نتحدث عن عمليات تسليح أو حرب. بالعكس لقد قلنا دائماً ان مهمة الجيش السوري الحر هو الدفاع عن وحماية المدنيين السوريين الذين يهاجمون من قبل جيش منظم ومسلح".
وأكد غليون أن المجلس الذي يترأسه لا يدعو إلى الحرب، مدافعا عن دور المنشقين في بلاده.
وقال غليون "نحن ننتظر من المجتمع الدولي التحرك وليس الحوار. وهذا يعني القيام بما ينبغي القيام به فيما يخص سورية. هناك التزامات على المجتمع الدولي ويجب عليه أن يساعد هؤلاء الناس التي تقتل كل يوم. إنهم يواصلون المقاومة من اجل التحرر من هذه الديكتاتورية".