أكد متحدث باسم كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية اليوم الخميس، الذي يصادف الذكرى السنوية الأولى للحركة الاحتجاجية ضد نظام بشار الأسد، أن عنان مازال يجري اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بشأن مقترحاته لوقف العنف.
ومن المقرر أن يطلع عنان مجلس الأمن الدولي غدا الجمعة على تطورات مهمته في سورية.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم عنان في جنيف إن "باب الحوار مازال مفتوحا. مازلنا نتواصل مع السلطات السورية بشأن مقترحات السيد عنان."
خطة عنان
وأكد فوزي أن خطة عنان لخصت الخطوات التي ينبغي اتخاذها بما في ذلك إنهاء العنف ودخول المساعدات الإنسانية وبدء حوار سياسي مع المعارضة.
وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة قد أعلن الأربعاء أنه تلقى رد الأسد لكنه يسعى إلى إجابات على أسئلة عالقة. وكان عنان قد أجرى محادثات مع الأسد في دمشق في مطلع الأسبوع.
وقال دبلوماسيون في المجلس لوكالة رويترز إن تقييم عنان للأزمة سيكون حاسما بالنسبة إلى مسعى الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لاعتماد مشروع قرار يضمن كذلك وصول موظفي المعونة الإنسانية إلى البلدات المحاصرة في شتى أنحاء البلاد.
وأشار دبلوماسيون إلى أن المحادثات بين الدول الخمس الدائمة العضوية والمغرب العضو العربي بمجلس الأمن بشأن مشروع قرار تعثرت لكن من المتوقع أن تتسارع وتيرتها بعد إفادة عنان. لكنهم يقولون إنه ما زال من غير الواضح إن كانت روسيا ستقبل مشروع قرار بشأن سورية.
وأكد دبلوماسي غربي رفيع رفض الكشف عن اسمه أن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بإصرار روسيا على أن توقف الحكومة والمعارضة القتال في وقت واحد وتحميل الجانبين بالتساوي المسؤولية عن الوضع في سورية.
وقال الدبلوماسي "لن نقبل قرارا يساوي بين النظام والمعارضة".
وكذلك أشار الدبلوماسيون إلى أن النقاط الأقل إثارة للخلاف والتي لا تخلو من صعوبة، كيفية ذكر القرار خطة الجامعة العربية التي تحث الأسد على التنحي.
وتعارض روسيا أي تأييد واضح للخطة لكن الدبلوماسيين الغربيين قالوا إنه يمكنهم على الأرجح إيجاد حل وسط مقبول لروسيا والصين.
غير أن دبلوماسيين في المجلس قالوا إنه لا دلائل على أن الأعضاء الخمسة الدائمين في المجلس اقتربوا من كسر الجمود الذي يحيط بمشروع القرار. ورجح دبلوماسيون أن يستمر هذا الجمود إلى ما بعد إفادة عنان غدا الجمعة.
وكانت سورية قد أعلنت الأربعاء أنها ردت بإيجابية على مقترحات عنان لإنهاء العنف المتصاعد الذي أودى بحياة آلاف المدنيين.
وقال المتحدث باسم عنان إن هناك أسئلة ما زالت قائمة بشأن رد سورية.
العثور على 23 جثة عليها آثار تعذيب
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس بأنه تم العثور على 23 جثة بالقرب من مدينة ادلب في شمال غرب سورية، عليها آثار "تعذيب شديد".
وقال المرصد في بيان له "عثر صباح الخميس على 23 جثة قرب مزرعة وادي خالد غرب مدينة ادلب ظهرت عليها آثار التعذيب الشديد"، مشيرا إلى أن الجثث معصوبة الأعين ومقيدة الأيدي.
وسقط خمسة قتلى الخميس في أعمال عنف في محافظة ادلب التي شهدت عمليات عسكرية مكثفة خلال الأيام الماضية قتل فيها العشرات. فقد قتل ثلاثة مواطنين في معرة حرمة وخان شيخون إثر إطلاق رصاص من القوات السورية.
ويسيطر الجيش السوري سيطرة كاملة منذ الثلاثاء على مدينة ادلب، بعد هجوم استغرق أربعة أيام ودفع الجيش السوري الحر إلى الانسحاب، بحسب ما افاد ناشطون في المدينة.
وجاءت السيطرة على ادلب بعد أسبوعين من دخول حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي تعرض قبل الاقتحام لحملة قصف عنيفة على مدى أربعة أسابيع تقريبا من قوات النظام.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "الجهات المختصة اشتبكت الأربعاء مع فلول من المجموعات الإرهابية المسلحة في أحراج وكهوف البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين ومصادرة أسلحتهم".
كما أفادت صحيفة "الوطن" المقربة من السلطة الخميس أن وحدات الجيش وحفظ النظام "أنهت عمليات التفتيش والبحث عن المطلوبين في أحياء مدينة إدلب وخاصة الشمالية والشمالية الشرقية، حيث تركزت المجموعات المسلحة قبل انسحاب معظمها من هذه الأحياء".
وفي ريف دير الزور، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش النظامي السوري ومجموعات مسلحة منشقة في مدينة مو حسن تستخدم خلالها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف.
وأشار المرصد إلى أن ذلك حدث "إثر مهاجمة المجموعات المنشقة لمراكز الجيش النظامي في المدينة".
سورية تزرع ألغاما على حدودها التركية
هذا، وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي الخميس أن سورية تزرع ألغاما على حدودها مع تركيا لمنع مرور لاجئين إلى هذا البلد المجاور.
وقال اتالاي لشبكة "ان تي في" إن "الإدارة السورية تزرع ألغاما على الحدود التركية حتى لا يتمكن اللاجئون من العبور إلى تركيا. إنها تتخذ إجراءات"، بينما ارتفع عدد السوريين الذين لجأوا إلى تركيا منذ بدء الأزمة في سورية إلى حوالي 15 ألفا.