ذي إيكونوميست: "إعصار" الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة يتلاشى
أشار تقرير لصحيفة ذي إيكونوميست البريطانية إلى أن "إعصار" أزمة البنوك الأميركية يتلاشى، وحان الوقت لتقييم الضرر الذي سببه انهيار ثلاثة بنوك في القطاع، بحسب الصحيفة.
ولفت تقرير الصحيفة إلى صعوبة تقدير الأضرار التي تسببت بها الأزمة المصرفية مباشرة بعد حدوثها. لكن يترتب على المصارف المدرجة في الولايات المتحدة الكشف عن بياناتها المالية، بما في ذلك الميزانيات والأرباح، كل فصل.
ويوفر ذلك نظرة شاملة عن الوضع المالي لهذه البنوك، ويمكن أن تعطي البيانات فكرة عن الأثر الاقتصادي الواسع النطاق للأزمة، حسب التقرير.
وتنطلق الصحيفة من هذا المبدأ لتنظر إلى المشهد المالي العام للبنوك الأميركية من خلال التدقيق في ثلاثة مقاييس، وهي مجموع الودائع وإيرادات الفوائد والأرباح، في ثلاثة بنوك مختلفة الحجم.
أكبر هذه البنوك التي استند عليها تقرير ذي إيكونوميست هو جي بي مورغان تشيس الذي تبلغ أصوله 3.7 تريليونات دولار.
يليه بي أن سي بأصول تبلغ 560 مليار دولار، وضمن المجموعة التي درستها الصحيفة أيضا بنك ويسترن ألاينس بأصول لا تتجاوز 70 مليار دولار.
وتبين المقارنة أن جي بي مورغان يعمل بشكل جيد وفقا للمعايير الثلاثة، فقاعدة الودائع زادت بعد هروب المودعين إلى مصارف أكثر أمانا، فارتفع مجموع الودائع في المصرف بنسبة 2 في المئة منذ نهاية العام 2022، لذلك يكسب المصرف مزيدا من إيرادات الفوائد.
ونهاية العام الماضي، رجح جي بي مورغان أنه سيحقق 74 مليار دولار من إيرادات الفوائد خلال العام 2023، أما الآن فالتقدير يشير إلى نحو 81 مليار دولار.
وساعد كل ذلك في زيادة الأرباح في المصرف إلى 12.6 مليار دولار، بزيادة 15 في المئة عن الربع السابق و50 في المئة عن العام الماضي.
ويقول تقرير ذي إيكونوميست إن جي بي مورغان يبدو سليما من الناحية الهيكلية ربما أكثر مما كان عليه قبل بدء الأزمة المصرفية.
أما بالنسبة لبنك بي أن سي متوسط الحجم فإن الأخبار ليست سارة من كل الجوانب. ويوضح التقرير أن مجموع ودائع الشركة صمد، وبعد أن كانت 435 مليار دولار في المتوسط في الربع الأخير من عام 2022، أنهت الربع الأول من عام 2023 عند 437 مليار دولار. ولكن النبأ السيئ هو أن المصرف يدفع أكثر مقابل هذه الودائع.
وفي نهاية العام الماضي، احتفظ عملاء بي أن سي بنحو 31 في المئة من ودائعهم في حسابات غير مدرة للفائدة، ودفع بي أن سي نحو 1.07 في المئة على 69 في المئة من الودائع التي كسبت فائدة. ويمتلك العملاء الآن 28 في المئة فقط من الودائع في حسابات غير مدرة للفائدة ودفع بي أن سي في المتوسط 1.66 في المئة على الباقي خلال الفصل الماضي. والنتيجة الإجمالية هي أن أرباحه ارتفعت قليلا في الربع الأول.
وعلى صعيد البنك الثالث، الذي أخذه تقرير ذي إيكونوميست في الحسبان لدراسة وضع البنوك في الولايات المتحدة الأميركية، فإن ودائع ويسترن ألاينس انخفضت حوالي 11 في المئة من ودائعها في الربع الأول من العام، رغم أن إدارة البنك أشارت إلى أن الودائع تراجعت في 20 مارس وارتفعت منذ ذلك الحين.. وانخفض صافي دخل الفوائد للمؤسسة بنسبة 5 في المئة فقط مقارنة بالربع السابق.
وانخفضت أرباحه إلى 142 مليون دولار. ولكن هذه الأرقام لا ترسم صورة لمؤسسة على وشك الانهيار، حسب الصحيفة.
ويرجح التقرير أن يكون التأثير على البنوك التي لم تنشر تقاريرها بعد أكبر.
ويعد انهيار "بنك سيليكون فالي" (أس في بي) وبنك سيغنيتشر من أكبر الخسائر التي شهدها القطاع منذ الأزمة المالية في العام 2008، مما دفع السلطات الأميركية إلى التدخل بسرعة لحماية المودعين، حسب فرانس برس.
وانهار "بنك سيليكون فالي"، المقرض الرئيسي للشركات الناشئة في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات، بعد تهافت مفاجئ على سحب الودائع، ما دفع بالهيئات الناظمة لوضع اليد عليه.