وقال عنان موجها كلامه إلى مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف إنه "يواصل النقاش" على الرغم من كل شيء.
تركيا تنصح رعاياها بمغادرة سورية
وفي نفس السياق، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن بلادَه تدرس إمكانية إقامة منطقة عازلة أو آمنة على طول حدود مع سورية، فيما تواجه أنقرة حاليا تدفقا كثيفا للاجئين السوريين إلى أراضيها بسبب العمليات العسكرية المتواصلة شمال سورية خاصة في محافظة ادلب.
ويأتي الإعلان في وقت نصحت تركيا رعاياها بمغادرة سورية لتعليقها عددا من الخدمات القنصلية خلال الأسبوع المقبل، بسبب تفاقم المخاطر الأمنية في سورية جراء ما تشهده من احتجاجات مطالبة برحيل الرئيس بشار الأسد.
خدام: المنطقة العازلة بحاجة لمن يحميها
من جهته، قال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام في لقاء مع "راديو سوا" إن إمكانية فرض منطقة عازلة آمنة على الحدود التركية السورية أمر مستبعد.
وعلل ذلك بقوله "المنطقة العازلة تحتاج إلى من يحميها، فهل تركيا مستعدة للدخول في معركة عسكرية مع النظام لوحدها، تركيا مستعدة لعمل عسكري كما أعتقد ولكن ضمن نطاق تحالف دولي".
عنان يقدم تقريره إلى مجلس الأمن
في غضون ذلك، يُنتظر أن يقدم المبعوث الدولي المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان، لمجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة بيانا بشأن ما تحقق في المهمة التي كلف بها قبل 10 أيام ونتائج زيارته إلى دمشق.
وتتوقع عضو المجلس الوطني السوري المعارض في واشنطن مرح البقاعي ألا يكون تقرير عنان سهلا ولا متساهلا مع النظام السوري.
وتضيف لـ "راديو سوا": "أعتقد ذلك والمفاوضات سيكون هدفها انتقال للسلطة، ولا يوجد أي مفاوضات يمكن أن تجري بين شخص وهذا الشخص، يعني التوجه الدولي ما زال بعيدا عن الحل العسكري، ولكن أنا دائما أقول إن آخر الطب الكي، الحل العسكري يمكن أن يجنب المنطقة فعلا حربا أهلية وليس العكس، لماذا لا ننتظر لأنني أتوقع أن لا يكون تقرير كوفي عنان سهلا بالنسبة للنظام السوري أبدا ولن يكون متساهلا أيضا".
روسيا تدفع دمشق للتعاون مع عنان
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إن بلاده تحاول من خلال اتصالاتها مع نظام الرئيس بشار الأسد دفع دمشق إلى التعاون بشكل كامل مع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان.
وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي عقده في موسكو:"لقد كان غريبا بعض الشيء عندما صرح ممثلون من المجلس الوطني السوري المعارض بعد يومين من زيارة عنان الأولى إلى دمشق بفشل مهمته. أعتقد أن هذا التصرف كان تصرفا غير مسؤول على الإطلاق. إننا نعمل مع كوفي عنان بشكل يومي، ونرسل إشارات إلى دمشق لضمان تعاون القيادة السورية بشكل كامل مع عنان".
ودعا لافروف الدول الغربية إلى توجيه إِشارات مماثلة إلى المعارضة السورية لضمان نجاح مهمة عنان، قائلا :"إننا نتوقع من جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي دعم مهمته، ويعني هذا أننا لسنا وحدنا نحن والصين من ينبغي عليه إرسال إشارات إلى دمشق كي تتعاون بشكل كامل مع مهمة كوفي عنان، بل إن أعضاءً آخرين في مجلس الأمن الدولي مطالبون بأن يقوموا بدورهم بحث المعارضة السورية على عدم القيام بأعمال استفزازية ومفاقمة الوضع والتوترات، ولكن أن يتعاونوا أيضا بشكل كامل مع كوفي عنان وأن يتجاوبوا بشكل بنّاء مع مقترحاته".
من جانبها، جددت دمشق اليوم الجمعة استعدادها للتعاون مع عنان.
وقالت وزارة الخارجية في رسالتين متطابقتين إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الحكومة "تؤكد أنها ماضية في أداء واجبها في حماية مواطنيها ونزع أسلحة الإرهاب ومحاسبة مرتكبيه".
كما أكدت الوزارة أن سورية "ماضية في سعيها لإيجاد حل سياسي للأزمة التي تمر بها بالتعاون مع المبعوث الخاص كوفي عنان".
جوبيه: على المعارضة السورية الكف عن التمزق
بدوره، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الجمعة بأنه يتعين على المعارضة السورية الكف عن "التمزق" و"معارضة بعضها البعض".
وقال جوبيه إن "هناك معارضين يضعفون المعارضة بشكل خطير بموقفهم، طالما أنهم مستمرون في التمزق ومعارضة بعضهم البعض، في الداخل والخارج".
وأوضح "نفعل ما بوسعنا لجمعهم حول المجلس الوطني السوري وإقناعهم بأن يكون اشمل ويستقبل علويين ومسيحيين. إنهم لا يحققون تقدما كافيا".
