جاسم (29 عاما) كان يعمل مصورا لوكالة رويترز، وقد رصد بكاميرته العديد من أحداث العنف، في الفترة التي كان يصعب فيها على أي صحافي غربي التحرك في بغداد خلال تصاعد العمليات المسلحة عام 2006، وهو العام الذي بدأ فيه جاسم العمل لصالح الوكالة.
وينقل تقرير لإذاعة NPR الأميركية عن وليد جاسم، شقيق الصحافي المعتقل، قوله إن أخاه كان جادا في عمله، وكان أول من يصل إلى مواقع الانفجارات لتصويرها.
بيد أن تفاني جاسم في أداء عمله وسرعة تواجده في أماكن العنف، وهي من ميزات الصحافي الناجح، كانت مثار شكوك لدى القوات الأميركية، التي رأت أن صوره قريبة أكثر مما يجب من مواقع الأحداث.
وعلى شبهة وجود صلة بين الصحافي والجماعات المسلحة، داهمت قوة عراقية أميركية مشتركة منزله العام الماضي دون أمر قضائي، واقتادته إلى جهة لم يتم أخبار عائلته بشأنها إلا بعد شهور.
ومنذ ذلك الحين يواصل أهل جاسم زيارته في سجن بوكا التابع للجيش الأميركي قريبا من الحدود العراقية الكويتية، منتظرين أن توجه إليه تهمة محددة لمعرفة مصيره النهائي.
وتنقل الـ NPR عن متحدث باسم القوات الأميركية، الكابتن براد كمبرلي، قوله إن جاسم مصنف كتهديد أمني خطير، لهذا السبب يستمر اعتقاله.
السلطات القضائية العراقية ترى أن الاتفاقية الأمنية تلزم الجانب الأميركي بتوجيه تهمة للصحافي إبراهيم جاسم أو إطلاق سراحه، في حين تؤكد القوات الأميركية أن الاتفاقية تتيح لها إبقاءه في السجن حتى كانون أول/ديسمبر القادم قبل أن تتخذ قرارا بشأنه، دون أن تشير ما إذا كانت لديها أدلة لإدانته أم لا.
وتبذل وكالة رويترز جهودا في بغداد وواشنطن لتحريك قضية مصورها العراقي إبراهيم جاسم، معربة عن قناعتها بأنه لم يرتكب أية جريمة تستوجب اعتقاله، ما لم يتم إثبات العكس بالأدلة.