السودان.. تبادل للاتهامات بخرق الهدنة والاشتباكات تتواصل في الخرطوم
تتواصل الاشتباكات في الخرطوم ومناطق أخرى في السودان لليوم الثامن على التوالي، في وقت يصعب فيه كثيرا معرفة تفاصيل التطورات الميدانية في ظل خطر التنقل.
ويؤكد كل من الطرفين تقدمه، لكن لا يمكن معرفة من يسيطر على ماذا في العاصمة التي هجر شوارعها المدنيون.
وفشل الطرفان حتى الآن في الالتزام بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يوميا تقريبا منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، بما في ذلك هدنة لثلاثة أيام للسماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عيد الفطر.
وتبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بخرق الهدنة، حيث قال الجيش السوداني بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن قوات الدعم السريع نفذت "أعمال قنص من على البنايات المطلة على محيط القيادة العامة ومناطق متفرقة بجنوب الخرطوم والخرطوم بحري."
وأضافت في بيان أن قوات الدعم السريع شنت قصفا عشوائيا بقذائف الهاون "على مناطق سكنية مجاورة مما أحدث إصابات بين بعض المواطنين".
وتابع البيان أن هجوما استهدف كذلك مدينة جياد الصناعية جنوبي الخرطوم قبل أن يتم التصدي له من قبل قوات الجيش، نافيا سيطرة قوات الدعم السريع عليه.
بالمقابل أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول ركن حمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي" التصدي لهجوم شنه الجيش السوداني بشرق النيل.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا على صفحتها في فيسبوك زعمت من خلاله السيطرة على "التصنيع الحربي"، وهو ما نفاه الجيش.
ووردت تقارير عن وقوع أسوأ أعمال عنف خارج العاصمة في دارفور، وهي منطقة صحراوية في غرب البلاد على الحدود مع تشاد.
وجاء في إفادة للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية، السبت، أن لصوصا استولوا على ما لا يقل عن عشر مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وست شاحنات طعام أخرى بعد اقتحام مكاتب ومخازن تابعة للمنظمة في نيالا بجنوب دارفور.
ولا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن أيا من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار.
ويملك الجيش قوات جوية لكن قوات الدعم السريع تنتشر بشكل كبير في المناطق الحضرية بما في ذلك المناطق المحيطة بالمنشآت الرئيسية في وسط الخرطوم.
ويشغل البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم الذي كان يشرف على عملية الانتقال السياسي بعد انقلاب 2021، وهي العملية التي كان من المفترض أن تشمل الانتقال إلى الحكم المدني ودمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن 413 شخصا قُتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال. وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من عمال الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.