مشاهد تضامن بطرق مختلفة تقام أمام المسجد الذي شهد مجزرة مروعة بحق مسلمين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية الجمعة.
حتى السكان الأصليون في تلك البلد هرعوا للمكان، وفضلوا تأدية رقصتهم التقليدية أمام مسجد النور تعبيرا عن التضامن مع الضحايا ورفض الكراهية.
بدأ هؤلاء بالرقصة التي تسمى "هاكا" وأدوها باللغة الماورية. التف حولهم مواطنون ومتضامنون نثروا الورود أمام المسجد النور.
والهاكا هي رقصة حرب قديمة وعادة تقليدية موروثة كان يمارسها المحاربون القدامى من الماوريين، سكان نيوزيلندا الأصليين، قبل المعارك لترهيب العدو.
تؤدى رقصة الهاكا بالاعتماد على الأوضاع الجسدية، بشكل جماعي، مع حركات عنيفة وضرب الأرض بالأقدام مصحوبة بصيحات متناغمة مع الحركة، إلى جانب الإنشاد، الذي تتخلله صيحات وأصوات.
لكن لاحقا أصبحت الرقصة تستخدم لأغراض أخرى كما في حفلات الزفاف والجنازات والاحتفاء بالإنجازات العظيمة فضلا عن المباريات الرياضية، خاصة فريق الركبي All Blacks النيوزيلندي.
وأعلنت السلطات النيوزيلندية الأحد ارتفاع عدد ضحايا الحادثة إلى 50 قتيلا بعد العثور على جثة أخرى في مكان الحادثة، وقالت إن عدد الجرحى 36 بينهم 2 في حالة حرجة.
وعبر لاعب منتخب فريق الروجبي النيوزيلندي سوني بيل ويليامز الذي اعتنق الاسلام في عام 2009، عن تضامنه العميق مع أسر الضحايا:
وخاطبت الضابطة في شرطة نيوزيلندا نائلة حسن حشدا من الجالية العربية والمسلمة في نيوزيلندا باللغة العربية معربة عن تأثرها الشديد وتضامنها مع ضحايا الحادثة:
ولم يقتصر التضامن مع ضحايا كرايست تشيرش على نيوزيلندا فحسب بل شمل مناطق عديدة حول العالم.
وتمكن صندوق خيري لجمع التبرعات عبر الإنترنت من جمع أكثر من ثلاثة ملايين دولار دعما لأسر الضحايا.
وقال "مجلس دعم الضحايا" إن عملية جمع التبرعات ما تزال مستمرة وإنه بحاجة إلى إنشاء قنوات رسمية لتوزيع الأموال مباشرة على الضحايا وعائلاتهم.
ومن المقرر البدء في تسليم الجثث لذويها ابتداء من مساء الأحد على أن تنتهي العملية بحلول الأربعاء بعد التأكد من سبب الوفاة وتحديد هويات الضحايا، حسب السلطات النيوزيلندية.
وتوقعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن أن يكون هناك تغير في قوانين اقتناء السلاح في بلادها، بعد حادثة المسجدين.
وتعتقد السلطات أن مرتكب المجزرة، اليميني المتطرف برنتون تارانت، قد تصرف بمفرده، وقد مثل السبت أمام المحكمة.