تظاهرات من أجل التدخل العسكري
وفي الشأن السوري الداخلي، دعا ناشطون مناهضون للنظام السوري اليوم الجمعة إلى التظاهر من اجل "التدخل العسكري الفوري من العرب والمسلمين قبل العالم"، في وقت يفترض أن يقدم الموفد الدولي الخاص إلى سورية كوفي عنان تقييما، وصفه بعض الدبلوماسيين "بالحاسم" عن مهمته في دمشق إلى مجلس الأمن.
وقد سجل العدد الأكبر من التظاهرات في مدينة حلب ومحافظتها التي بدأت تتصاعد فيها منذ أسابيع وتيرة الاحتجاجات بعد أن كانت في منأى نسبيا عن هذا الحراك.
وسار آلاف الأشخاص في تظاهرات بأحياء عديدة من مدينة حلب هاتفين "الشعب يريد التدخل العسكري" و "الشعب يريد إسقاط النظام" و "الشعب يريد تسليح الجيش الحر"، بحسب ما أفاد متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي وكالة الصحافة الفرنسية.
وحاولت قوات الأمن تفريق بعض التظاهرات عبر إطلاق الرصاص، مما تسبب بوقوع إصابات.
كما أطلقت القوى الأمنية قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في حي المرجة، فرد هؤلاء برشقها بالحجارة وحصلت اشتباكات بالأيدي.
وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالإضافة إلى مدينتي الباب ومنبج.
وأوضح الحلبي أن التظاهرات "تخرج في اعزاز وتتفرق قبل وصول الجيش إليها".
وفي دمشق، أفاد عضو مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي عن تظاهرات في أحياء الميدان والتضامن والحجر الأسود وكفرسوسة والقدم، رغم الانتشار الأمني الكثيف.
وفي شريط فيديو عن تظاهرة في حي الميدان، بدأ مئات الأشخاص في مسجد زين العابدين في الميدان يرددون هتافات ضد بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد وكذلك "الله محيي الجيش الحر".
وفي القامشلي، سارت تظاهرة في عامودا، بحسب ما ذكرت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد2011 "على موقع فيسبوك الالكتروني، وحمل المتظاهرون أعلاما كردية وأخرى سورية بعد الاستقلال وقبل حكم حزب البعث.
وأظهر شريط فيديو آخر بثه ناشطون على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي القصور في مدينة حمص ردد خلالها المتظاهرون "يا حمص لا تهتمي بفديك بروحي ودمي، بكرا بيسقط النظام هو وحزبه بيولي".
وقال نضال، الناشط في الهيئة العامة للثورة السورية في حمص لوكالة الصحافة الفرنسية إن تظاهرة أخرى خرجت في حي الإنشاءات الذي تسيطر عليه القوات النظامية في المدينة، وهتفت لمدينة ادلب التي يسيطر عليها الجيش منذ مساء الثلاثاء الماضي.
وأوضح أن التظاهرة "سارت بين حاجزين للأمن يبعدان عن بعضهما عشرات الأمتار، وتفرقت قبل وصول الأمن إليها".
وأشار إلى أن التظاهرات شملت أحياء الخالدية والبياضة وجورة الشياح والقرابيص والوعر والشماس ووادي العرب، بالإضافة إلى مناطق متعددة في الريف.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تظاهرة كبيرة خرجت في مدينة الحولة في ريف حمص أطلق الأمن النار عليها، ما تسبب بسقوط ثمانية جرحى.
وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن "عشرات آلاف المتظاهرين في أنحاء سوريا اليوم الجمعة رغم القمع العسكري والانتشار الأمني الكثيف".
وأشار إلى أن التظاهرات شملت أيضا درعا في الجنوب والحسكة في الشمال والرقة وسط.
في المقابل، تجمع عشرات الموالين للرئيس السوري بشار الأسد في ساحة السبع بحرات في دمشق، للتعبير عن رفضهم التدخل الخارجي في شؤون بلادهم الداخلية، بحسب ما أفادت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية.
وبدأ المشاركون تجمعهم بدقيقة صمت على أرواح "الشهداء الذين قضوا في سبيل الوطن"، ثم عزف النشيد الوطني قبل أن يهتف المحتشدون الذين رفعوا الأعلام السورية والروسية وأعلام حزب الله بشعارات "الساحات لنا، الساحات لنا في كل يوم جمعة".
وفجر الجمعة، قتل مواطن خلال اشتباكات بين قوات النظام ومنشقين في حي الكنامات في دير الزور شرق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما قتل شخص في الرستن في ريف حمص نتيجة القصف من قوات النظام على المدينة.
وتسببت اشتباكات وقعت بعد منتصف الليل في الضمير وقطنا في ريف دمشق بمقتل سبعة أشخاص، بحسب المرصد.
دور الكنيسة في "إحلال السلام"
في الفاتيكان، قال بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام للصحافيين إن الجيش السوري "لا يتدخل إلا عندما يجب أن يتدخل"، وإن الكنيسة لا تزال تستطيع أداء دور "إحلال السلام".
وحذر البطريرك المقيم بسورية في مؤتمر صحافي أعقب لقاءه مع البابا بنديكتوس السادس عشر، من أنه "في حال بقاء المسيحيين على الحياد، فإن الوجود المسيحي لن يستمر أو سيكون بلا تأثير في العالم العربي".